الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السنوات الثماني الأخيرة الأكثر حراً... الكوكب يستغيث!

المصدر: "النهار"
التغير المناخي يهدّد الكوكب(أ ف ب).
التغير المناخي يهدّد الكوكب(أ ف ب).
A+ A-
أفاد تقرير للأمم المتحدة أمس الأحد تناول الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي، أن كلا من السنوات الثماني الأخيرة، في حال ثبتت التوقعات بشأن السنة 2022، ستكون أكثر حراً من أي عام سابق لسنة 2015.

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تزامناً مع افتتاح مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) في مقطع مصور بث في شرم الشيخ أمس الأحد، إلى تسارع في وتيرة ارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان الأنهر الجليدية والأمطار الغزيرة وموجات الحر والكوارث القاتلة التي تتسبب بها.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في تعليق على التقرير، "مع انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب27" يواجه كوكبنا نداء استغاثة" واصفاً التقرير بأنه "سرد لفوضى مناخية".
 
ارتفعت حرارة الأرض أكثر من 1,1 درجة مئوية منذ نهاية القرن التاسع عشر وقد سجل نصف هذا الاحترار تقريبا في السنوات الثلاثين الأخيرة على ما أظهر التقرير.

والسنة 2022 بصدد أن تصبح السنة الخامسة أو السادسة الأكثر حراً تسجل حتى الآن رغم تأثير إل نينيا منذ العام 2020 وهي ظاهرة طبيعية دورية في المحيط الهادئ تؤدي إلى خفض حرارة الجو.

وقال المدير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، "كلما كان الاحترار عالياً كلما تفاقمت التداعيات".

فمياه سطح المحيطات التي تمتص أكثر من 90 % من الحرارة المتراكمة جراء الانبعاثات الناجمة عن النشاط البشري، سجلت مستويات قياسية في 2021 وقد زادت حرارتها بسرعة خصوصا خلال السنوات العشرين الأخيرة.

وارتفعت أيضاً موجات الحر البحرية مع تداعيات مدمرة على الشعاب المرجانية وعلى نصف مليار شخص يعتمدون على البحار لتأمين الغذاء وسبل العيش.
 
وعموماً شهدت 55 % من مياه سطح المحيطات موجة حر بحرية واحدة على الأقل في 2022 على ما جاء في التقرير.

وتضاعفت وتيرة ارتفاع مستوى البحار في السنوات الثلاثين الأخيرة بسبب ذوبان الأنهر والصفائح الجليدية ما يهدد عشرات ملايين الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ساحلية خفيضة.

وقال كبير العلماء في بريتيش انتركتيك سورفين مايك ميريديث إن "الرسائل الواردة في هذا التقرير لا يمكن ان تكون أكثر قتامة".

وأضاف، "في كل أرجاء كوكب الأرض تحطمت مستويات قياسية فيما اجزاء مختلفة من منظومة المناخ تنهار".

فقد بلغت غازات الدفيئة المسؤولة عن أكثر من 95 % من الاحترار الحاصل، مستويات قياسية مع تحقيق غاز الميثان أكبر قفزة تسجل خلال عام بحسب التقرير السنوي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول وضع المناخ العالمي.

في 2022 عاثت سلسلة من الظواهر المناخية القصوى التي فاقمها التغير المناخي، فساداً في مجتمعات مختلفة عبر العالم.

فقد تلت موجة حر استمرت شهرين في جنوب آسيا في آذار ونيسان الماضيين، فيضانات في باكستان غمرت ثلث مساحة البلاد. وقضى فيها ما لا يقل عن 1700 شخص وتشرد ثمانية ملايين.

في شرق إفريقيا انحسرت المتساقطات دون المعدل لأربعة مواسم أمطار متتالية وهي الاطول في 40 عاماً ويتوقع أن تساهم السنة 2022 في مفاقمة الجفاف.

وشهدت الصين أطول موجة حر تسجل حتى الآن وأكثرها شدة، وثاني أكثر فصول الصيف جفافا.

وأدى تراجع مستوى المياه إلى اضطرابات الحركة التجارية أو هددها على نهر يانغستي في الصين وعلى نهر المسيسيبي في الولايات المتحدة والكثير من الأنهر الرئيسية في أوروبا التي عانت أيضا من موجات حر متكررة.

وعانت الدول الفقيرة التي تحمل أقل قدر مسؤولية في التغير المناخي، أكثر من غيرها بسبب هشاشتها حيال تداعيات الوضع.

وأوضح تالاس "لكن حتى المجتمعات المستعدة جداً لحقت بها أضرار كبيرة جراء ظواهر قصوى كما تبين من موجات الحر المطولة والجفاف في أجزاء واسعة من أوروبا وجنوب الصين".

في جبال الألب الأوروبية حُطمت الأرقام القياسية في ذوبان الأنهر الجليدية في 2022 مع تراجع في معدل السماكة يراوح بين 3 وأكثر من أربعة امتار وهو الأعلى حتى الآن.

وقال رئيس معهد التغير المناخي في جامعة ادنبره، ديف ريي "لو كان لا بد من شطب سنة تمثل عدم التحرك على صعيد المناخ فهي 2022".

وأكد "أمام العالم مهمة جبارة في الحد من الأضرار".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم