الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شريحة الدماغ الخاصة من شركة "نيورالينك"... هل هي آمنة؟

المصدر: "النهار"
أحمد البغدادي
أحمد البغدادي
نيورالينك
نيورالينك
A+ A-
"نيورالينك" الشركة الناشئة التي ساعد إيلون ماسك على إنشائها، والتي تسعى لربط أدمغتنا مباشرةً بأجهزة الحاسوب، أظهرت لنا مدى التقدّم الذي أحرزته منذ عرضها لتجربة القرد الذي يلعب لعبة "MindPong" بوساطة التفكير فقط، في العام 2021.  
 
 
 
وقد أعلن ماسك أنّ التجارب السريرية لشريحة الدماغ ستُجرى على متطوعين من البشر خلال الأشهر الستة المقبلة، وزاد بالتصريح أنه يعتزم شخصيّاً زرع شريحة في المستقبل لأهداف تجريبيّة.  
 
 
 
وفي تحديثٍ واسع النطاق، أوضح ماسك برفقة عددٍ قليلٍ من الباحثين، في الـ30 من شهر تشرين الثاني، كيف أن أحدث نسخة من رقاقة الدماغ الخاصّة بالشركة قد تساعد المكفوفين على الرؤية أو استعادة الحركة لمن يعانون من إصابات في النّخاع الشوكيّ؛ وذلك إثر وعد 
الشركة بأن التكنولوجيا ستكون جاهزة للتجارب السريرية في العام 2019، ممّا يجعل إعلان ماسك الأخير عرضة لبعض الشكوك. 
 
 
ما هي شريحة الدماغ الخاصّة بشركة "نيورالينك"؟ وما الذي ستكون قادرة على القيام به؟ 
 
 
 
على مدى السنوات الست الماضية، كان إيلون ماسك يعمل على شريحة مصمّمة للزرع في دماغ الإنسان، مع شركته "نيورالينك" للتكنولوجيا العصبية. ولطالما كان هدفه النهائيّ يتمثّل بتطوير واجهة بين الدماغ والحاسوب والتي سيتم استخدامها في البداية لمساعدة الأشخاص المصابين بالشلل أو مرض العصبون الحركيّ على التواصل. 
 
 
 
وفي العام 2020، وخلال عرض "Show and Tell"، ألمح ماسك إلى مفهوم التخاطر المفاهيمي الذي يسمح لشخصين بالتواصل من خلال الأفكار بمساعدة التكنولوجيا، والذي سيُمكّن مستخدمي شريحة الدماغ من حفظ الذكريات واستعادتها.  
 
 
وخلال حدث يوم الأربعاء، قال ماسك إنّ أحد المجالات التي تركّز عليها التقنية حالياً هو السماح للأشخاص المصابين بالشلل باستعادة المهارات الحركيّة فعليّاً. وأضاف أنه بقدر ما قد يبدو ذلك كمعجزة، نحن واثقون من إمكانية استعادة وظائف الجسم بالكامل لشخص يعاني من قطع في النخاع الشوكي، فضلاً عن أن الرقاقة ستكون قادرة على استعادة البصر حتى عند الأشخاص الذين عانوا العمى طوال حياتهم، وستُتيح علاج أمراض الدماغ مثل الباركنسون والخرف والألزهايمر. 
 
 
 
ولم يكتفِ ماسك بهذا الحدّ، بل بشّر بأن هذه التكنولوجيا ستكون قادرة على أن تساعد في علاج الإدمان والاكتئاب. 
 
 
 
كيف تعمل الشريحة؟ 
 
 
 
يتكوّن نظام "نيورالينك" من شريحة حاسوبيّة متّصلة بخيوط مرنة دقيقة مثبتة في الدماغ بوساطة روبوت يُشبه آلة الخياطة. يزيل الروبوت جزءاً صغيراً من الجمجمة، ويربط الأقطاب الكهربائيّة الشبيهة بالخيوط بمناطق معيّنة في الدماغ، ويخيط الثقب.  
 
 
بحسب الشركة، فإن هذا الإجراء سيستغرق 30 دقيقة فقط، ولن يتطلّب تخديراً عاماً، وسيتمكّن المرضى بعدَه من العودة إلى المنزل في نفس اليوم.  
 
 
يتكوّن الدماغ من خلايا خاصّة تسمّى الخلايا العصبية التي تنقل الإشارات إلى خلايا أخرى في الجسم، مثل عضلاتنا وأعصابنا. وتستطيع الأقطاب الكهربائية في شريحة "نيورالينك" قراءة هذه الإشارات، التي تُترجم بعد ذلك تحكّماً حركيّاً. ويمكن أن تتحكّم الشريحة بالتقنيات الخارجيّة مثل أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية، أو وظائف الجسم مثل حركة العضلات.  
 
 
سيتمكن الأشخاص أيضاً من شحن بطارية الشريحة بمساعدة شاحن صغير يتّصل لاسلكيّاً بالجسم من خارجه.  
 
 
 
هل تعتبر هذه الشريحة آمنة؟ 
 
 
في العام الماضي، كشفت شركة "نيورالينك" النقاب عن خنزير يُدعى غارترود، كان يحمل شريحة مزروعة في دماغه، وسمحت بنقل النشاط العصبيّ وتسجيله أثناء محاولته الحصول على الطعام.
 
 
كذلك كانت الحال مع القرود، حين سُمح لهم بلعب لعبة الحاسوب البسيطة "MindPong"، أو بالتفاعل مع لوحة مفاتيح على الشاشة باستخدام الدماغ.  
 
 
وفي شهر شباط من هذا العام، أكّدت شركة "نيورالينك" أن القرود ماتت أثناء اختباراتها، على الرّغم من نفيها لأيّ إساءة للحيوانات. وقد جاءت هذه التصريحات رداً على ادّعاءات قدّمتها لجنة الأطباء للطب المسؤول (PCRM) غير الهادفة للربح في شكوى إلى وزارة الزراعة الأميركيّة.  
 
 
وتضمنت المخاوف، التي أثارتها اللجنة في الشكوى، أمثلةً شملت قرداً فَقَدَ أصابعه احتمالاً بسبب تشويه الذات، بينما لوحظ على قردٍ آخر ثقوب في جمجمته لزرع الأقطاب الكهربائية في الدماغ، وقرد ثالث عانى من نزيف في الدماغ.
وبحسب الشكوى، فقد تمّ قتل أغلب القرود برحمة، أو ماتت نتيجةً للتجارب. 
 
 
وكان جيريمي بيكهام قد صرّح لصحيفة "نيويورك بوز" بأن كلّ قرد كان لديه غرسات في رأسه كان يعاني من آثار صحيّة منهكة إلى حدّ كبير.  
 
 
 
علاوةً على مزاعم القسوة على الحيوانات، يحذّر الخبراء من احتمال وجود مشكلات تتعلّق بالخصوصيّة في ما يتعلّق بالرقائق. وقالت الدكتورة سوزان شنايدر، المديرة المؤسّسة للمركز الجديد للعقل المستقبليّ، لصحيفة "ديلي ميل" في العام 2021: "إذا أصبح الاستخدام الواسع لهذه الشرائح يربطنا بالسحابة، ويصبح الهدف هو دمج البشر مع الذكاء الاصطناعي، وليس بهدف العلاج، فإنّ النموذج الاقتصادي سيسعى لبيع بياناتنا وسيتمّ بيع أفكارنا العميقة لمن يدفع السعر الأعلى".  
 
 
 
في الحين الذي تبدو فيه هذه الأخبار غير مطمئنة، يجب علينا إلقاء الضوء على الإنجازات الرائعة التي حقّقتها شركات التكنولوجيا العصبيّة الأخرى في الأشهر القليلة الأخيرة. ففي شهر نيسان الماضي، أُعلن أن مريض باركنسون عُكست أعراضه بوساطة جهاز تحفيز عميق للدماغ تمّ تركيبه في بريستول.  
 
 
 
بالإضافة إلى ذلك، أصبح مريض مصابٌ بالشلل الشديد أوّلَ مَن يحصل على غرسة دماغيّة دائمة يمكن أن تسمح له بالتواصل من بعد.  
 
 
 
تُعتبر التجارب السريرية هي الخطوة التالية لتقنية "نيورالينك". وقد صرّح ماسك بأنه قدّم معظم الأوراق للموافقة التنظيميّة الأميركية على بدء هذه التجارب. ومع ذلك، فقد فوّتت الشركة مراراً المواعيد النهائية الداخلية للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لبدء التجارب السريرية، وذلك بحسب موظفين حاليين وسابقين.  
 
 
 
تجدر الإشارة إلى تقرّب ماسك من شركة "سينكرون" المنافسة في مجال التكنولوجيا الحيوية في وقتٍ سابقٍ من هذا العام بشأن استثمار محتمل، بعد أن أعرب عن إحباطه من موظفي شركته بشأن تقدّمهم البطيء حسبما أفادت وكالة "رويترز".  
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم