"العالم يعيش نهاية حلم الإنترنت"... لوفنيك: "جميعنا عالقون"

نشرت مجلّة "لوبس" (L’Obs) الفرنسية تلخيصاً لحوار منظّر الإعلام والإنترنت الهولندي خيرت لوفينك، أبدى فيه اعتقاداً بأنّنا قد نشهد نهاية الإنترنت، معتبراً أنّ الشبكة العالمية التي تشغل مساحة كبيرة في حياتنا باءت حالتها سيّئة، وتنبّأ بما يمكن تسميته "نهاية العالم الرقميّ".

يقول الخبير في المقابلة، التي لخّصها جان بول فريتز، إن "العالم اليوم يعيش نهاية حلم الإنترنت المفتوح والعالميّ واللامركزيّ الذي يتمّ استبداله شيئاً فشيئاً بتطبيقات الهواتف الذكيّة، والتي تقيّد حريّة التّعبير".

وانتقد لوفنيك هيمنة عمالقة التكنولوجيا (أمثال "ميتا" و"غوغل" وغيرهم)، بالإضافة إلى خضوع الإنترنت لسيطرة متزايدة من الدول، مشيراً إلى أنّنا "جميعاً عالقون" وكأننا سجناء لهذا العالم، ومهما حاولنا مسح التطبيقات، فإنّنا سنعود إليها في النهاية لنصبح "مدمنين على منصّات واسعة النطاق، وغير قادرين على العودة إلى عصر الشبكات اللامركزية". وأوضح بأنّ عمالقة التكنولوجيا يستخدمون تقنيّات ماكرة لجعلنا نزور مواقعهم لأطول فترة ممكنة.

بدورها، تساءلت المجلّة عن سبب اعتقاد لوفينك بأننا نقترب من النهاية، ليشرح قائلاً إنّ المستخدم العادي الأقلّ اطّلاعاً أصبح عليه "دفع ثمن نفسيّ" مقابل إدمانه. وذكر أنّ حرية التعبير المفترضة لدينا لم تعد موجودة، إذ إنّ من لديهم آراء مخالفة، ويجرؤون على مشاركتها يعانون من العواقب، بحسب لوفنيك.

ويتوقّع لوفينك أن تصبح سيطرة هذه الشركات أسوأ ممّا يمكننا تحمّله، لـ"ينتهي بنا الأمر بالابتعاد عن الإنترنت"، مقارناً الأمر "بالتحرّك الجماعيّ عندما وصلت الأزمة المناخية إلى مستوى لا يُمكن معالجته".

أمّا عن أسباب الانقطاع، فيعتبر لوفنيك أن الخدمات قد لا تُتاح بشكل دائم، لنصل إلى مرحلة يقلّ فيها الاتصال أو ينقطع، فيرجّح أن تُصبح البنية التحتيّة اللازمة للحفاظ على الإنترنت لن تتوفّر إلا عبر حلول باهظة يُقدّمها عمالقة التكنولوجيا كأقمار "ستارلينك" لشركة "سبايس إكس".

ومع كلّ ذلك، يعتبر لوفينك أن الحلّ هو "استعادة الإنترنت بشروطنا الخاصّة"، كبناء منصّات وسائط اجتماعية بديلة تعمل في خدمة المجتمع بدلاً من الشركات المذكورة.