عند إعادة أيّ مركبة فضائيّة إلى الأرض، تعمل الوكالات للتخفيف من سرعتها كي لا يحوّلها الاحتكاك إلى مذنّب متوهّج أثناء دخولها الغلاف الجوّي. صُمّم مكوك الفضاء "شاتل"، عندما كان لا يزال في الخدمة، ليضرب الحواف الخارجية للغلاف الجوي للأرض، وهو يتحرك بسرعة 25 ماخ (حوالَي 27000 كيلومتر في السّاعة)، ثم تركب موجة من البلازما شديدة الحرارة حتى تستعيد الأسطح الديناميكية الهوائية في المركبة فاعليتها.
تُلاحظ "ناسا" أن استخدام مقاومة الغلاف الجوي هي الطريقة الأكثر فاعلية لإبطاء سرعة المركبة الفضائية، بحسب "إن غادجت". واعتمد مكوك "شاتل" على طبقات من البلاط الواقي من الحرارة الذي يذوب ويتلاشى للبقاء قيد التشغيل في درجات الحرارة الشديدة، التي تبلغ 1600 درجة، ويبعد أيّ حرارة إضافية عنها. ولكن بالنسبة إلى المركبة الفضائية التي يمكن إعادة استخدامها في المستقبل، فإنّ وكالة "ناسا" لديها شيء أفضل في الاعتبار، هو جهاز قابل للنّفخ.
حدّدت "ناسا" موعد إطلاقٍ يبدأ في 9 تشرين الثاني لمهمة "LOFTID"، اختصاراً لـ"اختبار التحليق في مدار أرضي منخفض لمبطئ سرعة قابل للنفخ"، على أن يكون الطيران من قاعدة فاندنبرغ على متن صاروخ "ULA Atlas"، جنباً إلى جنب مع قمر اصطناعي لمراقبة الطقس "NOAA". وبعد أن ينفصل القمر الاصطناعيّ عن المرحلة العليا لصاروخ أطلس، سيُفتَح "LOFTID" وينفخ في مدار أرضي منخفض قبل إعادة دخوله إلى الأرض.
وقال ستيف هيوز، رئيس "LOFTID" في بيان صحافي: "يمكن للاختبارات دون المدارية أن تصل سرعتها إلى ما يقرب من 5600 ميل في الساعة أو كيلومترين و500 متر في الثانية، وهو أمر صعب بالفعل. ولكن مع "LOFTID"، سنصل إلى ما يقرب من 18000 ميل في السّاعة، أو 8 كيلومترات في الثانية. هذا أسرع بثلاث مرات، لكن هذا يعني تسعة أضعاف الطاقة".
يوفّر واقي الحرارة "LOFTID" أربع طبقات من الحماية ضد كلّ تلك الطاقة؛ الطبقة الخارجية مصنوعة من خيوط السيراميك وكربيد السيليكون المنسوجة في القماش، الطبقتان الثانية والثالثة هما نوعان من العزل، وهما موجودتان لحماية الطبقة الرابعة، أي القطع القابلة للنفخ. يتم جمع كل شيء في سلسلة من الحلقات متّحدة المركز، ويتمّ تصنيعها من بوليمر منسوج أقوى بعشر مرات من الفولاذ من حيث الوزن.

كانت وكالة "ناسا" تعمل على تطوير تقنية المبطئ الهوائي القابل للنفخ فوق سرعة الصوت (HIAD) لأكثر من عقد من الزمان، و"LOFTID" هو أحدث تكرار لتلك التقنية، وهو نوع جديد من الدرع الحرارية التي يُحتمل أن تحلّ العديد من المشكلات التي تواجهها "ناسا" مع الجيل الحالي من الأيروسول الصلبة.
هذا مهم بشكل خاص لخطط استكشاف النظم الشمسية المستقبلية، لأن المشكلة الأخرى مع الدروع الحرارية الحالية هي أنها تعمل فقط في الغلاف الجويّ للأرض.
عندما يبدأ "LOFTID" في الهبوط، سوف يسافر بأكثر من 25 ضعفاً من سرعة الصوت. تأمل "ناسا" أنه بحلول نهاية الهبوط، سوف تصل سرعة "LOFTID" إلى 980 كيلومتراً في الساعة. إذا سار كلّ شيء وفقاً للخطة، سوف يتباطأ درع "LOFTID" بدرجة كافية لنشر ممرّ هبوط قبل الهبوط في المحيط.
نبض