اشترِك في نشرتنا الإخبارية
أزمة كرة القدم عميقة... إرجاء المؤتمر الصحافي للعهد لا يعني الرضوخ
29-01-2022 | 15:24
المصدر: "النهار"
تسارعت الأحداث في الساعات الأخيرة وتحديدًا تلك المرتبطة بالأزمة التي تعيشها لعبة كرة القدم منذ السبت 8 كانون الثاني عندما لم يحضر فريق النجمة إلى ملعب "مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي" في جونية لخوض مباراته أمام فريق العهد في المرحلة التاسعة من بطولة الدوري العام الـ62 لكرة القدم، وتسابقت المواقف قبل المؤتمر الصحافي الذي كان رئيس نادي العهد تميم سليمان يعتزم عقده الساعة 13:00 من بعد ظهر الجمعة، لكنه أرجأه إلى موعد لاحق يلي مباراة لبنان والعراق في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى "مونديال قطر 2022" نزولاً عند تمنيات عدد من النوادي.
عملياً، لا يبدو أن في الأفق أيّ حلّ يرضي جميع الأطراف، ولا حتى مؤشّرات على وجود تسوية على الطريقة اللبنانية تطبخ على نار هادئة أو بعيدًا عن الأضواء. رغم أن المساعي من بعض الخيرين ناشطة على أكثر من جبهة.
ويعترف الجميع أن الأزمة التي دخلت فيها اللعبة عميقة ومتشعبة ومعقدة، وزادها تعقيداً قرار لجنة الاستئناف في الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي نقض قرار لجنة المسابقات بتخسير فريق النجمة المباراة أمام العهد وسحب 6 نقاط من رصيده، وقضى بإعادة المباراة وإرجاع النقاط الست الى فريق النجمة. كما يعترف الجميع أن الخروج من الأزمة يتطلب تضحيات ومواقف صعبة وقرارات قاسية لا يبدو أن هناك أحداً قادر على تحملها أو تبنّيها.
ومساء الخميس، توالت المواقف من بعض النوادي متمنية على رئيس نادي العهد تميم سليمان تأجيل مؤتمره الصحافي إلى ما بعد مباراة لبنان والعراق ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى "مونديال قطر 2022"، والمقررة الثلثاء المقبل. وكان أول المبادرين نادي شباب الساحل الذي تضمّن بيانه تعليق مشاركته في الدوري "إلى حين جلاء الأمور وعودة لعبة كرة القدم إلى مسارها الطبيعي".
ولكن بعد وقت قصير أعلن رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق استقالته من منصبه في رئاسة النادي وكتب على صفحته على موقع "فايسبوك" التالي: "في ناس كتير ما عجبها بيان النادي والأكيد يلي انكتب بالبيان كله لمصلحة الفوتبول اللبناني، بس في أشخاص متل الطفيليات ما بتعيش إلا من ورا الميكروب، من شان هيك أعلن استقالتي من رئاسة شباب الساحل الحبيب مع التعهد بالالتزامات المالية، أكيد مع الإبقاء على الإشراف على أكاديمية الساحل!".
.jpeg)
بدروه دعا نادي الصفاء إلى تأجيل المؤتمر الصحافي "خدمة للمصلحة العامة والوطنية والتي يتوجب علينا فيها التضامن والاتحاد والتكاتف خلف منتخبنا الذي يخوض منافسات التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2022". واعتبر في بيانه "انّ سليمان الحريص الأول على مصلحة الكرة اللبنانية، وهو الرئيس الذي لطالما شهد عهده الإنجازات وأبرزها لقب كأس الاتحاد الآسيوي 2019". كما أكّد دعمه لموقفه و"لأخذ الخطوات المناسبة بعد استحقاق المنتخب للحفاظ على كرة القدم اللبنانية ولعبتنا الحبيبة".
ولم يتأخر نادي البرج في توجيه الدعوة نفسها وعزا موقفه إلى "تحييد المنتخب الوطني عن جو الخلاف المؤسف بين إخوتنا إدارات أندية الكرة اللبنانية واتحادها انطلاقاً من الواجب الوطني الذي يحتّم علينا جميعًا دعم لاعبينا الذين يحملون شعار الأرز على صدورهم في المباراة الهامة أمام العراق".
موقف نادي الإخاء الأهلي عاليه، الذي شكر سليمان على قراره بتأجيل المؤتمر الصحافي، جاء أكثر حدة وقساوة عندما اعتبر "أن الحالة التي بلغتها كرة القدم في لبنان يندى لها الجبين حيث أصبح القانون حبراً على ورق أمام تدخل التسويات والتمنيات والرغبات والأهواء، الأمر الذي يهدد حتماً مستقبل اللعبة بشكل كامل". كما حذر من "هجرة جماعية من قبل إدارات الأندية إذا لم يتم رأب الصدع ووضع الأمور في نصابها السليم".
كذلك أكد رئيس نادي التضامن صور صائب بواب أن النادي لن يشارك في النشاط الكروي "حتى تطبيق القانون بشكل صحيح".
لا تراجع ولا رضوخ
مصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن إسمه، أكد أن نادي العهد لن يتراجع ولن يستسلم ولن يتنازل. وكشف عن أن رئيس النادي تميم سليمان وخلفه إدارة النادي مصممون على استخدام كل الوسائل القانونية المحلية والخارجية لحماية اللعبة من خلال احترام القوانين وتطبيقها. ونفى نفياً قاطعاً الانخراط في أي تسوية وهزئ من الذين اعتقدوا أن تأجيل المؤتمر الصحافي له علاقة بضغط سياسي او حزبي أو إفساحاً في المجال أمام أي تسوية على طريقة "تبويس اللحى"، بل جاء بكل بساطة ووضوح "إفساحًا في المجال أمام المنتخب الوطني ليخوض مباراته أمام العراق في أجواء طبيعية وحتى لا يتم تحميل نادي العهد ورئيسه أي نتيجة سلبية لا سمح الله".
وفي معلومات لـ"النهار" أن اجتماعًا قانونيًا عقد منتصف الأسبوع في منزل رئيس النادي في الحازمية، بحضور عدد من المحامين أصحاب خبرة ورأي في القوانين الرياضية وتم تكليف المحامي الدولي جو يزبك متابعة الملف. وكشف مصدر قانوني أن القراءة الأولية لتقرير لجنة الاستئناف أظهرت وجود أخطاء شكلية وأخطاء قانونية. وفي الإجراءات العملية تبدأ الخطوة الأولى مطلع الأسبوع المقبل بتقديم اعتراض على قرار لجنة الاستئناف في اتحاد كرة القدم لدى "مجلس التحكيم الرياضي" في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية على أن يصار لاحقًا تحديد الخطوات التالية. علماً أن إدارة النادي أرسلت كتابًا رسميًا إلى وزير الداخلية القاضي بسام المولوي لاستيضاح حقيقة موقفه بعد التناقض الذي ظهر بين كلامه في إحدى الحلقات التلفزيونية والشهادات الواردة في تقرير لجنة الاستئناف!
هل الأمور ذاهبة إلى تسوية أم إلى مزيد من التصعيد؟
هناك رأيان متناقضان: الأول مؤمن بأنّ الأمور ذاهبة الى تسوية على الطريقة اللبنانية وأن ما حصل لم يتخطَّ الخطوط الحمر وأن إمكانية إصلاح ما تضرر لا يزال ممكنًا. وربط تأجيل المؤتمر الصحافي لرئيس نادي العهد بالتسوية التي يتم العمل عليها، حتى إنه ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر أن التأجيل جاء "إفساحًا في المجال أمام نضوج هذه التسوية وتسويقها بعيدًا عن المواقف التصعيدية".
وشدّد على أن "من يراهن على إسقاط الاتحاد واهم لأن القرار سياسي ويجب أن يصدر من أعلى مرجعية سياسية تغطي الاتحاد وهذه الجو غير متوفر راهناً"
مقابل هذا التفاؤل هناك من يجزم أن ما حصل ألحق ضررًا فادحاً في اللعبة، وأن ما بعد الأزمة لن يكون كما قبلها. وما حصل لن يمرّ مرور الكرام وهناك من يجب أن يدفع الثمن من دون أن يحدد الجهة. ولم يستبعد أن تنتهي الأزمة بسقوط رؤوس كبيرة وأن لا يقتصر التغيير على البعض منها!
