الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

ألَمي في قلَمي...

المصدر: النهار - لبنى سلامة
منذ ثلاثة وعشرين سنة، عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، وهبني الرّب موهبة الكتابة
منذ ثلاثة وعشرين سنة، عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، وهبني الرّب موهبة الكتابة
A+ A-
منذ ثلاثة وعشرين سنة، عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، وهبني الرّب موهبة الكتابة التي كنت من خلالها أدوّن على دفاتري الخاصّة كافة خواطري، ويوميّاتي، وأحاسيسي.
فجأةً، ومنذ سنتين تقريباً، استهوتني كتابة المقالات، نظراً إلى الوضع المستفّز، والمؤلم، وانعدام العدالة الاجتماعية والإنسانية في وطني لبنان. آنذاك، شجّعني، وعلّمني قواعد اللغة العربية، والجملة الهادفة، خالي، سعد عطالله، الكاتب الاستثنائيّ، والأستاذ الجامعيّ. أوّد شُكر جريدة "النهار" الإلكترونيّة، والأستاذ واكيم على تعاونه، ودعمه المستمرّ. جريدة "النهار" الرائدة في عالم الصحافة، تأسست سنة ١٩٣٣، كانت وستبقى، حرّة، ومستقلّة، وسبّاقة في إعطاء الفرص للأفراد لإيصال أفكارهم، والتعبير عمّا يدور في أذهانهم للعالم أجمَع، ضمن خانة "حرّر فكرك".
تراوحت مقالاتي ما بين الاجتماعية، والإنسانية، والسياسية، الرافضة للطبقة الحاكمة الفاسدة. عبّرت من خلال قلمي عن ألَمي تجاه تدهور الأوضاع على كافة الأصعدة.
على المواطن أن يكون شخصاً فعّالاً في مجتمعه، وأن يقول الحقيقة، ويتحلّى بالشجاعة، ويحاكي أوجاع ومصاعب المواطنين، وأن لا يسكت، ولا يخضع لأحد، ولا يخاف شيئاً؛ والرّب على كلّ شيء قدير!
ما أروع أن يبادر "قلمك" في جرح كلّ فاسد، "وألمَك" سوف يطيب عندما تتحسن هذه البشرية، وتسودها الإنسانية، وتزول الكراهية، والغيرة، وحبّ المال، والتبعيّة، والمصلحة، إلخ..
أتساءل دوماً: لماذا لا تقوم دولتنا بالتصدير بدلاً من هذا الكمّ الهائل من الاستيراد، ونتحوّل إلى بلد منتِج صناعيّ، ومصَّدِر للسّلع والموادّ الغذائيّة؟
لماذا لا يزال التوريث السياسيّ موجوداً، مع ازدياد الجشع، والطائفية، والجهل، والتبعيّة السياسيّة؟
لماذا الفاسدون لا يزالون ينعمون بسرقة الشعب؟
لماذا سُرقت وتبخّرت معظم مدّخرات الناس، ولم نرَ حتى اللحظة محاسبةَ الفاسدين ودخولهم السجون؟
لماذا الدولة وكارتيلات أصحاب المصارف، وعلى رأسهم إمبراطور المال، يقرّون التعاميم العشوائيّة الهادفة إلى إذلال الناس المطالبين بأدنى حقوقهم لسحب أموالهم الخاصة وشقاء عمرهم؟
لماذا لا نتكلّم يومياً سوى عن العملة الخضراء، والكهرباء، والبنزين، والدواء، والأسعار، والغلاء، ولقمة العيش، إلخ..؟
لماذا أصبحت طموحاتنا بدائية، وأصبح المواطن مستسلماً، بينما وصلت البلاد المتطوّرة إلى المريخ، أمّا نحن، فهمّنا تأمين الرغيف؟
لماذا لم ينتفض الشعب على حكّامه، ومتى سنرى بوادر التغيير الإيجابيّ في الأفق؟


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم