السبت - 04 أيار 2024

إعلان

وجع على رصيف الحياة

المصدر: النهار - ريمون مرهج
صدح شجون الحياة الظالمة وعزف الألم على أوتار الفؤاد في ألحان تُبكي الناي وتُذيب الحجر
صدح شجون الحياة الظالمة وعزف الألم على أوتار الفؤاد في ألحان تُبكي الناي وتُذيب الحجر
A+ A-
صدح شجون الحياة الظالمة وعزف الألم على أوتار الفؤاد في ألحان تُبكي الناي وتُذيب الحجر، تجعل وهاد العمر يردد وَقْع الدموع الموجعة على أكتاف الأيام والليالي الهادئة، لكن في لحظات الراحة النادرة توقظ أحلاماً وردية تمتلئ بالورود والأزهار يقابلها الواقع بقطرات الروح تسكبها العيون وترويها فتفيض على الخدود تبرد جمر العذاب الدائم. تستريح النفس قليلاً وتتنهد قبل الرقاد، فتحمل الأفكار إلى واحة الخيال وتنسج من زمن الطفولة رداءً جميلاً مزركشاً بالذكريات الحلوة البهية، ملوناً بأحداث فرح حصلت في صغرنا: هنا ركضنا في الحقول وعلت ضحكاتنا كأسراب الطيور في الفضاء، هناك تمرمغنا في التراب وبنينا قصوراً من الرمال، وهناك على جذوع الأشجار حفرنا الأسماء وتسلقنا الغصون، مشينا تحت المطر ورافقتنا الرياح في جريِها. كم شخصت عيوننا نحو السماء متأملين النجوم والقمر جاعلين منها رسومات خاصة لنا خططناها بأصابعنا وبنظراتنا البريئة.
فجأة تتلبد غيوم التعب على الجسد فنستيقظ من كبوة الذكريات ثم نستسلم بعدها الى مارد السبات الكبير ونلقي بكل كياننا بين أحضانه، فنهجر الدنيا بكل ما فيها ولكن لساعات عديدة فقط لنعود مع شفق الأمل من جديد، إلى الواقع المرير متسلحين بالإيمان وبعون الله ورحمته، فيكمل قطار العمر رحلته حتى نهاية الطريق...


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم