الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

غرائب وعجائب

المصدر: النهار - نهلة كدر رحال - سوريا
غرائب وعجائب رأيتها في حريق العرس العراقي الذي شغل وسائل الإعلام الإلكترونية وغير الإلكترونية
غرائب وعجائب رأيتها في حريق العرس العراقي الذي شغل وسائل الإعلام الإلكترونية وغير الإلكترونية
A+ A-
غرائب وعجائب رأيتها في حريق العرس العراقي الذي شغل وسائل الإعلام الإلكترونية وغير الإلكترونية
*وأولها: العدد الكبير المدعو إلى حفلة الزفاف والذي يثبت أن الكثيرين مازالوا متمسكين بالمظاهر التي يحاولون بها إثبات نجاحهم لأن النجاح في مفهومنا العربي الضيق مرتبط بفخامة الاحتفالات وكثرة المدعوين إليها والتي تدل على كثرة الأموال والأعمال والعلاقات بينما هي أعباء حقيقية لمن لا يملكها فيحاول بشتى الطرق والوسائل في الوطن أو المهجر أن يؤمنها ليرضي عروسه التي لا تقبل أن تكون أقل من غيرها.
*وثانيها: القاعة الفخمة جداً والتي أنفق على زخرفتها وتزيينها الملايين لكن لم ينفق على وسائل تحصينها من الحرائق ولا على طرق النجاة منها عند حدوثها، وهذا يؤكد الاهتمام بالحجر أكثر بكثير من الاهتمام بالبشر.
وثالثها: اندفاع أصحاب المواقع والصفحات الإلكترونية إلى موقع الكارثة المفجعة لإحراز السبق الإلكتروني الذي يؤمن لهم أكبر عدد من المتابعين، وإن جاء على حساب أحزان وأوجاع ضحاياها، وإصرار بعضهم على إجراء المقابلات مع الهاربين من الحريق أو حتى السائرين في جنازات من لم يستطع الهرب.
ورابعها: التشابه الكبير بين ما حدث في العرس الأردني والذي راح ضحيته مع من راح المخرج العالمي مصطفى العقاد وبين هذا العرس العراقي والذي جعل الكثيرين يشككون في أن الحريق من فعل فاعل ولاسيما بعد ظهور أحدهم وهو يرفع إشارة النصر.
وخامسها: الاهتمام الشديد من المواقع والصفحات بعرض الصور أو المقاطع المصورة لحفلة العرس والموثقة للحريق فيه ولأدق التفاصيل التي تمت قبل ذلك الحدث وبعده والذي يقابله إهمال غريب لعرض الجهود المبذولة من قبل الأفراد أو المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية لإخماد الحريق وإنقاذ الهاربين منه أو اسعاف المصابين به أو حتى البيانات والتصريحات المتعلقة به.
والخلاصة وبعد الدعاء بالرحمة لمن مات والشفاء لمن أصيب والصبر والتعزية لمن فجع، نقول: من الغريب والعجيب أننا ما زلنا نتعامل مع أقسى المصائب وأقوى الأزمات بطريقة عاطفية أو سطحية، بينما الأولى والأجدر أن نطالب وبإلحاح بالكشف عن الأسباب الحقيقية لتلك الأعداد الكبيرة من الضحايا والخسائر الفادحة الناتجة عنها لتحميل المسؤوليات لمن يجب أن يتحملها واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمنع تكرارها كما علينا النهوض للعمل على التخفيف من أضرارها إن حدثت وإلا سيهرب كل من يستطيع الهرب من بلاد أصبح القلق يرافق كل تفاصيل أيامها والخوف يلازم حتى الفرحين فيها، ما يرسخ بين الناس ولا سيما الشباب فقدان الثقة والأمل والرغبة في العمل ما دام الموت الروحي أو الجسدي هو النتيجة المحققة لمن يبقى في بلاد يغلب التدين فيها على الدين والعاطفة على العقل والمال على القيم وعلى كل ما يحمي ويرتقي بالإنسان .
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم