الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

فيلم "عمهم" حضور ملفت ودراما خلف كواليسه

المصدر: النهار - فاطمة آل عمرو - السعوديّة
عندما وصلتني دعوة حضور افتتاح الفيلم في مدينة جدّة، تعمّدت عدم رؤية أيّ إعلان ترويجيّ، وهذا ليس من طبعي على الإطلاق، كنت وقتها مُسيّرة وفقاً لإحساسي
عندما وصلتني دعوة حضور افتتاح الفيلم في مدينة جدّة، تعمّدت عدم رؤية أيّ إعلان ترويجيّ، وهذا ليس من طبعي على الإطلاق، كنت وقتها مُسيّرة وفقاً لإحساسي
A+ A-
عندما وصلتني دعوة حضور افتتاح الفيلم في مدينة جدّة، تعمّدت عدم رؤية أيّ إعلان ترويجيّ، وهذا ليس من طبعي على الإطلاق، كنت وقتها مُسيّرة وفقاً لإحساسي، خصوصاً أنّ الفيلم من النوع "الأكشن الكوميديّ". ولأنّني من عشّاق الأفلام بشكل عام، كنت وقتها أحتاج إلى فيلم ترفيهيّ بعد نهاية يوم طويل.
يصنّف فيلم "عمّهم" بأنّه من فئة الأفلام الكوميديّة المليئة بالحركة و"الأكشن"، إذ يجمع بين المغامرات الكوميديّة الطريفة والقصّة الرومانسية الهادئة التي لا تخلو من الطرافة أيضًا، في المشاهد الأولى من الفيلم، مشهد المصارعة الحرّة، كان التصوير وبراعة الأداء أقرب إلى مشهد عالميّ بحت، وكان أشبه بلوحة فنية أيضاً، وهذا الشعور الذي وصلني، أمّا أصحاب الأدوار الثانوية في الفيلم ومنهم الشاب الذي جسّد دور مدرّب الكاراتيه للأطفال، كانت شخصيته مدروسة رغم مشاهده القليلة، إلّا أنّه ترك أثراً واضحاً بين الجمهور، والمشهد الآخر لحظة هروب البطلة من العصابة ويصادفها سلطان بمشهد كوميديّ خفيف متسائلاً عن سبب تواجدها، وهي لم تكترث لأمره هاربة من العصابة، حتى استوعب أنّ العصابة تلاحقها ففرّ هاربًا وراءها.
عندما نقول فيلماً كوميديّاً بامتياز، أو ممثلاً كوميديّاً أيضاً لا نقصد بها "التهريج" الأقرب الى الابتذال، وإنّما الكوميديا المدروسة، ليس أيّ ممثل يجيد هذا النوع من الفنّ أو يقوم بإضحاك الجمهور، ولا نختلف بأنّ الأفلام الكوميديّة من أصعب أنواع الفنون وتحظى باهتمام النقّاد والإعلاميين، أمّا اختيار الممثلين لأدوار البطولة وصولاً إلى الكومبارس أمر رئيسي، ولأنّ البطولة إحدى ركائز نجاح الفيلم، فإنّ البحث عن ممثل محترف في الأعمال الكوميدية أمر صعب جدّاً، خصوصاً إذا كان البطل محبوب بين جمهوره ويتمتّع بـ "كاريزما" أيضًا، وكانت الكوميديا في هذا الفيلم متوازنة ومدروسة.
البطلان "محمد إمام" و"محمد سلام" كلاهما كوميديان بالفطرة ويتمتعان بحسّ الفكاهة، ويظهر هذا جليًا خلف كواليس الفيلم، ما دفعني إلى الحديث قبل عرض الفيلم بنصف ساعة، في حضور المهتمّين من الجمهور والقنوات الإعلامية، فكانت المشاهد أشبه بفيلم " أكشن" يحمل روح الكوميديا بحضور أبطال الفيلم محمد إمام ومحمد سلام، ومنتج العمل. وتواجدهم بدون تكلّف وسط الجمهور، وقتها استحضرت مقولة الفنان العالمي جوني ديب عندما قال: "الجمهور عائلتي". لم يكونا مجرّد بطلين للفيلم كانا يتحدّثان مع الجمهور بكلّ حبّ ورقي، ويستمعان إلى الآراء والأصداء بعد انتهاء الفيلم، وهذا ما يميز الفنان الحقيقي الذي لم تتغير صورته على المدى البعيد؛ فالنجم الحقيقي الذي يلاقى النجاح إذا جمع بين الحضور (الكاريزما) وبين أن يكون مرآة لجمهوره؛ ولديه قبول واضح بين محبيه يُحدث الفرق، هنا استوقفتني عبارة للفنان المصري الراحل (أحمد زكي) في أحد الحوارات التي أجريت معه: "الجمهور يعتمد على الفنان في إيصال معاناته ومشاعره، ومهمّ جدّاً أن يقترب من جمهوره ولمّا يقولّي الجمهور كويّس يا أحمد يبقى أنا نجحت" الأخلاقيات إذًا قبل الفنّ والتعامل الراقي دون تصنّع أو تكلّف.
وهنا يعود الفنّان محمد إمام في فيلم "عمّهم" بعد غياب عن آخر فيلم له في عام 2020، ليقدّم لنا عملاً يحمل روحاً جميلةً. فهنيئاً للجميع.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم