الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تيك توك... هل يشرّع "شحادة الـ class"؟

المصدر: النهار - كاتيا سعد - الإمارات
بعمل تحدّي وبربح آلاف الدولارات... واللي مش عاجبو ما يحضر"، إجابة لفتتني لإحدى الفتيات عندما سُئلت عن "تيك توك" بتحدّياته وأمواله
بعمل تحدّي وبربح آلاف الدولارات... واللي مش عاجبو ما يحضر"، إجابة لفتتني لإحدى الفتيات عندما سُئلت عن "تيك توك" بتحدّياته وأمواله
A+ A-
"بعمل تحدّي وبربح آلاف الدولارات... واللي مش عاجبو ما يحضر"، إجابة لفتتني لإحدى الفتيات عندما سُئلت عن "تيك توك" بتحدّياته وأمواله. حالها حال آلاف بل ملايين المشتركين "الناشطين" على هذه المنصّة، والذين يهمّهم جني الأموال "السهل والسريع"، من خلال استخدام تعابير خاصّة لجذب "الداعمين". فهل يكون "تيك توك" هو أسلوب "الشحادة الـ class" في الألفيّة الثالثة، على يد "دفّيعة" بألقاب رقميّة؟
"الله يسامحنا" في كلّ مرّة كنّا ننتقد فيها "جيل السوشيل ميديا"، وبالتحديد الـ "فايسبوك" والـ"إنستغرام"، لأنّنا كنّا نجهل بأنّ الآتي أعظم، وهو "تيك توك"، الذي لم يعد منصّة جيل Z وجيل Alpha، أي أجيال ما بعد الألفية والأجيال الرقميّة، بل اخترق كلّ الأجيال وتميّز بحضور لافت للـ couples والعائلة.
"جمعات إلكترونية" و"جلسات فضفضة"، نتج عنها قاموس إلكترونيٌّ اجتاح الشاشات، فبين "جحفل... share... نعلّي الـ live تكبيس... كبّوا وردة... وين الأسد..."، وبين "grwm - get ready with me، وunboxing "، نتساءل حول الهدف الحقيقي من هذا التطبيق الذي بالكاد نتصفّح ايجابيّاته، ومنها:
أوّلاً، التعرّف إلى أشخاص جدد، وإنشاء صداقات إلكترونيّة قد تتحوّل إلى حقيقيّة.
ثانياً، هو من وسائل التسويق التي قد تعتمد عليه بعض الشركات سواء الناشئة أم الكبيرة.
ثالثاً، التوعية في مواضيع إنسانية واجتماعية وغيرها، وهي نقطة مشتركة مع منصّات أخرى، إلّا أنّ الشريحة هنا هي أكبر بسبب الـ Live.
ولكن، اذا تعمّقنا ولو قليلاً في طريقة اعتماد بعض المستخدمين لهذه المنصّة، سنرى أنّ لائحة السلبيّات تتفوّق كلّ ما هو إيجابيّ. فمن الجوانب السلبيّة:
أوّلاً، الانطوائيّة، إذ بات العديد من الأشخاص يفضّلون الجلوس وحدهم أمام الشاشة لساعات وحتّى ليوم كامل، على الخروج مع العائلة والأصدقاء.
ثانياً، الأنانيّة وتعزيز مبدأ أنا من يريد الفوز، وأنا من يريد أن أحكم، وأنا من لديّ أعلى score.
ثالثاً، فتح باب الشتيمة و"الصراخ" (الصوت العالي عند ارتفاع مستوى الحماس أثناء لعب الجولة) والتنمّر، بشكل مباشر من خلال التعليقات في البثّ المباشر.
رابعاً، وهي تكملة لنقطة نتحدّث عنها دوماً في منصّات أخرى وهي: خلق عُقد نفسية لدى الجيل غير القادر أن يعيش بمستوى عيش ما يظهر على الشاشة نفسه. وهي نقطة تعزّزها بعض أنواع الفيديوهات المسجّلة vlogs، والبثوث المباشرة، وبشكل خاصّ تلك التي تكون في أماكن عامّة وسهر.
"تيك توك" منصّة إلكترونيّة رقميّة راقية لكلّ مستخدم راقٍ في طريقة اعتماده لها. ولكن مع الأسف شريحة واسعة من "التكتوترز"، يشوّهون ملامح هذه المنصّة الإيجابيّة، يستخدمونها بطرق "ملتوية" اذا صحّ التعبير. الأمر الذي خلق جيلاً جديداً بمفاهيم "تكتوكية" ترتكز بداية على مبدأ كسب المال بالطرق السهلة: "بفتح لايف، بلعب كم جولة، بربح، بعمل تحدّيات، و... و..." الى أن يصله الدعم الماديّ الذي قد يكون مبالغ طائلة، بينما يكدح الموظّف سنة كاملة ولا يحصّلها.
والمُضحك في الموضوع هم الـ "nouveaux riches" الذين باتوا يعيشون حياة "مرفّهة" بأموال الداعمين. وفي المقابل يتنصّل العديد منهم من ذلك، ويصرّون أنّه مال مُكتسب من عملهم. ألم يفكّر هؤلاء بالتحديد ماذا وراء شخصية ومال كلّ "داعم"؟ هل كلّها "أيادٍ بيضاء"؟
"صحتين ع قلبو اللي بيربح مصاري"، وكلّ الاحترام لكلّ "تكتوكر" راقٍ بإطلالته وحديثه. ولكن هذه الفئة أصبحت نادرة، في مقابل حسابات لعائلات وأفراد وحتّى أطفال تدفعك إلى التفكير بأنّ هذه المنصّة "شحادة class". ولكن لا ولن يحلّ "تيك توك" محلّ الشهادة ؛ ولا ولن يتفوّق ذاك المال السهل على كرامة العديد من الأشخاص.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم