هي...

هي...
لا عنوان جذابْ
ولا كلام مأثورْ
فقط كلمة بلا أسبابْ
حول"هي" فقط تدورْ
لكلّ منا اسم يستحق أن يرث تلك الكلمة
لكنّ المؤكد أنّ "هي" تجمع جميع الأسماءْ
لذلك أعطانا إياها الله كهبة
فبما تختلف الأم عن باقي النساءْ؟
من نسمة الحياة خُلقتْ
وفيها كل حسنة جُبلتْ
فجعلها حقًّا من ندعوها "هي"
لأنها هي بقلم الجمال رُسمتْ
هي من حملت كنزًا تسعة أشهرٍ
قرأت له كتباً بعدة أسطرٍ
أسمعته ألحانًا على مختلف الأوتارْ
وأخبرته هو وحده كل الأسرارْ
أما هو فينمو على دقات قلبها
متنعماً بطيب دفء حضنها
فيضع رأسه مطمئنًّا أنه بأمانْ
أليست هي أمّه التي ترويه من حبها؟
كلّ ما تطمح به تعطيهْ
حتى يحقق كلّ ما يبغيهْ
لأنه بنظرها هو الأثمنْ
ويستحق دائما أن يكون الأحسنْ
وعندما تمرّ الأيامْ
تتجسد أمامها كل الأحلامْ
تنفصل أولوياتها عن واقعها
فتتصل فقط بثمرة عمرها
فمن منا لم يلجأ إلى قدراتها القوية
يوم حمله الظلام إلى عالم الخوفْ
فيه طريق واحد و هو "هي"
ينقذه من بئر يسكنه الخوف في الجوفْ
فمن نار قلبها المشتعل خوفاً علينا
نستمد قوتنا لننتصر عليه
لأننا يوم سمعنا صدى بيتنا
ماضي التكوين البعيد عدنا إليه
ندعوها بالعين الساهرة
بالأم الخارقة واليد الماهرة
لأنها حقاً هي "هي"
لا تخشى خطراً لأنها قاهرة
لها أثر في كل تجارب حياتنا
كونها هي منارة درب الظلامْ
تنير كل خطوة على درب مستقبلنا
لنصبح نحن فرساناً كباراً عظامْ
بعد اكتمال المهمة
تقف معنا أمام بوابة المرورْ
نحو ذلك الكون حيث الأيام المملة
يهيمن على مشاعرها بعض الغرورْ
أنا هي أم ذلك البطلْ
أنا من أعطيته كل الأمانْ
وهكذا اليوم تأتي أيها الزمانْ
فتخطفه من حضني ناسياً كل ما حصلْ
ولكن حتى لو الزمن غدّارْ
في نظري سيبقى أولادي صغارْ
فلو مهما بعدت المسافات
ستظل تلك الصلة بيننا كيوم وهبتهم الحياة
أما الآن فحان دورك لتصبح من الرّوادْ
وتطبق كل ما منحتك إياه من زادْ
ولا تنس أنك ثمرة الأحشاءْ
وأن حضنيَ دافئ، يا بني فعد إليه متى تشاءْ