الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

هي وهو... قصص قصيرة جدا ( الجزء الثاني)

المصدر: النهار - نزار الحصان – مخرج سينمائي – النمسا
فرقتهما ظروف قاسية وصعبة بعد قصة حب جميلة وانقطع التواصل لسنوات طويلة جداً.
فرقتهما ظروف قاسية وصعبة بعد قصة حب جميلة وانقطع التواصل لسنوات طويلة جداً.
A+ A-
فرقتهما ظروف قاسية وصعبة بعد قصة حب جميلة وانقطع التواصل لسنوات طويلة جداً.
اتصلت به بعد أن وجدته ذات يوم في وسائل التواصل الاجتماعي. كانت تتقافز من الفرح. وكان يصرخ بسعادة.
تكلما طويلاً . ضحكا لمرات ومرات واستذكرا كل أيامهما السعيدة. وتحدثا عن أسى الفراق وما وصل إليه كل منهما. ..هي تزوجت وابنتها في الجامعة، وهو مطلق للمرة الثانية ولديه صديقة
قالت: خفت أن يمر العمر دون أن نلتقي من جديد.
قال: رسمتك في كل لوحاتي
قالت: ما زلت أحتفظ برسائلك الأولى لي
آه ما أجمل الذكريات
وصمتا. ..... صمتا بعدها طويلاً
وهكذا... كانت تلك هي المحادثة الأخيرة.
في المساء تدفن رأسها بين يديها النحيلتين وتبكي غيابه بعد أن تقضي كل الوقت ترقب اتصاله. وما إن يرن هاتفها تتبدل حالتها تتأخر لكي ترد: وما إن تسمع صوته حتى تصرخ به: قلت لك إني نسيتك... ماذا تريد؟؟
فيرتبك هو وقبل أن ينطق تكون قد أغلقت الهاتف
يشعل من جديد لفافة تبغ. ويخرج للبحث عنها في نساء أخريات.
قالت: هل تعلم؟...... تعجبني أفكارك حين نتناقش. لقد أثبتت علاقتنا أننا نصلح كأصدقاء مقربين أكثر من كوننا متزوجين.
ثارت ذكورته، أغلق الكتاب الذي يقرأه. وقال بعصبية: وهل لم أعد أكفي حاجاتك الجنسية؟!
نظرت إليه بأسى وقالت: يبدو أني كنت مخدوعة في أفكارك أيضاً.
وغادرت إلى غير رجعة.
أعجبته صراحتها حين قالت: لا أريد أي التزام ما أريده هو فقط علاقة عابرة
رد بثقة: وهذا يناسبني أيضاً
بعد سنين من العلاقة العابرة بكت بحرقة حين تفارقا
وهو شتم غدرها في آخر لقاء لهما.
كانت لتوها قد أنهت علاقتها به.
قرأت: "أن المرأة حين تقص شعرها فهذا يعني أنها قررت بدء حياة جديدة".
أعجبها ذلك ذهبت وقصت شعرها. وزادت بأن صبغته باللون الأحمر.
وقبل أن تنطلق لحياتها الجديدة بشكلها الجديد، أرسلت له صورتها
اتصلت به فلم يرد...
بعد ساعتين عاود الاتصال بها فلم ترد متعمدة
بعد أسبوع اتصلت به لم يرد رداً على تجاهلها
مر شهر فاتصل بها لم ترد رداً لكرامتها
وإلى الآن كل منهما ينتظر اتصالاً من الآخر لكي لا يرد عليه.
- ألن تتراجعي عن قرارك؟
- هي: لا لقد انتهى كل شيء
- ولكنك تحبييني
- نعم أحبك... واستدركت لا أنت واهم... إني لست ككل نسائك السابقات
- ردد: أحبك أنت كل نسائي.
صدقته كما في كل مرة. احتضنها وعينه تلاحق المرأة التي مرت بجانبهما.
بعض الرجال كاذبون وبعض النساء مخادعات
وهكذا تسير الحياة يجتمع البعض مع البعض فتمتزج السمات ويقبلون بعضهم البعض. وقد لا يتغير البعض فيكون الطلاق.
قالت: أبحث عن رجل مناسب يفهم مشاعري... يناقشني في أفكاري
قال وأنا أبحث عن امرأة بثقافتك لأستقر، لقد أتعبتني الحياة.
بعد عدة لقاءات طلبت الفراق قائلة: أنت فقط تريد اللهو... ولا وقت لدي لذلك.
قال: بماذا أناقشك؟ أنت لم تقدمي لي شيئاً غير جسدك.
قال: تعطل هاتفي البارحة ليلاً... اشتقت لك. وأشاح بنظره جانبنا. جئت إلى منزلك قرعت الجرس ولكنك لم تفتحي الباب!
ردت بحب: آسفة حبيبي وطأطأت رأسها بخجل. لقد انتظرتك طويلاً. لم أخرج البارحة من المنزل، وحين لم تأتِ أغلقت هاتفي ونمت باكراً.
ابتسم كل منهما للآخر، وتعانقا بشغف
وفي الحقيقة كان كلاهما كاذب...
قال لصديقه: سأنساها بعد أسبوع. مثلها كثر في حياتي.
كتبت في مذكراتها: لم يكن الأول ولن يكون الأخير. سأنساه.
بعد شهر تجول حول منزلها ملتاعا بالشوق.
رأته من خلف الستارة وبكت بأسى.
ها قد مضى عام هو ما زال يكتب لها في مذكراته. وهي تراه كل يوم في أحلامها.
حين التقيا صدفة كانا كما غريبين وجلين لم يستطع أحدهما أن ينظر الى الآخر
وفكرا في نفسيهما: اللعنه لن يعود أي شيء كما كان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم