إليكَ أَتوبُ وَليُسامِحني ربّي
21-11-2022 | 00:00
المصدر: "النهار"
خَرَجتَ يا وطني ولَم تَعُد. خَطفوكَ إلى جِهةٍ مجهولة. ترَكتَ لي قبلَ إبحارِكَ من أشيائكَ الخاصّة شرشَفَ استقلالٍ أُغَطّي بِهِ جسَدي فلا أبرُدُ في الليالي الحَزينَة. شرشفٌ مطرّزٌ عليه كلُّ الرّجالاتِ الذينَ قَطَعَ بطونَهُم حبلُ صُرَّة وأعناقَهُم حَبلُ مِشنَقة. كلُّ الذينَ رسموا أرزَتَكَ ولوّنوا ثلجاً ودماً على أطرافِ أغصانِها الخَضراء مُطَرَّزون على شَرشَفي الشَّتَوي. أنا طفلٌ صَغير كلما تدثَّرتُ بشرشفٍ تِشرينيٍ أحلُمُ بِعودتكَ يا وَطَني. رَبّي وإلهي أعِدهُ لي سالماً معافى لإغسلَ عينيَّ المتعَبَتين به. أَعِدهُ كيفَما كان فَكيفَما يكون لا أكونُ مِن دونِه. مَن لي سواكَ إلهي أدعو إليه من أمَلي. أمَلٌ أغنّجُهُ كلَّ مساءٍ حتى لا يهاجرَ هو أيضًا. أسرِّحُ ضفائَرَ هزائمي بأسنانِ مشطٍ عتيق. أحتفظُ بِهِ قطعةً أثريَّةً مِن أسواقِ بيروتَ القديمة. من جامِعٍ يؤذِّنُ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول