السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

شيرين "الضحيّة" تُخنق... والجلادون كثر

المصدر: النهار
صورة تعبيرية لشيرين. (ديما قصاص).
صورة تعبيرية لشيرين. (ديما قصاص).
A+ A-

فؤاد بو غادر

 

"لو في ناس حوالينا بسببها انأذينا". هي كلمات من أغنية الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب "لسه في أمل". الفنانة التي تستحوذ حياتها الخاصة مؤخراً على اهتمام الرأي العام أكثر من فنّها. يقلق جمهور الفنانة المصرية اليوم على وضعها، بعد تصريح أخيها عن إيداعها في مصحّة للعلاج النفسي لمداواتها من إدمان المخدرات. انتقلت الوصاية الذكورية التي لطالما "خنقت" شيرين، من طليقها حسام حبيب إلى أخيها محمّد.

"أختي بتتعرض لعصابة، حسام حبيب ومديرة أعمالها السابقة سارة الطباخ. أنا أختي بتضيع، أختي بتنهار. أنا لا ضربتها ولا اعتديت عليها ولا حاجة من اللي بيتقال"، هو التعليق الأول لشقيق شيرين بعد تردّد معلومات عن ضربه شقيقته وإجبارها على البقاء في المصحّة. والمصادر نفسها تناقلت أنّ لأخيها رغبة في "الحجر" عليها للتحكّم بثروتها.

ربما يُمكن الجزم بأنّ شيرين اليوم بحاجة إلى علاج من آثار العنف النفسي قبل أيّ علاج آخر. "غير متزنة" هو التعبير الذي اعتمده والد حسام حبيب لإهانة شيرين خلال فترة طلاقهما، واليوم، جلدها بعض الجمهور العربي بالعبارة نفسها مع عبارة "طلعت مدمنة مخدرات". من الطبيعي أن يكون إدمان المخدرات محطّ أنظار، ويتحوّل مادة لمضاعفة التصويب عليها.

سبق لها أن ظهرت بوزنٍ زائد خلال حفل قرطاج في تونس، بعد أزمتها مع حسام حبيب، ويومها انقسم المغرّدون بين داعم لها و"متنمّر" على بعض الكيلوغرامات التي اكتسبتها. لم يأبه هؤلاء لكلّ ما تمر به شيرين، فقرّروا الحكم على وزنها وعلى فستانها فقط، إذ لم يُعجب البعض. بعد تلك الفترة، بدت وهي تتعافى يوماً تلو الآخر، وظهرت في فيديو طريف مع ابنتها في أيلول.

لكن سرعان ما تولّى شقيقها عليها، لتمثّل صورة كثيرات تعرّضنا للترهيب الأسريّ في العالم العربي. لم يمنع ذلك كثيرين من التعرّض لشخصها، والتدخّل بجسدها، وقراراتها، واعتبار شيرين أنّها "غير واعية" ولا تملك "الاتّزان العقلي"، خصوصاً في مصالحة حسام حبيب؛ وهو ما ظهر في البيان الذي نشره محامي شيرين، ياسر قنطوش، معلناً عن تصالحها مع حبيب. أثار ذلك غرابة البعض، فبعد إصدار هذا البيان بأيّام معدودة، ظهر إلى العلن أنّها "تتعاطى المخدرات مع حبيب".

"شيرين دي أكبر غلطة غلطتها في حياتي، وأنا اتصدمت فيها صدمة عمري. لا عايز شوفها تاني ولا أسمع باسمها.. تنسى إنها عرفت حدّ اسمو حسام في حياتها.. من اللحظة دي أنا ما عرفش حد بالاسم دا"، هو تعليق حسام حبيب الأول بعد الحادثة، في تسجيل مسرّب نشرته مجلّات فنية مصرية وعربية. حبيب نسي أنّه عنّف شيرين وابتزّها بحبّها له. هو لم يخجل من استغلاله طليقته، بل برّأ نفسه منها بمجرد ارتباط اسمه بموضوع تعاطي المخدرات. حبيب عكس مقولة "الرجل عيبه على حذائه"، مستغلاً ما تمرّ به شيرين ليُنسِ الناس ما ارتكبه من "قرف" بحقها.

هي شبيهة بفنانات عربيّات كثيرات عايشن الواقع العربي بهرائه واستُغلّت قضاياهن. انتهاك الخصوصية وحياكة القضية لـ"صبّ الزيت على النار" هي مزايا تعرضت لها الشحرورة صباح طوال مسيرتها، وهي من عانت في حياتها الخاصّة وخذلها كثيرون. اليوم، رحلت صباح، وورثت شيرين المجتمع نفسه الذي أتيح له تقييم حالتها، وإمكانية تعرّضها للضرب على يد شقيقها بسبب "ضعف قواها العقلية".

"كلنا شيرين عبد الوهاب" هو وسم يتصدّر محرّكات البحث وتطبيق "تويتر" في مصر وأكثر من دولة عربية. "قومي، أنت ابنة المسارح لا ابنة العتمة ولا الأحزان ولا الغربان. "أنت مَن أنتِ" هي أبرز ما ورد في رسالة دعم من ماجدة الرومي إلى شيرين. هي دعوة للتضامن مع شيرين، سبقتها عدة دعوات لدعم نساء أخريات، فما تمرّ به شيرين قد تمرّ به أي سيدة؛ وبريتني سبيرز خير دليل على ذلك، إذ خضعت لوصاية وهيمنة ذكوريّة، وسجنتها أسرتها "الوصيّة" عليها وعلى صحتها... وعلى خياراتها النفسيّة.

في المحصلة، شيرين هي قصة كثيرات في عالمنا. أن تكون شيرين في قلب الشهرة، يضخّم من حجم سؤال الضحيّة، ويحوّل القضية متفاعلة لدى الرأي العام. العبرة من تناولنا قصة شيرين التي نحبّ، هي البوح بأخلاقية احترام خصوصيتها، وفرديتها، وحريتها، وخياراتها، وحياتها، ومرضها، وحزنها، وفرحها...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم