الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ذكرى الانكسار

المصدر: النهار - ليليان خوري
مع اقتراب الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال، نشعر كمواطنين لبنانيين بأسى مضاعف
مع اقتراب الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال، نشعر كمواطنين لبنانيين بأسى مضاعف
A+ A-
لا رغبة لأيّ كاتب مقال في أن يفرد مساحةً لأفكاره علانيةً أو أن يتطرّق إلى مواضيع محدّدة، خصوصاً بعد أن أصبحت المواضيع كافّة مؤلمة وموجعة للكتابة عنها.
مع اقتراب الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال، نشعر كمواطنين لبنانيين بأسى مضاعف، لا سيّما أنّنا لم نلمس أو نستذكر يوماً إيجابياً واحداً منذ الاستقلال في العام ٤٣ حتى اليوم، وكأننا ما زلنا نعيش هيمنة دوليّة واستعماراً لم ينتهِ مع استقلالٍ من المفترض أننا أحرزناه!
الذكرى هذه السنة مهلكة أكثر للمواطن، خصوصاً أن لبنان يعيش عزلةً عن أشقائه العرب، وتنتاب علاقاته الأخوية مع القريب والبعيد الرتابة والجفاء، وإلى الآن لم تصطلح الأمور أو تتنقَّ الأجواء من أيّ عتاب مضمر أو علنيّ.
الذكرى اليوم مؤلمة للمواطن مع الدعم الذي رفعته هذه الحكومة عن مختلف الموادّ التي تطال حياة الناس مباشرةً.
الذكرى اليوم سيئة مع تردّي الأحوال المادية والنفسية للمواطن، الذي يرزح تحت ثقل أعباء تكلفة المولّدات والبنزين والدواء والغذاء.
ماذا أبقى المسؤولون للمواطن اللبنانيّ من فرصة أو متنفس كي يصمد ويبقى على قيد الحياة، بعدما أصبح الموت بالنسبة إليه أكثر راحةً واطمئناناً من حياةٍ تسكب لك يومياً كأساً من العذابات والقهر والذلّ، امتهنته هذه الطبقة السياسية عن جدارة بحق شعوبها؟
عذراً منك وطني! فأنا لا أشعر بفرح الحرية، ولا بنشوة الانتصار، بل الانكسار والإفقار والإذلال زوّادتي اليوم في ذكرى هذا الاستقلال.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم