"أم محمود وجميل" في "الكندوش"!
Smaller Bigger
من يعرف "أم عبدو" في " أيام شامية"، أو "أم أحمد" في "عيلة خمس نجوم"، و "أم محمود " في "جميل وهناء"، يعي تماماً أنه أمام أيقونة الدراما السورية سامية الجزائري، التي تبرع في كل ما تؤديه من أدوار، خلال ما يقارب الـ 80 دوراً في مسيرتها المهنية نالت عنها عدة جوائز عربية، رغم أنها لم تذهب إلى هذه المهنة في الوقت الذي كان المعهد العالي للفنون المسرحية والمؤسسات الأكاديمية مُعدّة لصقل المواهب من الممثلين، بل اعتمدت على فطرتها وعفويتها وتكنيكها التلقائي كممثلة.
ابتعدت سيدة الكوميدية عن الدراما لسنوات طويلة، البعض ظن أن تقدمها بالسن لم يعودا يسمحان لها بالشغل، لتعود رفقة بالإمبراطور أيمن زيدان كما يلقبه معجبوه هو الآخر بعد انقطاع دام خمس سنوات عن المسلسلات، جمعتهما أعمال درامية كوميدية مهمة، في وقت حمل الدراما السورية على كاهله في تسعينيات القرن الماضي، عندما تسلم إدارة شركة الشام الدولية للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، حقق فيها خلال سنوات طوال سطوة واسعة وتسيد المشهد العربي آنذاك، العودة كانت من بوابة "الكندوش" تأليف حسام تحسين بيك، إخراج سمير حسين، إنتاج Mb ماهر برغلي وجود برغلي.
العمل يحقق تباين بين آراء إيجابية وآخرى سلبية وهذا مؤشر واضح على تفوق العمل نوعاً ما، لكونه يقدم صيغة درامية خارج الصياغ التقليدي، ويقترح شكلاً مختلفاً عن العمل الشامي يحارب فيه الحقيقة والواقع أكثر مما يدعي أو يخلق تشويقاً مصطنعاً، كما تفعل المسلسلات الشامية عادةً.
"أم مصطفى - الكندوش" في هذا الدور تثبت بأن التقدم بالسن لا يعني شيئاً، فالمرونة الجسدية، والتحكم بعضلات الوجه، واللعب بسوية متصاعدة على مستوى الأداء، إضافة لإقناع الممثل مشاهده بأنه يعاني من إعاقة جسدية حقيقية، فالوجه النحيف والتجاعيد الكثيرة تعشقها الكاميرا عادةً، فعندما ننظر إلى سامية وهي تمثل بهذه الطريقة، والأداء المتفوّق، كأننا أمام محاضرة عملية تُدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية والأكاديميات الخاصة.
بالنسبة إلى "بطل من هذا الزمان"، تأليف ممدوح حمادة، إخراج هشام شربتجي، وبعد أن انقطع لفترة طويلة من الزمن عن التلفزيون، هذا العام إعترف بقرار العودة إليه، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة وبعد أن درس في ما عرض عليه من نصوص ، خرج منها بأحد أدوار البطولة بشخصية "عزمي" في "الكندوش" وأخرى كضيف شرف بدور "الخال" في "خريف العشاق " "تأليف نادين جبور ، إخراج جود سعيد" ، حينما ننظر مليّاً لهذا الرجل وظهوره بسوية تلقائية وعفوية للحد الأقصى، يوغل في البساطة بالأداء، ويعطي الأشياء حقها دون مبالغة و تقليل من أهمية هذه الشخصية التي يقدمها.
أيمن زيدان وسامية الجزائري تاريخ عامر من الإنجاز، وحقبة معينة من زمن تحمل في طياتها سنوات من الإبداع والإتقان ودروس حقيقية في فن التمثيل.

الأكثر قراءة

ثقافة 10/17/2025 6:10:00 AM
تُعدّ المقاهي الشعبية البيروتية مرآة دقيقة لتحوّلات المشهد الاجتماعي والثقافي للمدينة (1950–1970).
ثقافة 10/17/2025 6:15:00 AM
هذا المشروب الساحر لا يمكن تخيّله منفصلًا عن الشعور بالمشاركة وتحسين المزاج والحب.
ثقافة 10/17/2025 6:17:00 AM
المقهى.. أكثر من مجرد قهوة: تجربة حياة كاملة
ثقافة 10/17/2025 6:12:00 AM
كان الـ "هورس شو" في بناية المرّ قاطرة القافلة التي ضمت مقاهي الـ "إكسبرس" في بناية صباغ، و"مانهاتن" في بناية فرح، ثم مقاهي "نيغرسكو" و"ستراند" و"الدورادو" و"كافيه دو باري" و"مودكا" و"ويمبي" وغيرها.