الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"فــيـيـــنــا72"كرونوفيليا الجزء الثاني

المصدر: النهار - نزار الحصان - مخرج سينمائي - النمسا
"فــيـيـــنــا72"كرونوفيليا
"فــيـيـــنــا72"كرونوفيليا
A+ A-
...أوصلني إلى الفندق، وتمنى لي ليلة سعيدة وأوصاني أن أتصل إذا احتجت أي شيء، واتفقنا على موعد اللقاء في اليوم التالي.
صعدت إلى غرفتي وأغلقت الباب خلفي، رميت الحقيبة وقلت بصوت عالٍ ( ياااس YAS) وأنا أشد قبضتي يدي وارتميت منهكة وسعيدة على السرير.
مضت ساعة قررت الاتصال به بمكالمة فيديو، لم يرد، لم تمضِ دقيقة حتى عاود الاتصال بمكالمة صوتية، فلم أرد، انتظرت للحظة وأعدت الاتصال بمكالمة فيديو، رد سريعاً: هل من شيء طارئ؟
تلبكت قليلاً ثم قلت: لا لا، فقط أشعر بصداع، قال انتظري قليلاً سأحضر لك الدواء
انتابتني سعادة غامرة... سيأتي.
لم تمضِ دقائق حتى قرع الباب، فكرت، يا له من سريع أو لعله كان في بهو الفندق ينتظر اتصالي.
فتحت الباب ولكن كان الطارق عامل الفندق وفي يده علبة دواء لعلاج الصداع قلت: يا لغبائه، وشتمته.
بعد أن استعدت هدوئي عاودت الاتصال، أيضا فيديو لأشكره وبعده تشعبت الأحاديث، ضحكنا كثيراً وتناقشنا كثيراً والوقت لم يكن يعني شيئاً. كان يزداد وسامة وأشعر بنفسي كيف أزداد جمالاً في عينيه فقلت غامزة بعيني: أرى الشياطين تتقافز حولنا. رد ضاحكاً وقال: نعم وأنا أراها حان وقت الذهاب للنوم. وأنهى المكالمة كطفل ضبطه أحدهم وهو يقوم بفعل شائن.
في صباح اليوم التالي تعمدت أن لا أتصل أولاً. أرسل لي رسالة "صباح الخير لولو".
لم أفتح الرسالة. كنت أريده أن يتصل وأنا في السرير وأسمع صوته وأختبر مشاعري.
لم يتصل بل كتب أنتظرك في المقهى المجاور. جهزت نفسي ونزلت، كان حليق الذقن متأنقاً ويفوح منه عطر أحبه (كان مزيجاً من رائحة القرفة والخشب الرطب مع عبق النرجس) كما لو أنه يعرف ذوقي.
اقتربت منه، وقف، صافحته وقبلته على خده لم يعترض كاليوم السابق وسرني ذلك.
تحادثنا عن أمورعائلية وعن رحلة اللجوء المقيتة، وحدثني عن جمال المدينة وأهلها معرجاً على السياسة، لم يكن ذلك يعنيني، كنت أريده أن يحدثني عن نفسه عن مغامراته، لم نجلس طويلاً، اتصل بخالي وذكّره بنفسه، تحادثا باختصار وسبب الاتصال وأخبره بوجودي والواضح أن خالي لم يهتم وتم ترتيب موعد في المساء.
إعتذر مني لانشغاله ببعض الأعمال ونصحني بالذهاب إلى بعض الأحياء في المدينة. ورافقني قليلاً وأشار إلى الجسر القريب، قال سألقاك فوق الجسر في الخامسة مساءً وذهب. ولكن عطره ظل يرافقني طوال الطريق.
تجولت في المدينة كما طلب وتفقدت المكان الذي طلب مني أن القاه فيه. كتب لي بين الحين والآخر ليطمئن علي.
في المساء تجهزت وتعطرت كما لو أني ذاهبة إلى موعد غرامي. أوليس هو كذلك؟ موعدنا مع خالي في السادسة وهو طلب أن نلتقي في الخامسة!
حين خرجت من الفندق، كان بإمكاني رؤيته فوق الجسر ينظر إلي. فالجسر لا يبعد عن الفندق بعض عشرات من الأمتار، تعمدت أن لا أشعره أني أراه، وتعمدت أن أستعرض جمالي وأنوثتي حتى أصل اليه.
هو كان أكثر تعبيراً، كان يقف ويميل برأسه وينظر إلي بشكل مباشر ولا يخفي إعجابه، اقتربت منه صافحته فاقترب من رقبتي برأسه لم يقبلها اشتمها بعمق، كانت أنفاسه حارة ومثيرة حتى كدت أصاب بالإغماء، ولو رآنا أي شخص لما شك في أنه يقبلني برقه متناهية وأني سأبلغ النشوة بعد قليل...أبعد رأسه قليلاً واقترب بجسده حتى شعرت بحرارته وهمس لي: كم هو مثير عطرك لقد شدني منذ لحظه خروجك من الفندق، لدي أنف كلب.
قلت: إنه عطر مشهور... ليدي مليون
بعد أن أخذ نفساً عميقاً بأنفه متشمماً إياي قال: لا يهم نوع العطر، لكل جسد تفاعله الخاص مع البشرة وبنفس الوقت هناك تأثير الطبيعة ودرجة الرطوبه وأيضاً الحالة النفسية، فلها تأثير مزدوج تؤثر وتتأثر بالعطر ونظر الي غامزاً بعينه: أنت مثيرة. أخجلني وأسعدني إطراؤه، لا لم يكن إطراء بل كان غزلاً.
أشعل سيكارة وناولني إياها قائلاً: بإمكانك التدخين، لا داعي للحرج مني. يا لذكائه فقد كنت أتحرق لسيكارة، هل قرأ افكاري؟ أم اشتم رائحة الدخان التي حرصت أن لا تكون؟ فعلاً كلب.
قال: هيا سنذهب سيراً على الأقدام، المكان ليس بعيداً. لم أتردد، مددت يدي وأمسكت بيده وتشابكت أصابعنا.
شعرت بنبضات قلبه في يده واشتعالها وهي تشد على أصابعي، يا لهذا الجنون! ترى أي انطباع عني في رأسه. لم نتحدث طوال الطريق. قبل أن نصل حرر يده ونظر الي بجدية قائلاً: اسمي عمو نادر وليس نادر وانفجر بعدها بالضحك، في الحقيقة لم أكن قد انتبهت أني قد توقفت بمناداته عمو.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم