الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قالت أحبك

المصدر: النهار - ريمون مرهج
فرحي عارم لا يوصف هذه الليلة، فلقد التقيت حبيبتي بعد غياب، وكان الشوق غامراً لروحنا معاً
فرحي عارم لا يوصف هذه الليلة، فلقد التقيت حبيبتي بعد غياب، وكان الشوق غامراً لروحنا معاً
A+ A-
فرحي عارم لا يوصف هذه الليلة، فلقد التقيت حبيبتي بعد غياب، وكان الشوق غامراً لروحنا معاً. نظرت إلى عينيها، فنثرت على قلبي عطور الحنين وشذى الحنان الطيّب. أطلقت سهام اللهفة إليها، وركضت بكلّ جوارحي نحوها، وضممتها إلى صدري، ورحت أدور بها حتى توقّفت الأرض عن الدوران!
إنها حبيبتي، ملاكي التي عطشت نفسي إليها، وكنت كالمتشرد في لحظات بعدها. لامست شعرها بأصابعي، ومقلتاي تتأمّلانها، فتحدّث فؤادها بأبجدية عصيت لغة الأفواه عن النطق بها وفهمها؛ فلا مفردات، ولا تعابير تفسّر ما يشتعل في أعماقي حبّاً لها!
ساد الصمت هنيهة، فتركت شفاهي تترجم بركان أحاسيسي بقبلات دافئة ممزوجة بولع الحنين إليها، وتسارعت أنفاسي المتراكضة لضمّ كلّ جزء من جسمها. شعرت بنبضات وخفقات فؤادها تهتف إليّ، وتتخبّط لتطلق سراحها من سجن الحياء والخجل. عندها، أطلقت طيور الأمان إلى حنايا روحها، فملأت أعماقها بتغاريد حبّنا العظيم.
أخيراً، تفجّرت ينابيع أحاسيسها، وجرت في صدري، في كلّ عروقي، فسارت كالشلال الهادر في أرضي القاحلة المتشقّقة من حرّ الغربة القاسية.
ساد السكون للحظات قليلة، ثمّ هتفت لها: أحبّك حتى الجنون، وأحترمك حتى الرمق الأخير من عمري! فجأة بزغت ابتسامة من فؤادها، وارتمت على ثغرها، فأزهرت كلمة الحياة وردّدت: "أحبك". حينها، أشرقت شمس عالمنا على جبينينا؛ أمسكنا أيادينا ببعض، وسرنا نحو رابطنا، تاركين كلّ هذه الأرض حتى غدونا عند ضفاف نهر حبّنا. خلعنا كلّ أثواب هذا المجتمع عنا، ونزلنا معاً في عمق مياه عشقنا نسبح سوياً، ونروي أجسادنا باتحاد مشاعرنا، فتلاصقت أنفاسنا، وتناثرت شفاهنا وروداً من أعلى رأسينا حتى أصابع أقدامنا، وكأننا نحيك لحبّنا رداءً جديداً من نسيج قلبينا معاً...
في تلك اللحظة، غدونا جسداً واحداً وروحاً واحدة للأبد...



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم