السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ارحلوا.. عزيمتنا باقيةْ!

المصدر: النهار - لبنى سلامة
هل دولتنا الفاسدة تريد إبادة الشعب؟!
هل دولتنا الفاسدة تريد إبادة الشعب؟!
A+ A-
نعم، أقولها بالفم الملآن، تباً لهذا الوضع الميؤوس منه، في بلدي العزيز، لبنان. أستيقظ في الصباح، وأتناول وجبة الفطور، وإذ بعقارب الساعة تدقّ، إنها الثانية عشرة ظهراً، حان وقت احتساء قهوتي، صديقتي الوفية، التي أرتشفها رويداً رويداً، وهي الوحيدة التي لم تفارقني يوماً، وتتحمل مزاجي المتقلّب، وتأسرني في مذاقها الخلّاب، ويا لِلونها الأسود الداكن، وصفاء قلبها الأبيض!
عند الانتهاء من آخر رمق من قهوتي، أبدأ بتصفح الجريدة الرسمية، وأجول في عناوينها، آملة في قراءة عنوان إيجابيّ، يحمل في طيّاته خبراً ساراً، لكن بالطبع، تلك استحالة! جميعها أخبار واقعية، وسيئة، تحاكي المصاعب المذرية التي يمّر بها الشعب اللبناني، مثال على ذلك؛ غلاء الأسعار، وارتفاع نسبة الفقر، والسرقات، والانتحار، والوباء، والفساد على كافة الأصعدة، إلخ..
منذ حوالى الشهر، ونحن تحت وطأة تكرار مشكلة أصحاب المولدات الخاصة، المتوجهون من جديد، نحو التقنين، نظراً إلى ارتفاع سعر المازوت عالمياً. تنقطع يومياً، حوالي السبع ساعات على فترات متقطعة، بين الصباح، وبعد منتصف الليل. أمّا كهرباء الدولة الكريمة، فحدّث ولا حرج، ولا يمكننا التنبّؤ عن عدد ساعات التغطية في مختلف المناطق، لأنها أحياناً تكون جيدة، وتارة، لا نراها إلاّ لساعتين!
لحظة انطفاء الموّلد/الكهرباء، تنطفئ أجهزة توليد الأكسجين، والاتصالات، والأعمال، والتدفئة، إلخ.. بعض الناس بحاجة إلى آلة التنفّس، للعيش! والبعض الآخر، لا يمكنه تحمّل البرد القارس لثلاث ساعات أو أكثر. هل بإمكان الأطفال، وكبار السنّ، على التحمّل؟ أجزم، بأنّ المهمة أشبه بالمستحيلة!
للأسف، هناك نسبة كبيرة من المواطنين، غير قادرين على تحمّل أعباء كلفة المازوت، أو شراء أجهزة التدفئة التي تحوي بداخلها على قارورة غاز، هؤلاء ماذا يفعلون، يموتون من البرد!
هل دولتنا الفاسدة، تريد إبادة الشعب؟!
هل دولتنا الفاسدة، تهوى سَفَر شعبها وغربته؟!
هل دولتنا الفاسدة، تريد إذلال الشعب أكثر، لشراء أصواتهم، السنة المقبلة، مقابل قارورة غاز؟
هل دولتنا الفاسدة، تريد القضاء على الليرة اللبنانية، وجمع ما تبقى من العملة النقدية الخضراء من الأسواق؟
هل دولتنا الفاسدة، عاهرة في ثوب عفيفة؟!
يريدون تهجيرنا، أقول لهم: "فشرتوا"، عزيمتنا باقية! وأملنا موجود! للأسف، تأتي مراحل زمنية، يحبط بها الفرد، من جراء الأوضاع الصعبة، ويفكّر بالهجرة، هارباً، وتاركاً خلفه أهله، وعائلته، لربما، بإمكانه تحسين معيشتهم، وأحوالهم، وتأمين مستقبل واعد، لهم، وله أيضاً.
استنتجت، بأنني شخصياً، رغم كلّ المآسي، لا أستطيع العيش إلّا في وطني لبنان، حيث الكثير من اللبنانيين المناضلين، باقون.
هذه هويتي، ومسقط رأسي، ودمّي، وهذا أجمل وطن، على مدار الكرة الأرضية!
هم السفالة، هم الذين عليهم الرحيل، عن أرض القديس شربل، لقد دنّسوه بوسخهم، هؤلاء شياطيين الأرض، ويجب علينا القضاء عليهم، وترحيلهم!
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم