السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"لقد دمّرونا"... CNN تنقل مشاهد وروايات محزنة من بيروت

المصدر: "النهار"
طفل يبحث في القمامة في شوارع بيروت (نبيل إسماعيل).
طفل يبحث في القمامة في شوارع بيروت (نبيل إسماعيل).
A+ A-
نقلت شبكة "سي أن أن" عن السيدة "أروى دامون" وصفها للمشاهد التي وثّقتها، والتي تركت في نفسها أثراً كبيراً نتيجة للأزمة الاقتصادية الحالية التي شملت الأطفال اللبنانيين واللاجئين في لبنان.
 
وخلال زيارتها إلى بيروت لاستكمال نشاطاتها في مؤسّستها الخيرية، الشبكة الدولية للإغاثة والمساعدة (INARA)، صادفت أروى الكثير من المواقف التي أحزنتها وكانت لا توصف.
 
 
تقول أروى في مقال نشرته على موقع "سي أن أن": "جلست على الأرض أمام صبي يبلغ من العمر 10 سنوات، وكان جالساً منحنياً على نفسه، يهزّ رأسه،  فهو لا يريد الانضمام إلى الأطفال الآخرين الذين يقومون بتزيين الشجرة التي أحضرناها، ولدى سؤالي إيّاه عن سبب رفضه المشاركة، أجابني بألا طاقة لديه لذلك".
 
وأضافت: "اقترب والده منه، وزرع قبلة لطيفة على جبينه، لكن الطفل بدأ بالبكاء. عندها سألته عن الطريقة التي من الممكن أن تجعله يبتسم، فأجابني: لا شيء".
 
يتحدّث والد الطفل، وهو لاجىء سوري عن كفاحه للحفاظ على صحّة عائلته وتغذيتها، لكنه لا ينجح في ذلك، هو يشاهد فقط أطفاله يتلاشون أمام عينيه.
 
تقول أروى: "لطالما كان اللاجئون السوريون هنا مضطهدين، لكنّهم غرقوا في أزمات جديدة، حيث يفتقر 99 في المئة من أسر اللاجئين السوريين إلى الغذاء السليم، وفقاً للأمم المتحدة، فيما حال اللبنانيين أفضل، ولكن ليس كثيراً، حيث يبلغ معدّل الفقر في البلاد 80 في المئة تقريباً".
 
الطفل ووالده
 
تتحدّث أروى عن رحلتها مع سائق سيّارة أجرى ومشاهدتها الشوارع التي أصبحت مزدحمة بالمتسوّلين أكثر من المشاة.
 
يقول سائق سيّارة الأجرة: "لقد دمّرونا. أقسم أن الناس يفكّرون في الانتحار"، في إشارة منه إلى السياسيين في لبنان.
  
ففي لبنان، بحسب ما قالت أروى، يُشار إلى السياسيين هذه الأيام بـ "اللصوص" و"المجرمين" و"القتلة"، الذين أهلكوا ثروة البلاد، وتركوها تتلوّى من الألم والصدمة.
تروي أروى الحديث الذي دار بينها وبين سائق التاكسي، الذي قال لها: "اشتريت ما مجموعه أربعة أشياء من المتجر، وكلّفني ذلك نفس القيمة التي كنت أدفعها لملء ثلاجتي بالكامل". وأضاف: "أشعر بحرقة عندما يطلب أطفالي أشياء لا يُمكنني شراؤها، فأطلب إليهم أن يتحلّوا بالصبر لأنّني لا أكذب عليهم".
 
ترسم أروى في حديثها مشاهد سوريالية محزنة عن بيروت، وتتحدّث عن وجوه الأصدقاء والغرباء، التي لا تضحك، قائلةً: "إنّ الأمّة التي لطالما نجحت في تضميد جراحها تُسحق نهائياً الآن؛ فالبلد لم يتدهور بين عشية وضحاها. لقد كان يحدث ذلك بحركة بطيئة لسنوات، إلا أن العامين الماضيين قضيا عليه".
 
مرفأ بيروت

 
ويعتبر البنك الدولي الكارثة الاقتصادية في لبنان واحدة من أسوأ الكوارث الاقتصادية في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، وقد أطلق عليها اسم "الكساد المتعمّد"، حيث تبخّرت مدّخرات معظم الناس، وارتفع التضخّم بشكل كبير، وفقدت عملة البلاد أكثر من 95 في المئة من قيمتها في غضون عامين. والنتيجة هي إفقار جماعي للسكّان.
 
وتشير أروى إلى عدم قدرتها على إيجاد مخرج لما يمكن أن يشرحه أحد الوالدين لأطفالهم، عن سبب عجزهم عن أكل اللحوم بعد الآن، ناهيك بشراء الهدايا وقضاء العطلات، أو لماذا تمّ إخراجهم من المدرسة وإرسالهم إلى العمل، فضلاً عن إشكالية فقدان الأدوية وغلائها. هناك غضب يتملّك كلّ شخص؛ غضب مصحوب بالاكتئاب الشديد.
 
(من بيروت بعدسة الزميل نبيل إسماعيل)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم