الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

التقارب الصيني ـ الإيراني: هل هو أوسع من توطيد للعلاقات؟

المصدر: النهار - تمجيد قبيسي
تحتل زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى بكين لوضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة الاستراتيجية بين البلدين
تحتل زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى بكين لوضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة الاستراتيجية بين البلدين
A+ A-
تحتل زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى بكين لوضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة الاستراتيجية بين البلدين، حيّزاً مهماً. ويرى البعض أن آفاق ما يجري أبعد من العلاقات، وسينعكس إيجابياً على أصعدة عديدة بالغة الأهمية، ومنها الاستراتيجي السياسي الذي يتصدر سلّم أولوياته الملف النووي، والاقتصادي الحامل في جعبته 20 وثيقة تعاون في ظل العقوبات المفروضة على طهران. فما هي انعكاسات هذا التقارب الإيجابية وهل هو أوسع من توطيدٍ للعلاقات؟
يشار إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ جدد دعمه إيران في حماية حقوقها المشروعة والتوصل إلى حل سريع للقضية النووية، منتقداً السياسات الأحادية. كما وأشاد بالتضامن بين البلدين. تشكل تصريحات جين بينغ ضمن هذه الزيارة خطوة ايجابية نحو مستقبلٍ نيّرٍ ومشرق بين البلدين إثر هذا الاتفاق، خصوصاً في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه أوروبا نظراً للحرب الروسية – الأوكرانية.
على صعيد الانعكاسات الإيجابية التي ستصب في مصلحة طهران على المستوى الاستراتيجي السياسي والاقتصادي، تدل المؤشرات على دلالات بالغة الأهمية تتمحور حول شراكة في العديد من المجالات كالعلاقة المشتركة والطاقة، كما ويشكل تعميق العلاقة تخفيفاً من حدة العقوبات المفروضة عليها، وستحظى بالمزيد من الدعم على المستوى الدولي وتعزيز مكانتها دولياً، إضافةَ إلى احتمالية انضمامها الى منظمة شانغهاي للتعاون ودول البريكس.
وفي السياق نفسه تشير المؤشرات إلى تراجع الولايات المتحدة الأميركية على صعيد المستوى التكنولوجي، وهذ ما يقابله تقدمٌ صيني يشكل ضغطاً لواشنطن بعد أن أصبحت بكين منافساً لها. ومع هذا الاتفاق الذي نشهده مع طهران، نرى بوضوح رغبة وطموح الصين بضمان مواردها وتوسيع نفوذها على المستوى الدولي.
ومن المؤكد أننا سنشهد امتعاضاً أميركياً كبيراً جراء هذه المستجدات الراهنة، ما سيدفع واشنطن لضرب هذا التقارب بشتى الوسائل والتضييق على أي انفتاح من هذا النوع دون تردد. فالزيارة نفسها تشكل قوة دفعٍ رئيسية لهذه العلاقات في الشكل والمضمون، لا سيما بما يتضمنه برنامجها من لقاءات، وما تحمل من تطورات مستقبلاً حيث تُعتبر الصين أحد المنافذ الحيوية، وتكتسي أهمية بالغة بالنسبة لإيران التي تخضع لأشّد العقوبات.
في إطارٍ متصل تشهد دول الغرب توتراً على المستوى التكنولوجي والدولي، بعكس المروّج له إعلامياً، وبهذا نرى أن المستقبل يشير إلى سطوعٍ شرقي، فقد لمسنا تقارباً ألمانياً مع الصين منذ فترة وجيزة، وحالياً نحن أمام تقارب آخر مع فرنسا بعد زيارة وزير الخارجية الصيني لباريس، علماً أن هذه الزيارة تأتي في أجواء أزمة المنطاد وقبل قمة ميونخ، فهل سنرى توسعاً للعلاقات مستقبلاً والتوجه شرقاً؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم