رسالة إلى مجهول
Smaller Bigger
أيها المجهول، أرسلتُ إليك رسائل عدة، وفي كلّ رسالة، كنتُ أظنّ أنّ حبر قلمي سيُصاب بالعجز، لكن سرعان ما أكتشفُ أنّني كنتُ في حالة هذيان، وتبدأ أناملي بالكتابة عن أرق يجتاح روحي عند سقوط الليل على وجه الغروب.
أعرف أنه بعد الفراق، تصبح الرسائل مؤلمة جداً، لدرجة أنها كانت تأخذ قطعة من قلبي كل مساء.
هل تعلم أنّ حروف رسائلي تشبه عينيَّ الممتلئتين بالدمع؟ وقصائدي أصبحت تنزف وجعاً على فقيدها؟
أيها الغائب الحاضر... البعيد القريب
غريب مزاجي اليوم قليلاً، فأنا لم أحتسِ قهوتي الصباحية، كما اعتدت، لكنني أريد أن أسألك كيف حالك؟ وكيف تقضي يومك المبلّل بالغياب؟
هل تعرف لماذا؟
سأخبرك: لأنك كنتَ كظلّي يرافقني عند انعطاف الشمس على صدر السماء، تغفو على زندي كطفل أرهقته حرارة الشوارع.
أنت تعزف على أوتار قلبي ألحاناً عندما يدهمني قلق الوقت. ترقص روحي على أوتار موسيقاك، وتغادر مع صدى الصدى.
بما أنّ مزاجي اليوم يبدو على غير عادته، فأنا لا أفكر أبداً باقتناء صورتك، لأنّ الملائكة نقشتها في ذاكرتي والتصقت بها حد الجنون. علقتها على جدران الزمن الكسيح لتكون خشبة نجاة لي إذا ما فتحت الريح نوافذي المهشّمة بحجارة العشق الممنوع .
كان وجهك لوحة تحمل تفاصيل قصيدتنا الأولى التي كتبناها على وجه تلك الليلة القمرية. أتذكر ما قلنا يومها عن قلب رقص فوق الأشواق .
أتذكّر عندما صافحنا ضوء القمر بأيدينا المتشابكة، فكان وجهك يزاحم نور القمر لأهتدي به أنا فقط في الليالي السوداء.
كان الفجر يستمدّ نوره منك عندما ينسحب الليل وتبدأ خيوط الصباح الأولى معلنة بدء يوم جديد .
لستُ متأكّدة من عدد المرات التي تقابلنا فيها حتى أصل إلى ما أنا عليه الآن. لست متأكدة اليوم، هل تمرّ في حالة انقطاع أم ماذا؟
كلّ ما أعرفه أنني أحببتك حد الغرق فيك، ولا أريد النجاة منك.
أحببتك حتى لو كنتَ قاتلي وسبب لوعة فؤادي، وأنا على يقين بأنّك الطريق والضياع .
أيعقل أنّ حبي لك يجعلني أراك كلّ مساء وأشعر بأرقك وتعبك؟ أخشى أن يقتلني إحساسي العالي عند المساء.
عندما ينام الكون وتصحو النجوم، فتعلن هيجانها وقلقها، أراك وحيداً في غرفة تتشظّى جدرانها من برودة الزمن، ترشح أصابعها شوقاً لي، فيتراءى لك وجهي .
وجهي لطالما كان معشوقك. تضع رأسك على وسادته وتسترجع شريط ذكرياتك وليس بجانبك إلا أسمي المزروع في حكاياتك معي. ..
أمّا أنا، فلي نصيب من الأرق لا يقلّ عن نصيبك منه... بدونك أتجرّد من جاذبيتي... أصاب بحمّى الشوق تُبعثر بقايا صوتي الصادح باسمك، فأمسك ورقتي البيضاء كبشرتك، لأكلمها عنك، فتغرق بدموعي .
أحاول أن أنام، فأفشل، لأنّ في داخلي شعلة من الحنين لا تهدأ .
كلانا يفكّر بأحلام تسكن في مدن بعيدة، وليس بمقدورنا الوصول إليها مرة ثانية ...
كلّ ما باستطاعتي قوله هو أنني أحببتك حباً أعمق من أن أجرحك في يوم من الأيام .

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/13/2025 1:59:00 AM
حكومة بنيامين نتنياهو تجري مشاورات هاتفية عاجلة بشأن تعديلات على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار خطة ترامب.
النهار تتحقق 10/15/2025 10:36:00 AM
"الرهائن الإسرائيليون بالبيجامات الكاستور المصرية". ضجة في وسائل التواصل بسبب مشاهد تقصّت "النّهار" صحّتها. 
لبنان 10/15/2025 7:13:00 AM
التفجير استهدف مجدداً حي المساير الذي تعرض سابقاً لأكثر من عملية مماثلة
سياسة 10/15/2025 6:09:00 PM
غارة من مسيرة تستهدف رابيد على طريق صديقين وأنباء عن إصابات