انتهى الكلام بعد هذا اليوم...

انتهى الكلام بعد هذا اليوم...
انتهى وتآكل في درف ذاك الزمن، انتهى الكلام فالموت حقٌ عليّ وعليك وعلى كلّ البشر. ماتت النّاس خائرة البطون، ماتت من القهر، من الفقر، من المرض، أو القتل.
انتهى الكلام عن ستة آلاف سنة في بلد الحضارة، حضنّاه وتغنّيناه وما لبثنا أن خسرناه وأصبح سعره سلّة مدعومة.
انتهى الكلام حين أصبحت تسعيرة الدواء تساوي دماً ويساوي سعر الرغيف صحّتك، حين أصبح الوجع رمزاً للدلع حتّى انتهى الكلام لمّا باتت الشكوى ذلّاً.
انتهى الكلام حين مات الضمير وصار الفاجر والتّاجر آكلَين كلّ حقّ.
انتهى الكلام حين أصبح النهار يُعدّ بالفلوس بحفنة من الذهب أو الفضة، حين الصداقة عن غاية، وقت الألم أصبح مجرد كلمة.
انتهى الكلام حين نحن، نعم نحن، اخترعنا الحرف ويا ليتنا لم نفعل، بالله عليكم لماذا اخترعناه؟ ألنحقر ببعضنا؟ أم لنشمت ببعضنا؟
يا أيّها الإنسان المال الذي تركض وراءه ما هو إلّا حفنة من التراب ليس إلّا سراباً، فعند مقابلة ربّك ستعرف أنّك خُلقت لتمجيده.
أرجوكم لا تكفروا بربّكم فقد قسّمتم شعبنا باسم الدين وقتلتمونا باسم الطائفة وقطعتم أنفاسنا باسم الحقّ وحقكم باطل باطل...
انتهى الكلام