اشترِك في نشرتنا الإخبارية
مصطفى علوش*
إلى محمد الماغوط لمناسبة تدفق عواصف الخوف
كان يخاف حتى من جابي الكهرباء حين يقرع باب بيته في دمشق. مع ذلك كانت نصوصه تقاتل دفاعاً عن الفقراء والمعتقلين وسجناء الرأي.
انتمى إلى حزب لم يقرأ مبادئه، واعتقد أن كل أحزاب العالم كانت ضيقة جداً أمام قلمه الحر. وحين قال عن الشعر إنه مثل السحابة في قلب العاصفة، كان يقصد أن الشعر الحقيقي لا يحتاج إلى فلسفة تتبعه لتشرحه.
حبيب القصاب
حبيب القصاب صديقي، كان يعلّمنا المحبة، وحين كنا نجادله في التعريف كان يصمت كثيراً. كان يقرأ كثيراً لمحمود درويش ومنذر شيحاوي وسليمان عواد وماركيز. كان بيته نادياً حقيقياً يعلّم فيه الأطفال الرسم والتخطيط، وغايته هي أن يتعلم الأطفال محبة الورد والشجر والنظافة. حبيب القصاب صديقي الذي مات من القهر الذي تركه في قلبه الجلاد، لو عاش في بلد آخر كألمانيا أو فرنسا مثلاً لأطلقوا على الأقل شارعاً باسمه تكريماً له.
السخرية
السخرية هي سلاحنا الجبار لتحطيم سلطة الفاسدين التافهين والحقراء من سياسيين ورجال دين. نعم هي سلاحنا في مواجهة كل دبابات الرئيس الذي قتلنا ويقتلنا بالرصاص الحي.
رجال الدين
معظم رجال الدين، خاصة في هذا الشرق السيئ، هم تاريخياً حلفاء كل الطغاة. ولكي يسخر القدر واللغة منا، يطلقون على أنفسهم علماء في الدين. يا للهول! مع أنهم منبع التخلف والجهل والكذب.
كلمات متقاطعة
وحين يهرب البشر إلى حلّ الكلمات المتقاطعة وقضاء أوقات طويلة في المقاهي وفي التسكع، قد يكون السبب هو تأجيل قطع رؤوسهم بسبب آرائهم في سياسة الرئيس.
لا بديل من الطاغية
أمام طغيان فكر الإسلام السياسي بشقيه السنّي والشيعي، سيكون البلد بلا بديل حقيقي على صعيد كرسي الرئاسة. السبب غالباً أن الرئيس ذاته كان قد قتل أو اعتقل أو طفّش كل النخب النظيفة بحيث لم يبق أمامه وعنده سوى تيارات إسلامية متطرفة ومهرجين يعتلون الشاشات لإقناع الناس بإنجازات الرئيس.
في الصحيفة والتلفزيون والراديو
كان هناك ولا يزال زنازين وجلادون بهيئة صحافيين وكتّاب أيضاً في تلك الصحف البائسة التي تمولها حكومة الطاغية. زنازين يتمُّ فيها تعذيب البشر عبر كتابة زوايا وتحقيقات ومقالات كاذبة تمجد الحكومة وقضيب السيد الرئيس.
الوباء المرعب
الوباء المرعب هو هذا العقل المغلق عند من يعتقدون أنهم "خير أمة أخرجت للناس"، مع أن حالهم الآن "لاجئون أو مهاجرون أو نازحون أو مشاريع إرهابيين أو معدمون" في بلادهم يتسولون الخبز والكهرباء والماء.
* كاتب وصحافي سوري
