الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

لا أدري مَن يجب أن يسكت ليسمع الآخر يا فخامة الرئيس!

المصدر: "النهار"
ديما عبد الكريم
ديما عبد الكريم
الرئيس ميشال عون في وزارة الخارجية (مارك فيّاض).
الرئيس ميشال عون في وزارة الخارجية (مارك فيّاض).
A+ A-
أعلم يقيناً أن مَن سيَقرأ عنوان هذه السّطور سيقول حتماً "هيدي البنت بتكره عون والتيّار". لكن - لا جديد - تعوّدنا!

مِن المفيد الإشارة أيضاً إلى أنّني لا أنتمي لا لحزب، ولا لتيّار، ولا لمجموعة تنافس "التيّار الوطني الحر" (لكونه فريقك السياسي) على كفن هذا الوطن؛ ولم أقبض ثمن كلماتي تلك إلّا علبة سجائر عند السّاعة الثالثة بعد منتصف اللّيل.

أمس، سادت ضجّة في صفوف الصّحافيّين والحاضرين، بعد أن توجّه إليهم رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، الذي زار وزارة الخارجية لمواكبة سير العملية الانتخابية في بلاد الاغتراب، بالقول: "إذا بدكن ياني إحكي، اسكتوا".

بكلّ صراحة، لا أدري مَن منّا يا فخامة الرئيس عليه أن يسكت ليسمع الآخر. أنت الذي قلت ما قلته طوال السنوات الست من عهدك، الذي شارف على الانتهاء – ربّما - ونحن صامتون بعد أن اتُّهمنا بالتخوين والعمالة فقط، لأن 17 تشرين لم تكن على مقاس طموحاتكم وطموحات مَن حاول اقتباس شعاراتها.

ما أريد سرده يا فخامة الرئيس حتماً تعرفه، وحاولت تغييره أنت وفريقك السياسي و"ما خلّوكن"؛ تلك "الجحافل" التي حاولت "إفشال" عهدك، الذي شهد ما شهده من ويلات لا بأس إن أعدت تذكيرك باثنتين أو ثلاثة منّها: انفجار مرفأ بيروت، قارب الموت في طرابلس، وأطنان المساعدات الغذائيّة التي ما تزال حتى كتابة السطور هذه تصل إلى المؤسسة العسكرية جرّاء تداعيات "الإيد الطويلة" التي منحتموها ألقاباً مزيّفة تحت ذريعة التراكمات.

نعم يا فخامة الرئيس؛ سكتنا طويلاً منتظرين في داخل جهنّم، التي بشّرتنا بها، الفرجَ الذي سيخلّصنا من حاضرنا السيّئ، جرّاء توارث الأبناء والبنات والأصهرة وأبناء الأخ أو الأخت وباقي الأقرباء والجيران للكرسي سلام الله عليها!

ألست أنتَ رئيس الجمهورية "القوي"؟! بمَ اختلفت عنهم؟! ماذا فعلت؟! ماذا كشفت؟! ماذا جنينا من معركة التدقيق الجنائيّ الإعلاميّة، ومن استفاقة بعض القضاء على ملفات استنسابيّة بالمفرق؟! أمّ أنّ الفتنة كالعادة نائمة على باب المغارة؟ 

هل تننظر مثلنا فاتورة الاشتراك؟ هل تُفاجأ مثلنا بسعر كيلو البندروة؟ هل تسمع أخبار الناس "العايشة ع اللبناني" بانتظار التوابيت التي أصبحت بالـ"فريش" أو على سعر الصرف؟  

نعم سمعت، واكتفيت بالمشاهدة، وشكراً على حُسن المتابعة.

وبما أنّ انتخابات المغتربين انتهت أمس على خير، وعلى أمل أن ينتهي استحقاق 15 أيّار على شاكلتها، حان الوقت كي تسمع صوت النّاس التي تلعن الأصنام التي تحكمها. حان الوقت كي نحكي نحن، ولك من بعدها أن تقرّر مَن يجب أن يسكت.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم