السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

مملكة وأمير ورؤية

المصدر: "النهار"
الأمير محمد بن سلمان.
الأمير محمد بن سلمان.
A+ A-
 محمود القيسي
 
‎"أجل نحن الحجاز ونحن نجد
‎هنا مجد لنا وهناك مجد
‎ونحن جزيرة العرب افتداها
‎ويفديها غطارفة وأُسد
‎ونحن شمالنا كبر أشم
‎ونحن جنوبنا كبر أشد"
‎*غازي القصيبي
 
‎العقل التجريبي تاريخياً لواء السيادة الحضارية... ولا يوجد شيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في التجربة؟ فـ"لا وجود لأي شيء في العقل – يقول جان لوك - إلا وقد سبق وجوده في الحس والتجربة"... المملكة العربية السعودية موطن الإنجازات الكبيرة التي تحققت على أيدي الملوك والأمراء الأبناء والأحفاد منذ وفاة مؤسس المملكة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وحتى هذه اللحظة، وهي إنجازات كثيرة متعددة، ومتنوعة في الجوانب الإنسانية والتعليمية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية والثقافية والقانونية والصحية، إنجازات كثيرة يصعب عرضها وحصرها هنا، وتبرز محطتا الشعيبة للطاقة الشمسية (1 و2) مؤخراً رمزين متميزيْن للتحول في مسار المملكة العربية السعودية نحو مستقبل يعتمد على الطاقة الشمسية. وتوضحان القدرة المصممة لهذه المشروعات البالغة 2.6 غيغاواط رغبة المملكة العربية السعودية في تجاوز ماضيها المتمركز حول النفط.
 
‎وتبشّر هذه المحطات بمستقبل أكثر إيجابية وتطلعاً إلى المستقبل للجميع من خلال إظهار إمكانيات خلق توازن عادل بين التقدم والبيئة، وهي تمثل نقاط تحول مضيئة في تاريخ الطاقة، وهي المدة التي تدعم الدولة أهدافها الخاصة، وترشد العالم إلى الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة. إنجازات تعدت الخيال العلمي في مرحلة "الرؤية"... رؤية "2030"، أو رؤية سمو ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إنجازات لم تتحقق في أي قطر عربي آخر. وتجاوزت العديد من الدول الصناعية العملاقة الكبرى على صعيد العالم، هذه الإنجازات المحققة تعتبر قاعدة هامة وضرورية لانطلاقة كبيرة وتحقيق حاضر زاهر لجميع أفراد المجتمع السعودي ومستقبل واعد في البلاد التي حكمت وعدلت ووعدت وصدقت.
 
‎يقول الامير محمد بن سلمان: "رؤية 2030"، رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ بها اليوم لِلغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلادنا... دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة. ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول. كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركاً لاقتصادنا ومورداً إضافياً لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني. ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث.
 
‎وهذه العوامل الثلاثة هي مرتكزات رؤيتنا التي نستشرف آفاقها، ونرسم ملامحها معاً. في وطننا وفرةٌ من بدائل الطاقة المتجددة، وفيها ثروات سخية من الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها. وأهم من هذا كله، ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله، ولا ننسى أنه بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيّب الله ثراه. وبسواعد أبنائه، سيفاجئ هذا الوطن العالمَ من جديد. لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، قادرون على أن نصنعه. نريد أن نحول أرامكو من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، ونحوّل صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم، وسنحفز كبريات شركاتنا السعودية لتكون عابرة للحدود ولاعباً أساسياً في أسواق العالم.
 
‎ما نطمح إليه ليس تعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن طموحنا أن نبنيَ وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحيّة والسكن والترفيه وغيره. نلتزم أمامكم أن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعّال لخدمة المواطنين، ومعاً سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعاً مزدهرةً قويةً تقوم على سواعد أبنائها وبناتها وتستفيد من مقدراتها، دون أن نرتهن لقيمة سلعة أو حراك أسواق خارجية. نحن نملك كل العوامل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا معاً، ولا عذر لأحد منا في أن نبقى في مكاننا، أو أن نتراجع لا قدر الله.  
 
‎رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر. سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح. في المرتكزات الثلاثة لرؤيتنا: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي؛ سنفتح مجالاً أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكاً، بتسهيل أعماله، وتشجيعه، لينمو ويكون واحداً من أكبر اقتصادات العالم، ويصبح محركا لتوظيف المواطنين، ومصدراً لتحقق الازدهار للوطن والرفاه للجميع. هذا الوعد يقوم على التعاون والشراكة في تحمل المسؤولية. لقد سمّينا هذه الرؤية "رؤية المملكة العربية السعوديّة 2030"، لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فوراً بتنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، ومعكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعاً إن شاء الله تعالى.
 
‎رؤية السعودية 2030 هي خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية أُعلن عنها في 25 إبريل 2016م، وتتزامن مع التاريخ المحدد لإعلان انتهاء تسليم 80 مشروعاً حكومياً عملاقاً، تبلغ كلفة الواحد منها ما لا يقل عن 3.7 مليارات ريال وتصل إلى 20 مليار ريال، كما في مشروع مترو الرياض. نظَّمَ الخُطَّة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة (الأمير محمد بن سلمان) حيث عرضت على مجلس الوزراء برئاسة (الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود) وتم اعتمادها. ويشترك في تحقيقها كل من القطاع العام والخاص وغير الربحي.
 
‎يعد "مشروع نيوم" أحد أهم مشاريع الرؤية السعودية 2030... مشروع نيوم، هو حلم جريء وطموح لمستقبل جديد، وهو انطلاقة التغيير التي ستجسِّد مستقبل الابتكار في الأعمال والمعيشة والاستدامة. وتمثل نيوم أحد المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة.
 
‎وبموقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر شمال غرب المملكة العربية السعودية، ستُبنى نيوم لتكونَ ميداناً حياً ونابضاً بالتجارب، وتصبحَ منصّة عالمية ترسمُ فيها ريادةُ الأعمال والابتكار معالمَ المستقبل الجديد.
 
‎ستفتح نيوم أبوابَها لتكون موطناً ووجهةً لأصحاب الأحلام الكبيرة، ولكل من يطمح أن يُسهم في بناء نموذج جديد لمعيشة مستدامة ومزدهرة.
 
‎مفهوم نيوم لا يقتصر على المكان فحسب، بل هو توجُّه فِكريٌ ونمط حياة. تصميم هذا النموذج وإنشاؤه وإدارته قائم على أسلوب متحرر من قيود المنهجيات القديمة للبنى التحتية الاقتصادية والبيئية التي تحدُّ البلدان الأخرى حول العالم من التقدم.
 
‎سيحقق مشروع نيوم تحت مظلة رؤية السعودية 2030 ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في تحقيق معيشة استثنائية، وبيئة أعمال مزدهرة، وإعادة ابتكار مفهوم الاستدامة...
 
‎أهداف مشروع نيوم: الهدف الرئيسي الأول والأساسي هو تنمية الاقتصاد السعودي وتنويع مصادره، ووضع المملكة العربية السعودية على خريطة الريادة العالمية في التنمية والتطوير.
 
‎- المشاريع الفرعية:
 
‎• ذا لاين: هو مشروع سعودي لسلسلة من المجتمعات الإدراكية المترابطة والمعززة بالذكاء الاصطناعي خالية من الانبعاثات الكربونية مخطط لبنائها في نيوم. أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس إدارة شركة نيوم في 10 يناير 2021، الذي أوضح أن عدد سكان المدينة يبلغ مليون نسمة وتحافظ على 95٪ من الطبيعة داخل نيوم، بدون سيارات، وشوارع معدومة.
 
‎• أوكساجون: مدينة نيوم الصناعية «أوكساجون»، (بالإنجليزية: (oxagon)‏، هي مدينة صناعية تعد أكبر تجمع صناعي عائم في العالم، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاقها في 16 نوفمبر 2021م. ويتوقع أن تبدأ استقبال رواد التصنيع والمستثمرين وأصحاب الأعمال في بداية عام 2022.
 
‎• تروجينا: مدينة تروجينا هي مشروع وجهة عالمية للسياحة الجبلية الجديدة في نيوم، أعلن عن إنشائها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في 3 مارس 2022 في إطار خطة نيوم واستراتيجيتها للإسهام في دعم وتطوير القطاع السياحي في المنطقة.
 
‎بعد ذا لاين، المملكة العربية السعودية تبهر العالم بأقوى عرض للثورة الصناعية الرابعة خلال #القمةالعالميةللذكاءالاصطناعي التي انعقدت على أرضها. نعم، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي... الثورة الصناعية الرابعة (4IR) أو العصر الصناعي الرئيسي الرابع منذ الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر، الذي يتميز بدمج التقنيات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية.
 
‎ويتميز هذا البرنامج باختراق التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات، بما في ذلك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، blockchain وتكنولوجيا النانو، والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة.
 
‎وقد ربطها كلاوس شواب مع «العصر الثاني للآلة» من حيث آثار الرقمنة والذكاء الاصطناعي (AI) على الاقتصاد، لكنه أضاف دوراً أوسع للتقدم في التقنيات البيولوجية. ويبشر اتساع وعمق هذه التغييرات بتحويل أنظمة الإنتاج والإدارة والحكم بأكملها.
 
‎نعم، المملكة العربية السعودية أصبحت في الفضاء... فضاء التقدم، والتطور، والازدهار والريادة لبناء رأس المال البشري... وبناء رأس المال الوطني... وتمكين الأجيال من الريادة، لما فيه خير للإنسان السعودي... ولما فيه خير وسلام للإنسان والإنسانية في مملكة السلام... والإنسان... والإنسانية.
 
‎في سبتمبر / أيلول 2022 أطلقت الهيئة السعودية للفضاء برنامج المملكة لرواد الفضاء من أجل أهداف بينها: تأهيل كوادر سعودية لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة.
 
‎وأثنى رواد مواقع التواصل الاجتماعي على هذه التجربة معتبرين أن ريانة برناوي تمثل فخراً للمرأة العربية والمسلمة، وعبر وسم #نحو_الفضاء احتفى الناشطون بهذا الإنجاز.
 
‎وفي 6 مايو/أيار 2023 أعلنت غرفة عمليات الفضاء التابعة لوكالة ناسا الأميركية أنه في 21 من الشهر ذاته ستنطلق مركبة تحمل أول رائدة فضاء سعودية.
 
‎وظهرت ريانة برناوي إلى جانب زميلها علي القرني، في مقطع فيديو أرسل من الفضاء، وقالت "شرف لنا جداً أن نكون في هذه الرحلة التاريخية كما تروننا نطفو ونحاول أن نثبت أنفسنا".
 
‎وأضافت "نحن الآن في عصر التمكين والازدهار... ووصلنا إلى عنان السماء، وكل ما نحتاج إليه أن نحلم وأن نعمل على أحلامنا".
 
‎واستهدفت الرحلة التي انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية الإسهام في الأبحاث العلمية في عدد من المجالات ذات الأولوية مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء، وفق بيان الهيئة والرؤية السعودية.
 
‎لم تكن المملكة العربية السعودية يوماً سوى إحدى أهم وأصلب وأقوى ركائز السلام والتقدم العالمي على كل المستويات... والأبعاد الأفقية والعمودية...
 
‎نحو بناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء والسلام العالمي في مشارق الأرض ومغاربها... ألف تحية للبلاد التي جعلت من قضايا الإنسان والإنسانية أولى أولوياتها... وشغلها الشاغل... دون كلل أو ملل.
 
‎نعم، تصول وتجول المملكة العربية السعودية دون كلل أو ملل من إنجاز إلى إنجاز دولي... ومن مؤتمر إلى مؤتمر عالمي... ومن اتفاق إلى اتفاق نحو تكريس ألأمن والسلم الدولي والعالمي… وها هي المملكة العربية السعودية تتصدر مع بعض الدول الكبرى في قمة مجموعة العشرين G20 المنعقدة منذ التاسع من الشهر الجاري سبتمبر في العاصمة الهندية نيودلهي.
 
‎ناقشت قمة العشرين العديد من القضايا الخلافية مثل الحرب الروسية على أوكرانيا والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وإعادة هيكلة الديون، والأمن الغذائي.
 
‎وأملت الهند إنجاح القمة، حيث يسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لإظهار النفوذ الديبلوماسي المتنامي لبلاده وتسهيل الحوار بشأن القضايا الخلافية بين دول المجموعة.
 
‎كذلك تسعى الولايات المتحدة أيضاً لتعزيز علاقاتها مع الهند للتصدي للنفوذ المتزايد للصين، فيما تحاول نيودلهي ترسيخ دور رائد على الساحة الدولية، وذلك رغم خلافاتهما بشأن روسيا إذ لم تنضم الهند إلى الدول التي فرضت عقوبات على موسكو بعد الحرب الأوكرانية، إلى جانب الخلافات بشأن قضايا احترام حقوق الإنسان.
 
‎ورغم الانقسامات والخلافات، تظل قمة مجموعة العشرين هي التجمع الأبرز على الإطلاق لكبار الشخصيات العالمية الذي تستضيفه الهند مع تأكيد حضور الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وآخرين.
 
‎ويحتل الرئيس الأميركي مركز الصدارة في قمة مجموعة العشرين في غياب نظيريه شي وبوتين.
 
‎وسيرأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوفد الروسي، فيما يرأس رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الوفد الصيني.
 
‎وتأتي زيارة الرئيس الأميركي (80 عاماً) في لحظة حاسمة في لعبة التحالفات على خلفية حرب أوكرانيا، في وقت يتصاعد فيه نفوذ الصين التي تتحدّى على نحو متزايد الهيمنة الأميركية.
 
‎ويعتزم بايدن استغلال القمة التي يرأسها مودي لإثبات أنّ الكتلة تبقى المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي العالمي، رغم انقساماتها.
 
‎وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال مؤتمر صحافي على هامش القمة في الهند، إن الصين تواجه "مشكلات اقتصادية مختلفة"، لكنّ لديها أيضاً "هامش مناورة معيناً للتعامل معها".
 
‎وأضافت "نحن ندرك المخاطر التي تهدد النمو العالمي"، مشددة على أن "التأثير السلبي الأكبر يأتي من حرب روسيا ضد أوكرانيا"، لكنها أضافت أنه رغم ذلك "فوجئت بقوة النمو العالمي والصمود الذي أظهره الاقتصاد العالمي".
 
‎يُعد إصدار بيان ختامي للقمة، من الأمور التي يكتنفها الكثير من الشكوك، إذ تريد الدول الغربية إدانة قوية للحرب الروسية في أوكرانيا كشرط للموافقة على إعلان دلهي بينما اقترحت الهند بجانب إدانة المعاناة التي تسببت بها الحرب أن يعكس أيضاً وجهة نظر موسكو وبكين عن أن هذه القمة ليست مكاناً للقضايا الجيوسياسية.
 
‎وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم الأحد Sept 9 بأن "البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين في الهند كان بمثابة ضربة للدول الغربية بسبب عدم وجود إجماع عالمي على دعم أوكرانيا".
‎وأوضحت "أن البيان الختامي، الذي تم التوصل إليه على مدى أسابيع من المفاوضات بين الديبلوماسيين، كان بمثابة ضربة للدول الغربية، التي أمضت العام الماضي في محاولة إقناع الدول النامية بإدانة موسكو ودعم أوكرانيا"، مؤكدة أن "صيغة مجموعة العشرين حول أوكرانيا تشير إلى عدم وجود إجماع عالمي لدعم كييف".
 
‎تابعت: "بيان قمة نيودلهي يشير فقط إلى "الحرب في أوكرانيا"، وهي الصيغة التي رفضها في السابق مؤيدو كييف، مثل الولايات المتحدة وحلفاء "الناتو"، لأنها تعني ضمنياً أن كلا الجانبين متورطان على قدم المساواة".
 
‎كذلك كان لافتاً خلال القمة، الاتفاق على مشروع "ممر" طموح من شأنه أن يربط الهند وأوروبا، عبر خطوط السكك الحديد والنقل البحري تمر بالشرق الأوسط، حيث تم التوقيع على اتفاق مبدئي، في نيودلهي، بين الولايات المتحدة والإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
 
‎ومن المقرر أن يضم المشروع خطوطاً للنقل السككي والنقل البحري تربط قارات أساسية بعضها ببعض، ومن شأنه أن يساعد في تعزيز التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي.
 
‎ووصف الرئيس الأميركي المشروع بـ"الاتفاق التاريخي"، وقالت عنه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين إنه "أكبر بكثير من مجرد سكك حديد أو كابلات (...) بل هو جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات".
 
‎بينما تحلق صاحبة الرؤية العالمية الكبرى... المملكة العربية السعودية الكبرى عالياً في فضاءات الإنجازات الكبرى... حاملة معها أحلام وأمنيات العالم العربي إلى جميع المحافل والقمم الدولية والعالمية الكبرى... ما زال البعض في عالمنا العربي يعود القهقرى...
 
‎ما زال اللبناني على سبيل المثال لا الحصر يعتقد أنه محور هذا العالم على طريقة سعيد عقل أو الرومانسية الثورية في القرون الوسطى... أو المذهب الفوضوي في القرن الثامن عشر... أو جماعة المذهب السفسطائي...
 
‎أو على خطى "الأعمى"، أعمى "البصيرة" الذي جعل من الفيلسوف الضرير "ديوجين" يخاف على "قنديله" في ليلة ظلماء... رغم الانهيار المالي - الاقتصادي - السياسي والأخلاقي في لبنان...
 
‎الانهيار الذي لم يسبق له مثيل تاريخياً... ورغم ذلك يعتقد هذا "الشيء" أنه قادر على إجراء أنتخابات تشريعية في محاولة إعادة إنتاج السلطة السابقة مع بعض الرتوش والمكياج السياسي... دون أن يدري، أو يدري أن لبنان ما قبل الانهيار غير ما بعده...
 
‎والذي أصبح على القوى السياسية أن تعيد تقييم برامجها ومواقفها وسياستها على إيقاع الدور الريادي للمملكة العربية السعودية الكبرى... وليس خارج إيقاع الشقيقة الكبرى... حيث إن لبنان وغيره من الدول الصغرى محكوم قطعاً بالتوازنات العالمية الكبرى، وتقاطعات مصالحها الكبرى... كما أعتقد أننا في لبنان، دولةً وأحزاباً سياسية أكل الدهر عليها وشرب (…...) لا نمتلك "ترف" المال، والوقت، والأمن، والمناورة، والاختيار... بل التعاطي مع الواقع القائم بكل موضوعية وواقعية!
 
‎نعم، بعد الكذبة الأولى، كل الحقائق تحتاج لإثبات... فما بالكم أيها السيدات والسادة عندما يصبح الكذب اليومي خبز السلطة والأحزاب اللبنانية الفاسدة وملحها!
 
‎حينئذٍ... وحينئذ فقط، تموت غابات الوعي عطشاً... ويزيد شرخ الرخام... ويجف نهر التضحيات... والبحر المحيط... ولا يبقى سوى الملح... الملح الكاذب... والهواء الحامِض... في شقوق الجرح... جرح الرخام!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم