السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

في الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ... مار مخايل لا تزال وجهة الحياة الليليّة في العاصمة

المصدر: "النهار"
فرح نصور
من أجواء السهر في مار مخايل. (أرشيفية- "النهار").
من أجواء السهر في مار مخايل. (أرشيفية- "النهار").
A+ A-

ثلاث سنوات مرّت على انفجار المرفأ الأليم الذي طال مناطق عديدة على رأسها مار مخايل. المنطقة التي تتربّع على عرش الحياة الليلية في لبنان منذ سنوات طويلة، والتي غابت عنها الحياة بعد الانفجار، تعود الآن بتألّق أقوى. فإرادة أصحاب المؤسسات السياحية فيها كانت أقوى من هذا الانفجار. وهي تشهد نموّاً في هذا القطاع في شوارعها كافة وتغصّ بزوّارها على مدار المواسم.

بعد ثلاث سنوات على الانفجار، نرى أنّ شارع مار مخايل عاد بشكل جيد جداً إلى الحياة الليلية التي عهدها لعقود، ولا يزال وجهة السهر في العاصمة، وإن تضاءل ارتياده صيفاً بسبب توجّه الناس إلى المناطق خارج المدينة، هذا ما يؤكّده إيلي عازار، أحد أصحاب حانة Favela في المنطقة، في حديثه لـ"النهار".

  

من أجواء السهر في مار مخايل. (أرشيفية- "النهار").

 

ولم يعد الناس يتجنّبون ارتياد هذه المنطقة، "لا بل شكّل الانفجار دافعاً أكبر للتعاطف معها، ما أدّى لأن يتحرّك أكثر عمل الحانات في المنطقة، فالناس حنّوا على مار مخايل بعد الانفجار"، برأي عازار. وتبقى مار مخايل، رغم كل ما تعرّضت له بعد الانفجار، وجهة الحياة الليلية الأولى في لبنان، والشارع بات حيوياً للمشاة، ولروّاده بالسيارة، إذ يتضمّن أكثر من 45 حانة، عدا عن المطاعم.

ويؤكّد عازار أنّ السيّاح العرب والأجانب من أوروبيين وخليجيين يأتون إلى مار مخايل حالياً. وتعمل جميع المؤسسات السياحية في المنطقة على الاستمرار بتقديم أفضل أنواع الخدمة وأجود الأطباق، تأكيداً للتمسّك بالمنطقة والازدهار بها، حتى إنّ هناك حانات جديدة تُفتح في مار مخايل.

كأصحاب حانات، "نشهد حركة جيدة في الشارع، ومار مخايل ارتدت ثوبها الجديد وعادت وانطلقت أقوى من ذي قبل، وعادت الحياة إليها من جديد، فاللبناني لا يستسلم أبداً"، يورد تشارلي فريم، صاحب حانة Central station.

من أجواء السهر في مار مخايل. (أرشيفية- "النهار").

 

وفي حديثه لـ"النهار"، يستذكر فريم كيف فتح حانته بعد شهر من الانفجار، ليوصّل رسالة كتبها على باب محلّه: "نحن لا نزال هنا وسنقف مجدّداً". ففي أيلول، عندما فتح فريم الحانة مجدداً أنفق من "المال الحيّ"، كما يصف، و"رغم أنّني كنت أدرك الخسارة التي سأتكبّدها نتيجة عدم قدوم أحد للسهر بعد الانفجار لفترة طويلة، لكن الهدف كان إيصال رسالة ثباتنا في المنطقة مهما جرى فيها، فرسالتنا الأساسية لكل العالم ولمَن يريد أن يدمّرنا أنّه لا يمكنكم إنهاء لبنان ولا إنهاؤنا مهما فعلتم".

وقد غاب الناس عن مار مخايل لمدة سنتين بقوا خلالها يتألّمون لدى مرورهم من المنطقة إذ يتذكّرون الانفجار والدمار وجثث الضحايا في الشارع. فكثيرون "عانوا من الفوبيا من مار مخايل ولم يرتادوها لسنتين"، بحسب فريم. 

من أجواء السهر في مار مخايل. (أرشيفية- "النهار").

 

استثمارات سياحية جديدة في مار مخايل

يورد نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والملاهي والباتيسري، خالد نزهة، في حديثه لـ"النهار"، أنّ منطقة مار مخايل بجميع متفرّعاتها التي كانت كاراجات لتصليح السيارات ومحالّ صناعية، باتت منطقة سياحية بامتياز، تغصّ بزوّارها.

وبعد ثلاث سنوات على انفجار المرفأ، عادت مار مخايل الآن بقوة إلى سابق عهدها وإلى عزّها. وتشهد حركة روّاد قوية على مدار السنة، وليس موسمياً فقط، فهي مقصد للمقيمين كما المغتربين، وللأجانب بمختلف أنواعهم.

وعادت صورة مار مخايل أفضل ممّا كانت عليه رغم المعاناة التي عاشها أهالي المنطقة والخسائر التي تكبّدها أصحاب المؤسسات هناك.

من أجواء السهر في مار مخايل. (أرشيفية- "النهار").

 

وتشهد المنطقة نمواً استثمارياً جديداً في مجال الحانات منذ ما بعد الانفجار، وجميع الحالات التي كانت قد تضرّرت من الانفجار واضطرت قسراً إلى إقفال أبوابها، فتحت جميعها. ومَن لم يستطع فتح أبوابه مجدداً، استثمر مكانه مستثمر جديد في حانة جديدة.

لذلك، أثبتت منطقة مار مخايل أنّها وجهة أساسية للحياة الليلية في لبنان على الرغم من كل ما مرت به، وفق نزهة. ولم تعد تشكّل أي مؤشر سلبي لأي مستثمِر فيها، لا بل على العكس، شهدت المنطقة استثمارات جديدة. "فاللبناني بطبيعته لا تعوقه أي أزمة أو انفجار أو ويلات، وهو محبّ للحياة وللسهر".

من أجواء السهر في مار مخايل. (أرشيفية- "النهار").

 

يبدو أن إقدام أصحاب المؤسسات على إعادة فتح حاناتهم في أسرع وقت ممكن، والاستثمار مجدداً وإنماء هذا القطاع في هذه المنطقة بالتحديد، بمثابة إشارة إيجابية لجميع المستثمرين المحليّين للاستثمار في هذا القطاع، وتشجيع لجميع المستثمرين الخارجين والعلامات التجارية التي أقفلت، للعودة إلى لبنان.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم