التفكك يتمدد إلى المصارف... والجمعية مهدَّدة بوحدتها... "الموارد" علّق عضويته وتململ مصرفي من التفرد بالقرارات

تتوسع حفرة الإنهيار يوما بعد يوم، ويستمر مسار التفكك المؤسساتي على جميع المستويات، ويبدو الهبوط الى القعر والإرتطام الكبير، مسألة أشهر قليلة، تلوح بوادره بضياع السلطة والحاكمين، واختلافهم على جميع الملفات الحيوية، والقرارات وتشكيل الحكومة العتيدة. ولا تشذ جمعية مصارف لبنان عن السائد من الاوضاع، فهي التي تعرضت لأقسى انواع النعوت والشتائم في الإعلام وعلى ألسنة الغاضبين في الشوارع والساحات ابان حراك "17 تشرين"، لم تكن في موقع حصين او في موقف تحسد عليه، وكانت الخلافات التي تدب بين اعضائها تحت السيطرة الاعلامية باستثناء "التمرد" الجريء لأمين الصندوق السابق في جمعية المصارف الدكتور تنال الصباح، الذي افصح عن اعتراضه على سلوك مجلس ادارة جمعية مصارف لبنان. فالصبّاح جاهر بموقفه الرافض لأداء الجمعية واتهمها "بالتقاعس في الدفاع عن المصارف، واظهار الضعف امام التهجمات والافتراءات التي طاولت اصحاب المصارف ومساهميها والقطاع عموما، بما أسهم في صناعة رأي عام يشيطن المصارف ويحمّلها معظم المسؤولية عما آلت اليه أوضاع البلاد الاقتصادية والمالية. وهذا ما ساعد بعض الطبقة السياسية والسلطة في جعل المصارف كبش محرقة لذنوب إقترفتها السلطة السياسية والحكومات المتعاقبة بإهدارها نحو 62 مليار دولار في الاعوام العشر المنصرمة بما تسبب بفجوة مالية في موجودات مصرف لبنان أدت الى قصم ظهر الليرة".رسائل الصبّاح الاعلامية وتنبيهه المصارف الى أن الامور لا يمكن ان تستمر بالاستسلام المطلق والتفرد بالقرارات وعدم محاورة المودعين والقبول بتسويات تهدم القطاع المصرفي اللبناني لم تجد آذانا صاغية عند أهل الجمعية، فتراكمت الخلافات وتوسعت الى ان فجّر رئيس مجلس الإدارة - المدير العام لبنك الموارد الوزير السابق مروان خير الدين قنبلة تعليق مصرفه عضويته في الجمعية للاسباب عينها تقريبا التي كان الصبّاح يسجل اعتراضاته عليها. فهل انتهى عصر "القطاع الذهبي" الذي كان درّة عين الاقتصاد وفخر الصناعة اللبنانية؟ وهل نحن امام...