الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بعد التقلبات الحادّة في السوق... على أيّ أسهم يمكنك الاعتماد في محفظتك؟

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
ينبغي للمستثمرين الأفراد في هذه الظروف الضاغطة مالياً واقتصادياً إيجاد خطّة بديلة، بعد أن توقّف ارتفاع الأسهم الذي كان يعزّز أرصدة صناديق التقاعد في وقت مبكر من هذا العام، وبعد أن وصل إلى نهاية حادّة في 13 حزيران؛ ومن أسباب ذلك انزلاق مؤشّر "S&P 500" أخيراً إلى سوق هابطة، وهو تعبير يُشير عموماً إلى إغلاق السوق على أقلّ من 20 في المئة من ذروته.
 
 


بناءً عليه، يبدو الوضع أسوأ بكثير بالنسبة إلى العديد من المستثمرين، فأسهم شركات التكنولوجيا الضخمة هبطت بشدّة منذ تاريخ بلوغ مؤشر "ستاندرد آند بورز500" ذروته في 3 كانون الثاني، مع انخفاض أسهم منصّات شركة "ميتا بلاتفورمز" بأكثر من 50 في المئة، وأسهم "أمازون" بـ39 في المئة، وبعد أن خسرت أسهم كلّ من "مايكروسوفت" و"أبل" و"ألفابيت" نحو ربع قيمتها. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مؤشر "ناسداك" المركّب تراجع 32 في المئة عن قمّته في العام الماضي، وفق ما جاء في تقرير "بلومبرغ".

وليس بعيداً عمّا تقدّم، تُشير المعلومات إلى أن الوضع يشمل العملات المشفّرة أيضاً على صعيد التراجعات والاضطرابات، ممّا يُمكن أن يجعلنا مستثمرين أكثر عاطفيّة، ونتأثر بجميع هذه العوامل، سواء أدركنا ذلك أم لا.

يمكننا الإشارة في هذا المجال إلى إحدى طُرق تأثير العواطف في سلوك الاستثمار، وتتمثّل بشعورنا بالخسائر بشكل أكثر كثافة ممّا نتصوّر المكاسب؛ فرؤية صندوق مؤشر "S&P 500" ينخفض بنسبة 20 في المئة يمكن أن يُلقي بظلاله سريعاً على حقيقة أنّ المؤشر قد سجّل عائداً بنحو 70 في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية.

وإذا كان المستثمر قد ثبت على امتلاك محفظة متنوّعة لسنوات، فلا داعي لأن يزعج نفسه بسبب أيّ أخطاء كبيرة في الوقت الحالي، فقد يكون أفضل ردّ على السوق الهابطة هو الالتزام بالخطة المرسومة والمعتمدة. وإذا كان يرغب في الاستمرار باستثمار القليلّ من راتبه كلّ شهر فهو على الأقلّ يشتري الأسهم بسعر أرخص الآن.

لكن يُمكن للقلق الذي يشعر به أن يدفعه إلى إلقاء نظرة فاحصة على تركيبة محفظته ومستوى المخاطر التي تنطوي عليها؛ فهذا هو الوقت المناسب للسؤال عمّا إذا كان مرتاحاً حقاً لهذه المخاطرة، وعمّا إذا كان من المحتمل أن يخدمه جيّداً عبر العديد من دورات السّوق، وليس فقط خلال فترات الصعود. وعليه أن يبدأ بسؤال نفسه حول ما إذا كان يعتمد على قطاع واحد فقط أو على مجموعة من الأسهم الرائجة.

في السنوات العديدة الماضية، اتّجه المستثمرون بشكل كبير إلى أسهم التكنولوجيا، واستمرّوا بذلك بعد الهبوط الكبير، حيث لا تزال أكبر خمسة أسهم مدفوعة بالتكنولوجيا في "S&P 500" تشكّل أكثر من 20 في المئة من مؤشر الرسملة السوقيّة المرجحة.

إلى ذلك، شهدت الأسواق مراهنات كبيرة، قام بها العديد من المستثمرين، خاصة أولئك الذين اختاروا الأسهم الفرديّة، وأصبحوا مكرّسين بشكل مفهوم للأسهم الشعبية مثل "تسلا"، التي حققت مكاسب كبيرة لهم، وهي ظاهرة تُعرف باسم الترسيخ في عالم التمويل السلوكيّ.
ويقول ديفيد أليسون، من شركة "أليسون" لإدارة الثروات: "تعتقد أن الشركة سترتفع من أيّ تقلّبات أخرى، فيرتكب الناس خطأ كبيراً بعدم تحقيق مكاسب على طول الطريق، وعندما ينهار سهم ما بنسبة 30 في المئة أو 50 المئة يتحسّرون".

حين يرى أليسون أحد عملائه متسمّراً في مكانه، قد يطلب إليه تحديد حدّ أقصى من محفظته بالدولار يرغب بربطه بالسّهم، فيوافق العميل أنّه في كلّ مرّة ترتفع فيها القيمة لأعلى من ذلك المبلغ، يُمكنه البيع بهدف التنويع في مجالات أخرى.

وإذا كنت تملك كثيراً من أسهم التكنولوجيا، فقد لا ترغب في بيعها الآن، لأنّ أسعارها تراجعت، لكن فكّر في طريقة تقليص مساحتها وحجمها في محفظتك، وطبّق طريقة التفكير عينها في المستقبل على القطاعات ذات الأداء الجيّد الآن. مثلاً: أسهم الطاقة المدرجة في مؤشر "ستاندرز آند بورز 500" حققت عوائد تجاوزت الـ50 في المئة هذا العام ودفعتها صدمة إمدادات الطاقة مع انتهاء الحظر الناجم عن كورونا وحرب روسيا في أوكرانيا. وبالرغم من احتمال أنّه ما يزال هناك أفق لمثل هذه الأسهم، فإنه يجب التيقظ حيال الاعتماد المفرط على أيّ سهم رابح.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم