الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الساسة أنقذوا رؤوسهم وعلّقوا رأس المصارف على مقصلة الشعب: تقاطع مصالح يحرك غضب المودعين...فمَن سيضبط التفلت؟

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
تحركات احتجاجيّة أمام المصارف (نبيل إسماعيل).
تحركات احتجاجيّة أمام المصارف (نبيل إسماعيل).
A+ A-
فجأة تحرك كل شيء صعودا. الدولار ساحقا بقايا الليرة وقابضيها، وقرارات قضائية، إستدعاءات واتهامات، ملتبسة في الشكل والمضمون، وأخبار مستغرَبة وبالغة الخطورة وافدة إعلامياً من الولايات المتحدة حول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تتهمه بما لا طاقة له على حمله، إلى غليان في الشارع طال انتظاره، وإذ به يأتي مزمجرا على غير عهد اللبنانيين به، حاملا رسائل وتهديدات و"دواليب" نارية للمصارف، وممارسا ما لا ينفع في تحصيل الحقوق، ولا في استعادة المنهوب، بل يزيد تعميق الأزمة، ويكبّد المصارف التي استهدفتها الجموع الغاضبة في منطقة بدارو، مبالغ طائلة لإصلاح فروعها وصيانتها، بعد إحراق مداخلها وواجهاتها وتكسيرها وآلات الصراف الآلي فيها.مَن يحرك مَن؟ ولِمَ اليوم؟ ماذا تغير حتى تنام الملفات القضائية للمصارف شهورا ثم تستيقظ فجأة، ويغطّ الشارع في سبات عميق، وصمت مريب، لينهض فجأة مهددا بإحراق مصارف لبنان وبيوت أصحابها ومديريها، وممتلكاتهم الخاصة والمصرفية، في مَشاهد لم يرَ اللبنانيون مثيلا لها أيام فوضى الحرب الأهلية، وسقوط الدولة، ويعِد منظمو الغضب الممنهج، باستمرار "تأديبهم" للقطاع المصرفي، محمّلينه وحده، وإن كان غير بريء كليا، مسؤولية ضياع ودائعهم وجنى أعمارهم، وسقوط الليرة وانهيار الاقتصاد؟كل ذلك يحصل، وبعض السلطة، ان لم يكن شريكا في حراك الشارع، فهو حتما من محرضيه، وبأفضل الحالات الصامت والساكت الأكبر على توسع رقعة الإنهيار الاقتصادي والإجتماعي، ولا سمح الله الأمني، إرضاء لمصالحه الخاصة أو الحزبية، أو طموحاته السياسية، ولا يعير مصير الناس ولقمة عيشها أي اعتبار، أو اهتمام. وتتداخل هويات هؤلاء ما بين سياسيين ورجال اعمال في الداخل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم