التخبّط الرسمي اللبناني مستمر حيال "كاريش"... الخط 29 وراء هوكشتاين... ويفاوض على تقاسم الـ 860 كلم2

يستمر لبنان الرسمي بالتخبط حيال أزمة "سقوط كاريش" بكامله بما يحويه من ثروات غازية وغيرها في قبضة الإسرائيلي. فمن جهة لا تملك السلطة اللبنانية القدرة على تسويق الفكرة، وحقيقة موافقتها عليها، لدى العامة، حيث يتشكل رأي عام شعبي مناهض للتخلي عن كنز نفطي بهذا الحجم، ومن جهة أخرى، تحرص على عدم إغضاب الوسيط الأميركي الذي تبين أنه يملك موافقات لبنانية مباركة من القوى الأساسية الفاعلة في هذا الملف داخل لبنان.ما نشرته "النهار" قبل يومين، أن "الخط 29 صار في خبر كان"، أكدته وصادقت عليه تسريبات وتصريحات المسؤولين اللبنانيين، فيما اتفاق الإطار الذي بدأت به المفاوضات تحت الرعاية الأميركية، كان واضحا في ما خص التفاوض على الحدود البحرية، التي تبدأ وفق الإتفاق من الخط 23 حصراً. أما أهل الحكم في لبنان فلم يتفاجأوا بما آلت اليه الأمور "لأنن دافنينو سوا" وهم وليس غيرهم الموجودون في الحكم اليوم، مَن جالس الاميركي وفاوضه، وناقشه، وساومه، ووافقه على عرضه وبنى معه التسوية، وأخرج الإتفاق.رئيس الجمهورية لم يوقع المرسوم 6433 منذ ما يقارب السنتين. رئيس الحكومة اعلنها جهارا أن الخط 29 هو خط تفاوضي وهمس بموافقته على الخط 23. أما رئيس مجلس النواب، فرفض تحويل جلسة انتخاب اللجان النيابية، الى جلسة لمناقشة موضوع وطني طارىء، بحجم استيلاء إسرائيل على "كاريش" بالكامل، بحجة أن النظام الداخلي للمجلس النيابي لا يسمح بذلك. وقد سبقه مستشاره الى التصريح بان الخط الرسمي للبنان هو الخط 23. متى رُبِط السالف من الأمور بعضها ببعض، يمكن الإستنتاج أنه بوصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان استجابة لاستنجاد السلطة اللبنانية، لن يقدم جديدا، وجعبته خالية من العروض، ولن يبحث في أكثر مما اتُّفِق عليه مع المسؤولين اللبنانيين سابقا، وجلّ ما يمكن فعله،...