ذلّ المواطن في السوبرماركت وحبال الدعم... الويل إن جاع الناس وسقط الأمن!
05-03-2021 | 18:39
المصدر: "النهار"
في السوبرماركات الوضع جنوني، تهافتٌ على المواد المدعومة بشكل غير مسبوق، وكأن ساعة الصفر أتت، والدعم رُفع. أوساط السوبرماركات تقول إنها تتألم من هذه المشهدية، وأوساط وزارة الاقتصاد قالت إنّ حديثاً شديد اللهجة حصل مع معنيين. أمّا المواطن- الضحيّة، إمّا أنّه يخزن المواد الغذائية المدعومة بعد أن لامس الدولار عتبة الـ10000 ليرة لبنانية، أو أنّه يشتري أكثر من حاجته لبيع المواد المدعومة وتحقيق الأرباح، أو أنّه فعلاً يشتري حاجته التي باتت غير متوافرة.
فيديو كيس الـ"نيدو" في "سبينيس" انتشر وحقق أرقاماً قياسية من المشاهدات، وفيديوهات أخرى تناقلها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي. لقد كُتب كثيراً عن انفجار اجتماعي في لبنان، والحال أنّ انفجارات تدريجية تحصل منذ بدء الأزمة. إن كانت معدلات الفقر تجاوزت الـ55 في المئة من الشعب اللبناني، فإن تدهور القدرة الشرائية طاول كل من يتعامل بعملته الوطنية.
وفي المصرف المركزي مشكلة أكبر، دولارات الاحتياطي تستنزف، والحل لتمديد الوقت ربما هو في المماطلة قدر الإمكان بفتح الاعتمادات، هذا ما حصل مع باخرات الفيول، وهذا ما يحصل بملفات مستوردي المواد الغذائية، إذ أكّد نقيبهم، هاني بحصلي، في اتصال مع "النهار" أنّ "مشكلة تراجع الكميات المدعومة في الأسواق سببها تأخر مصرف لبنان بفتح الاعتمادات، فيعلق الملف لأسابيع وأشهر وبعضها يبقى أحياناً ثلاثة أشهر. وإذا كانت الباخرة قد أتت والمواد المستوردة أصبحت في مستودعه، إلّا أنّ المستورد يتخوف من توزيع بضاعته قبل الحصول على مواد الدعم، لأنّ بيعها على سعر 3900 ليرة لبنانية للدولار الواحد، إذا اصطدم برفص الملف، سيكبّد التجار خسائر".
أمام هذا الواقع تتسلم السوبرماركات السلع المدعومة "بالقطّارة"، ويقول نقيب أصحاب السوبرماركات، نبيل فهد لـ"النهار" إنّ "الكميات المدعومة التي تسلّم للسوبرماركت تراجعت بشكل ملحوظ، بحيث أنّ بعضها لا يغطي إلّا 10 في المئة من الطلب".
ويلفت فهد إلى أنّ "المواطن أيضاً يقوم بشراء كميات كبيرة بهدف التخزين، ولهذا السبب وضعنا كوتا لبعض السلع، لكن أيضاً هناك من يستغل الظرف ويشتري السلع عينها أكثر من مرّة، ومن المرجح أنّه يقوم بإعادة بيعها ويحقق الأرباح". وشرح أنّ "المشكلة تتفاقم حالياً، بخاصة بالنسبة للزيت والحليب والسكر، أمّا باقي المواد المدعومة مثل العدس فلا تهافت عليها"، وتنهد النقيب فهد قائلاً إنّ "التشنج ارتفع كثيراً عند الزبائن، وبالطبع هناك مشاكل تحصل في السوبرماركات للحصول على مواد مدعومة".
ولدى استطلاعنا لحال بعض السوبرماركات، قالت مصادر في "رمّال" إنّ "كميات المواد المدعومة قليلة جدّاً، وما إن نضعها على الرفوف حتى يُقبل عليها الزبائن بشكل رهيب، كما إنّ الشركات التي تسلمنا مواد مدعومة قلّلت الكمية، ونحن لدينا تقريباً 6000 زبون، والكميات تكفي كحد أقصى 2000 زبون".
وكان قد انتشر فيديو فيها يُظهر عدداً من الزبائن يتهافت على المواد المدعومة في الكراتين عند "رمال" فرع خلدة، قبل أن يقوم الموظف بتفريغها على الرفّ.
وبحسب مدير في سوبرماركت عون، فإنّ "كميات المواد المدعومة المسلمة لنا انخفضت أكثر من 70 في المئة، والطلب عليها كبير جدّاً لأن الزبائن متخوفون من الأوضاع، ويحاولون الاستحصال على أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية للتخزين". ولفت إلى أنهم "يشعرون بالإحراج والإهانة عندما يأتي زبون ويطلب بإلحاح مادة مدعومة باتت غير موجودة لديهم".
وفي وقت سابق، حمّل المدير العام لـ"سبينيس" حسّان عزالدين "مسؤولية الشحّ في البضائع الى تأخر الدفع من المركزي، ولذلك لا يستطيع التّجار تسليم كل الكميات المدعومة".
لا يمكن لأحد أن يتنبأ ماذا سيحمل الغد، وإلى أي درك ستتدحرج الأوضاع. لا سقف للانهيار في غياب التنظيم، واتخاذ القرار، ووضع الخطط وتطبيقها. مصير الليرة معلّق كما احتياطي المركزي وأموال المودعين.
فيديو كيس الـ"نيدو" في "سبينيس" انتشر وحقق أرقاماً قياسية من المشاهدات، وفيديوهات أخرى تناقلها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي. لقد كُتب كثيراً عن انفجار اجتماعي في لبنان، والحال أنّ انفجارات تدريجية تحصل منذ بدء الأزمة. إن كانت معدلات الفقر تجاوزت الـ55 في المئة من الشعب اللبناني، فإن تدهور القدرة الشرائية طاول كل من يتعامل بعملته الوطنية.
وفي المصرف المركزي مشكلة أكبر، دولارات الاحتياطي تستنزف، والحل لتمديد الوقت ربما هو في المماطلة قدر الإمكان بفتح الاعتمادات، هذا ما حصل مع باخرات الفيول، وهذا ما يحصل بملفات مستوردي المواد الغذائية، إذ أكّد نقيبهم، هاني بحصلي، في اتصال مع "النهار" أنّ "مشكلة تراجع الكميات المدعومة في الأسواق سببها تأخر مصرف لبنان بفتح الاعتمادات، فيعلق الملف لأسابيع وأشهر وبعضها يبقى أحياناً ثلاثة أشهر. وإذا كانت الباخرة قد أتت والمواد المستوردة أصبحت في مستودعه، إلّا أنّ المستورد يتخوف من توزيع بضاعته قبل الحصول على مواد الدعم، لأنّ بيعها على سعر 3900 ليرة لبنانية للدولار الواحد، إذا اصطدم برفص الملف، سيكبّد التجار خسائر".
أمام هذا الواقع تتسلم السوبرماركات السلع المدعومة "بالقطّارة"، ويقول نقيب أصحاب السوبرماركات، نبيل فهد لـ"النهار" إنّ "الكميات المدعومة التي تسلّم للسوبرماركت تراجعت بشكل ملحوظ، بحيث أنّ بعضها لا يغطي إلّا 10 في المئة من الطلب".
ويلفت فهد إلى أنّ "المواطن أيضاً يقوم بشراء كميات كبيرة بهدف التخزين، ولهذا السبب وضعنا كوتا لبعض السلع، لكن أيضاً هناك من يستغل الظرف ويشتري السلع عينها أكثر من مرّة، ومن المرجح أنّه يقوم بإعادة بيعها ويحقق الأرباح". وشرح أنّ "المشكلة تتفاقم حالياً، بخاصة بالنسبة للزيت والحليب والسكر، أمّا باقي المواد المدعومة مثل العدس فلا تهافت عليها"، وتنهد النقيب فهد قائلاً إنّ "التشنج ارتفع كثيراً عند الزبائن، وبالطبع هناك مشاكل تحصل في السوبرماركات للحصول على مواد مدعومة".
ولدى استطلاعنا لحال بعض السوبرماركات، قالت مصادر في "رمّال" إنّ "كميات المواد المدعومة قليلة جدّاً، وما إن نضعها على الرفوف حتى يُقبل عليها الزبائن بشكل رهيب، كما إنّ الشركات التي تسلمنا مواد مدعومة قلّلت الكمية، ونحن لدينا تقريباً 6000 زبون، والكميات تكفي كحد أقصى 2000 زبون".
وكان قد انتشر فيديو فيها يُظهر عدداً من الزبائن يتهافت على المواد المدعومة في الكراتين عند "رمال" فرع خلدة، قبل أن يقوم الموظف بتفريغها على الرفّ.
وبحسب مدير في سوبرماركت عون، فإنّ "كميات المواد المدعومة المسلمة لنا انخفضت أكثر من 70 في المئة، والطلب عليها كبير جدّاً لأن الزبائن متخوفون من الأوضاع، ويحاولون الاستحصال على أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية للتخزين". ولفت إلى أنهم "يشعرون بالإحراج والإهانة عندما يأتي زبون ويطلب بإلحاح مادة مدعومة باتت غير موجودة لديهم".
وفي وقت سابق، حمّل المدير العام لـ"سبينيس" حسّان عزالدين "مسؤولية الشحّ في البضائع الى تأخر الدفع من المركزي، ولذلك لا يستطيع التّجار تسليم كل الكميات المدعومة".
لا يمكن لأحد أن يتنبأ ماذا سيحمل الغد، وإلى أي درك ستتدحرج الأوضاع. لا سقف للانهيار في غياب التنظيم، واتخاذ القرار، ووضع الخطط وتطبيقها. مصير الليرة معلّق كما احتياطي المركزي وأموال المودعين.
مشاهد إشكالات السوبرماركت استثارت الخيال الأسود، فالويل إن جاع الناس، وسقط الأمن!