الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المطاعم تشقى لتأمين المازوت... ماذا عن سلامة الغذاء في ظل انقطاع الكهرباء عن براداتها؟

المصدر: النهار
فرح نصور
المطاعم تشقى لتأمين المازوت (تعبيرية- مارك فياض).
المطاعم تشقى لتأمين المازوت (تعبيرية- مارك فياض).
A+ A-
لم يترك انقطاع المازوت قطاعاً إلّا وآذاه، ابتداءً بالزراعة، مروراً بالصناعة، وصولاً إلى السياحة حتى المطاعم.
 
 تتكبّد المطاعم خسائر جمّة هذه الأيام لاضطرارها إلى رمي الأطعمة التي تفسد، بسبب عدم تأمين الكهرباء للبرادات وأماكن تخزين السلع، خصوصاً الحيوانيّة. لهذا، تضطرّ مؤسسات كثيرة إلى الإقفال يوميّاً أو لساعات محدّدة للسبب نفسه.
 
في المقابل، تزداد حالات التسمّم الغذائيّ لدى روّاد المطاعم، الذين يتناولون سهواً أو عمداً أطعمة غير سليمة؛ والسبب في ذلك انقطاع التيار الكهربائي. وقد يكون ذلك بعلم أصحاب المطاعم أو من دون عملهم، فيما تبقى النتيجة واحدة. 
 
يُفيد مدير أحد المطاعم في مار مخايل بأنّه يواجه صعوبة كبيرة في تأمين المازوت لتسيير شؤون مطبخ مطعمه، لا سيّما البرادات. فكهرباء الشركة الرسميّة لا تأتي نهائياً، ويُضطرّ إلى شراء المازوت كلّ يومين من السوق السوداء، في وقت لا يُمكن للمطعم أن يطفئ الكهرباء عن البرادات نهائياً.
كذلك يُشير المدير نفسه إلى ما يُواجهه من تكاليف صيانة المولّد وضرورة إطفائه ليرتاح، إلى جانب تكلفة المازوت المرتفعة، بعد أن وصل سعر صفيحة المازوت في السوق السوداء إلى 270 ألف ليرة.
 
ويؤكّد المدير أنّه "حتى الآن، قادرون بصعوبة على تأمين الكهرباء، لكن قد نصل إلى ما وصل إليه سوانا من المطاعم التي اضطرت إلى إقفال أبوابها لأيام أو لساعات خلال اليوم". وبرأيه، بعد انقضاء الموسم الصيفيّ، ومع عودة السيّاح والمغتربين إلى بلدانهم، سيكون من الصعب تأمين المازوت كما يحصل الآن، و"مع غياب الزبائن ستضطرّ المطاعم إلى إقفال أبوابها لبضعة أيام أو بحسب ما توافر المازوت".
 
ولناحية تخزين الغذاء وسلامته، يعمل المطعم على التقليل من تخزين الأطعمة "إذ يهمّنا سلامة زبائننا، وندرك أنّ هناك العديد من حالات التسمّم الغذائي؛ لذلك سلامة الغذاء لدينا أولويّة، والأمر يعود إلى ضمير أصحاب المؤسّسة"، وفق تعبير المدير.
 
في السياق نفسه، تقول غادة حمادة، المسؤولة المالية في إحدى الشركات المالكة لسلسلة من المطاعم، إنّ "أصحاب المولّدات تُوقف الإمداد بالكهرباء للمطاعم بعد منتصف الليل، أي في وقتٍ تكون فيه البرادات والثلاجات مغلَقة". وتضيف أنّه في أحد مطاعم السلسلة في الحمرا، قُطعت كهرباء الاشتراك نهائيّاً ليومٍ كامل، ما أدّى إلى إغلاق المطعم ورمي جميع الأطعمة، أي تكبّد خسائر إضافية، إذ نضطرّ "أحياناً إلى رمي الأطعمة بسبب انقطاع الكهرباء" احتراماً لصحّة الزبائن وسلامتهم.
 
في هذا الإطار، وبسبب الانقطاع المستمرّ للكهرباء، وضعت الإدارة استراتيجية تقضي بعدم تخزين المأكولات جرياً على عادتها، لعدم تكبّد المزيد من الخسائر. و المازوت كغيره من السلع يفرض زيادة في أسعار الأطباق "لكن لم تعد هنا المشكلة، فالأزمة أكبر من زيادة على أسعار الأطباق بكثير"، بحسب حمادة، التي تُشير إلى أنّ أسعار الاشتراك تتفاوت بين المناطق، خصوصاً في المناطق التي يحتكر فيها صاحب المولد توزيع الكهرباء. وتروي أنّ أحدث فاتورة اشتراك في مولّد بلغت 45 مليون ليرة، وتخصّ مطعمٍاً واحداً من مطاعم الشركة؛ وهو "رقم صادم، فالمازوت يُشترى من السوق السوداء، ومع هذه الفواتير الهائلة والخسائر المتزايدة، تسأل الإدارة نفسها إذا ما كان يستأهل استمرار مطاعمها مع هذه الخسائر كلّها".
 
وبنظرها، "مهما رُفعت الأسعار، فإنّ هامش الربح شبه معدوم، والأمور تتّجه نحو الأسوأ، والأرقام لا تبشّر بالخير مطلقاً"، مضيفةً أنّ المازوت من مقوّمات عمل أيّ مؤسسة، وإن لم يكن متوافراً في الأيام المقبلة، فوضع المطاعم سيكون أصعب بعد مغادرة السيّاح والمغتربين". ففي مؤسّسات عديدة من قطاعات مختلفة، هناك إقفالات مؤقتة أو يومية بسبب انقطاع المازوت. 
 
ماذا عن سلامة  الغذاء  في المطاعم في ظل انقطاع الكهرباء عن البرادات؟ 
 
تتوقّف ريم حمزة الاختصاصيّة في التغذية وسلامة الغذاء عند تأثير انقطاع التيار الكهربائي في سلامة الغذاء، وتؤكّد وجوب الاحتراز من تناول الطعام الجاهز؛ فلو اعتبرنا جميع المنتجات الغذائيّة من لحوم ودجاج وسواها ذات مصدر موثوق، ومحفوظة بشكلٍ سليم، يبقى تناول الطعام في المطاعم حسّاساً للأسباب المذكورة، وقد أصبحنا نسمع بكثير من حالات التسمّم الغذائيّ.
 
وبما أنّه لا يمكن التأكّد من سلامة الغذاء في المطاعم في هذه الأحوال المتردّية، يُصبح من المفضّل الالتفات إلى بعض الأمور لدى تناول الطعام في المطاعم؛ فالنصيحة أن نتثبّت من برودة المأكولات الطازجة من الحبوب والخضراوات حتى نعلم أنّها كانت في البراد. فمن الثابت أن الأغذية المختلفة، خصوصاً المطبوخة، مكان مثالي لتكاثر البكتيريا بشكلٍ مكثّف، في ظلّ درجات حرارة من 5 إلى 63 درجة مئوية؛ لذلك يتوجّب على أصحاب الشأن حفظ جميع الموادّ الغذائية في البرّاد تحت درجة 5 مئوية؛ والأمر الأكثر خطورة على السلامة الغذائية، وفق حمزة، هي المأكولات الساخنة، مثل البرغر والمشاوي، إذ يجب أن تكون مطهوّة بالكامل وساخنة جداً، بما أنّه لا يمكن معرفة مستوى الجراثيم في الطبق والناتجة من خلل في الحفظ أو عدم التبريد السليم. وطهو المأكولات لا يقضي على الجراثيم بشكل تام، والأمر يتعلّق بكمية الجراثيم الموجودة أساساً قبل الطهو.  
 
وتساوي حمزة في حديثها بين طعام المطاعم وطعام المنازل بالنسبة إلى حفظه صحيّاً، وتشرح بأنّ الفرد يمكن أن يتسمّم من طعام منزله إن لم يكن مبرّداً ومحفوظاً بناءً على قواعد صحيّة. 
 
وفي ظلّ انقطاع الكهرباء وعدم توافرها 24/24 ساعة، لا سيّما في المطاعم، تؤكّد حمزة أنّه يمكن حفظ الأطعمة في البراد من دون كهرباء لما يقرب من 4 ساعات. وإذا قمنا بإجراءات لتعزيز التبريد مثل ملء البراد بأكياس من الثلج، فقد تطول هذه المدّة قليلاً، باستثناء الأطعمة الأكثر عرضة للتلف مثل اللحوم النيئة والدجاج النيء ومشتقات الألبان والأجبان والبيض. لذلك، على الجميع الحذر عند ارتفاع درجة الحرارة في البراد، لأننا ندخل في دائرة الخطر لناحية تكاثر الجراثيم؛ وبالتالي بعد 4 ساعات من انقطاع الكهرباء، يُنصح برمي الأطعمة هذه. 
 
وتنصح حمزة بعدم تخزين الطعام بكميّات كبيرة في البرادات، سواء في المطاعم أو في المنازل، طوال فترة انقطاع التيار الكهربائي، لا سيّما الألبان والأجبان؛ فمع الانقطاع الطويل والمتكرّر للكهرباء خلال اليوم، يجب رمي الألبان والأجبان فوراً، خصوصاً اللبنة. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم