السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أوكرانيا: حصاد القمح يهدّده القصف ونقص الوقود

المصدر: "أ ف ب"
حقل قمح في مزرعة بجوار قرية راي أولكساندريفكا الأوكرانية (1 تموز 2022 - أ ف ب).
حقل قمح في مزرعة بجوار قرية راي أولكساندريفكا الأوكرانية (1 تموز 2022 - أ ف ب).
A+ A-
يقف المزارع سيرغي ليوبارسكي في أحد حقول القمح الضخمة الخاصة به في جنوب شرق أوكرانيا، متسائلاً كيف سيتمكّن من حصاد محاصيله، في ظلّ نقص الوقود وخطر القصف الروسيّ. "يبدأ الحصاد عادة في 15 تموز"، يقول، "لكنّ الديزل باهظ الثمن، هذا إن وُجد".
 
حصّادته القديمة متوقّفة في مزرعته في بلدة راي اولكساندريفكا الواقعة قرب مواقع تسيطر عليها القوات الروسيّة، على الجانب الآخر من التلّ، على مسافة نحو 30 كيلومترا غرب مدينة لوغانسك.
 
يزرع ليوبارسكي 170 هكتاراً من الأراضي، ينتج معظمها القمح لكن أيضاً الشعير ودوّار الشمس، وكلّها حبوب ارتفعت أسعارها في الأسواق العالمية خصوصاً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا التي تعتبر مُنتجاً رئيسيّاً للقمح في العالم. لكنّه أُجبر على ترك 40 هكتاراً بوراً. "لم نتمكّن من شراء بذور الذرة لأنّ الحرب كانت قد بدأت"، يروي، وقد استغرق وصول البذور المستوردة ما يصل إلى شهرين.
 
ويوضح أنّ الأرض غير المزروعة راهناً "يستخدمها الجيش جزئيّاً لتخزين معدّات عسكريّة"، فيما يشير إلى تلّة قريبة ويقول: "انظروا، الجنود الروس هناك، على مسافة ثمانية كيلومترات".
 
أما بالنسبة إلى القمح، فإن الوقت ينفد. ويقول ليوبارسكي: "يمكننا الانتظار حتى 10 آب على أبعد تقدير، لكن بعد ذلك التاريخ، ستَيْبس الحبوب وتسقط على الأرض".
 
 
"عود كبريت"
كذلك، يعتقد مزارع آخر هو أناتولي مويسينكو من البلدة نفسها، أنّ الأمور غير مؤكّدة. ورغم أنّ لديه ما يكفي من الديزل لحصاد قمحه، فهو قلق من تقدّم القتال. ويقول إنّ "المشكلة هي الحرب". وفيما كان جنود أوكرانيّون يزيلون رأس صاروخ سقط على ما يبدو في حقله، سأل: "هل يكون الحصاد ممكناً أم أنّ الصواريخ ستسقط مجدّداً؟".
 
ويضيف مبتسماً أنّ الحصاد "يشبه إلى حدّ ما لعب البوكر".
 
في بلدة ريزنيكيفكا المجاورة، يعلم ياروسلاف كوخان أنّه فقدَ بالفعل 40 هكتاراً من حقول القمح التي يملكها. فعادةً، يهتمّ ابنه بالحصاد، على ما يقول، لأنّ المتقاعد البالغ 61 عاماً لم يعد يستخدم الجرّار الزراعي أو الحصّادة.
 
لكن في العام 2014، ذهب ابنه للعيش في كراسنودار في جنوب روسيا، في السنة نفسها التي ضمّت فيها موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عقب انتفاضة شعبيّة في كييف. ويروي كوخان أنّ ابنه اعتاد المجيء بالسيارة مرّات عدّة في السنة لزرع القمح وإزالة الأعشاب الضارّة ثمّ حصاده.
 
لكن هذا العام "كان من المقرّر أن يأتي إلى أوكرانيا في 25 شباط، وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلاده، لكنّ الحرب اندلعت في اليوم السابق"، يقول. لذلك لم يأتِ. ولو حصل ذلك لما كان بمقدوره العودة إلى منزل عائلته في روسيا لأنّ الذكور الأوكرانيّين الذين تراوح أعمارهم بين 18 عاماً و60 عاماً لا يمكنهم مغادرة البلاد بسبب التجنيد العسكريّ.
 
ماذا سيحل بقمحه؟
 
يقول كوخان بحزن وهو ينظر إلى الحقل خلف منزله: "أعتقد أنّ عود كبريت سيفي بالمهمّة".
 
من جانبه، ما زال ليوبارسكي يأمل أن يتمكّن من حصاد قمحه ويفكر في زهور دوار الشمس المقرر حصادها في أيلول، ويقول: "بحلول ذلك الوقت، آمل أن يكون قد حلّ السلام!".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم