الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العودة إلى الحطب تتصدّر المشهد... "كلفة الدفاية والصوبيا نار" بالأرقام

المصدر: النهار
فرح نصور
مدفأة حطب (تصوير مارك فيّاض)
مدفأة حطب (تصوير مارك فيّاض)
A+ A-

مَن لا يسأل عن كلفة التدفئة على أبواب الشتاء، مع رفع الدعم عن المحروقات، لاسيّما الغاز والمازوت، المادّتان الأساسيتان لأجهزة التدفئة المعتمَدة في منازل اللبنانيين. وقد انضمّ إليهما هذا العام الحطب، كمادّة أساسيّة للتدفئة، بحيث يتّجه عدد كبير من اللبنانيّين إلى الاستعاضة عن مدفآت الغاز والكهرباء وصوبيات المازوت، إلى صوبيات الحطب، بغية التوفير.

كيف ستكون كلفة التدفئة هذا الشتاء؟ 
لدى السؤال عن الأسعار، لم تعد حتى الليرة بالتداول. في جولة على بعض المؤسّسات التي تبيع أجهزة التدفئة بحثاً عن الأسعار، نلحظ خيارات متنوّعة من المدفآت والصوبيات، إذ حتى هذه الأخيرة بات بعضها يعمل على الغاز. وينوّع التجّار أجهزة التدفئة هذه بما يتناسب مع الوضع الاقتصاديّ الصعب، من حيث توفير الاستهلاك، إلّا أنّ الأسعار بالدولار تبقى هي المشكلة، مهما تنوّعت السلع.
 

غيّر جورج غيّة وسيلة التدفئة التي اعتمدها لخمسة أعوام، فتحوّل إلى استخدام مدفأة الحطب "بغية التوفير، فسعر طنّ المازوت باهظ جداً وبالدولار، لذا ارتأيت أن أشتري بهذا المبلغ مدفأة حطب مع طنّين من الحطب لأتدفّأ بها طيلة الشتاء"، يروي غيّة.
 
وفيما يسكن الرجل في الجبل، يرى أنّ "اقتناء صوبيا على الغاز أصبح مكلفاً بشكل باهظ عليّ، فالبرد الشديد يحتاج إلى تدفئة إضافيّة، والحطب متوفّر بشكل دائم في الجبال". ويضيف أنّ "حتّى استخدام التدفئة الكهربائيّة باتت باهظة، إذ أوّلاً لا كهرباء، والاعتماد على كهرباء الاشتراك أيضاً مكلف جداً، لذلك الخيار الأفضل حاليّاً هو تدفئة الحطب".
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
أسعار وسائل التدفئة 
في شرحٍ عن مدفأة الحطب، يوضّح إيلي نجار، صاحب شركة Wood and Gas لمدفآت الحطب، لـ"النهار"، أنّ هناك الصوبيا الخاصّة بمدفأة الحطب يبدأ سعرها من 200 دولار دون الفرن. أمّا المزوَّدة بفرنٍ، فسعرها يبدأ من 350 دولاراً. و"هناك طلب كبير على مدفآت الحطب المزوَّدة بالفرن، لأنّ الناس بذلك يوفّرون في كلفة المحروقات، ويستفيدون من النار الوالعة للطهو في الفرن الموجود في المدفأة، إذ حتّى الغاز بات مكلفاً"، وفق نجّار. 
 
ويبلغ سعر طنّ الحطب حوالى المليونين ونصف المليون ليرة. واستهلاك الحطب يختلف بحسب علوّ المنزل ومدّة الاستخدام. لكنّ المناطق التي يفوق علوّها الـ1500 متر، يحتاج المنزل أقلّه إلى 3 أطنان من الحطب في الشتاء كلّه، لكن تقتصر التدفئة بمدفأة الحطب في غرفة واحدة فقط حيث توجد. 
أمّا سعر صوبيات المازوت، فحوالى الـ600 دولار، لكنّ ميزتها أنّها تغطّي مساحة أكبر من التدفئة من مدفآت الحطب، لكنّ كلفة المازوت مرتفعة، وتشغيلها في قوّتها القصوى يحتاج إلى ليتر ونصف من المازوت في الساعة، وفي قدرتها الدنيا، تستهلك نصف ليتر من المازوت في الساعة.
 
تصوير مارك فياض
 
 وإذا ما احتسبنا تشغيل صوبيات المازوت بمعدّل قوّتها، تستهلك حوالى ليتر من المازوت في الساعة، أي 20 ساعة استهلاك تساوي صفيحة مازوت، في حين أنّ سعر هذه الأخيرة هو حوالى الـ282 ألف ليرة، وتغطّي يومين إلى 3 أيام من التدفئة، حسب الاستهلاك. لذلك، الناس حاليّاً يستبدلون صوبيات المازوت بالحطب. 
 
تصوير مارك فياض
 
وفي إحدى مؤسّسات الأجهزة الإلكترونيّة الكبرى في بيروت، يبدأ سعر مدفأة الغاز من 69 دولاراً وصولاً إلى 170 دولاراً. وعادةً، وخلال استهلاك معتدل، يمكن أن تغطّي قارورة الغاز حوالى 12 إلى 13 يوماً من الاستهلاك. ويبلغ سعر قارورة الغاز حوالى الـ244 ألف ليرة، أي أنّ المواطن قد يحتاج إلى حوالى قارورتي غاز للتدفئة في الشهر، إلى جانب غاز الطهو. 
 
أمّا الصوبيا التي تعمل على المازوت والكهرباء معاً، والتي تروج حاليّاً في الأسواق، فيبدأ سعرها من 980 دولاراً وما فوق، بحسب أحجامها وفقاً للمساحات المطلوبة. وتوفّر هذه المدفأة المازوت أكثر بكثير من مدفأة الغاز، وفق ما يشرح الموظّف في المحلّ، بحيث تستهلك حوالى 0.8 ليتر من المازوت في الساعة. 
 
وهناك مدفآت كهربائية نقالة بأشكال متنوّعة، تعمل على الـresistance، ويبدأ سعرها من 15 دولاراً وما فوق. 
 
تصوير حسام شبارو 
 
ما هو الاستهلاك الأوفر بين جميع أنواع المدفآت؟
يتحدّث مهندس الكهرباء، عامر ياسين، لـ"النهار" أنّ في الأسواق الآن مدفآت تعمل على المازوت والغاز والكهرباء معاً، وتستهلك 10 ليترات من المازوت كلّ 6 ساعات، وهي مناسبة لمنزل بمساحة 200 متر مربع. ومن هذه المدفآت أحجام مختلفة، والحجم الكبير منها يصل استهلاكه إلى 5 ليترات من المازوت في الساعة، لكنّ أعطاله كثيرة وبحاجة إلى صيانة بشكل دائم. 
 
وفي ما يتعلّق بصوبيات الكهرباء والمازوت، فالكهرباء فيها ليست للتدفئة إنّما هي لتشغيل المازوت، بحسب شرح ياسين، إذ يسهّل تشغيل التدفئة كهربائيّاً، إلّا أنّها تستهلك كمية كبيرة من المازوت، وتحتاج إلى ليتر من المازوت في الحدّ الأدنى.  
 
ويلفت ياسين إلى أنّ "حاليّاً، مَن لديه صوبيا على المازوت، يعمل على تحويلها إلى صوبيا على الحطب بهدف التوفير، وهناك توجّه كبير إلى هذا الخيار". ويضيف أنّ صوبيا الغاز عادة توفّر أكثر من المازوت، لأنّ الغاز يستغرق وقتاً أطول كي يشتعل، إلّا أنّ رائحتها قويّة وغير آمنة في المنازل. 
 
تصوير حسام شبارو 
 
وعن المدفأة المركزية في المنزل، فهي تعمل على المازوت، وهي الأكثر أماناً حتى الآن، وفق ياسين، وتستهلك ليتراً من المازوت كلّ ساعة، لمنزلٍ بمساحة 100 متر مربع، وتحتوي على ميزة أنّها تسخّن مياه المنزل في الوقت نفسه. 

أمّا عن مدفأة الكهرباء العادية، فهي حلّ موقّت، وبالأساس لا تغذية من كهرباء الدولة، وكلفة كهرباء الاشتراك باهظة، إذ أنّ سعر كيلوات الكهرباء في الساعة هو 5 آلاف ليرة، أي أنّ ليلة واحدة من التدفئة تحتاج إلى أكثر من 100 ألف ليرة. 
 
لذلك، يخلُص ياسين إلى أنّ "معظم الناس يتّجهون نحو التدفئة على الحطب، غير آبهين للشجر وللبيئة، فهم يئسوا من كلّ شيء، والمهمّ أن يتدفّأوا في الشتاء"، مشيراً إلى أنّ "فعلاً التدفئة كلّها هذا العام صعبة".
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير حسن عسل
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم