الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

عضلات "صيرفة" لم تلوِ ذراع سعر الدولار و"المركزي" يواجه بمفرده وقف المنصة للمؤسسات وحصرها بالأفراد... فماذا يدور في رأس الحاكم؟

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
مصرف لبنان.
مصرف لبنان.
A+ A-
يحاول مصرف لبنان، كعادته، شراء الوقت، وشراء ما أمكن أيضا من الليرات اللبنانية المخزّنة في بيوت اللبنانيين وصناديقهم، محاولا عبر منصة صيرفة "شفط" نصف الكتلة النقدية تقريبا التي وصلت الى حدود 72 تريليون ليرة، بعدما تسرب أنه استعد لهذه الغاية بمليار دولار إستحصل عليها من استثماراته، وشرائه المباشر للدولار من السوق الموازية، لعل وعسى يقدر بذلك على لجم نسبة التضخم، والسيطرة على لجام الدولار، لكبح إندفاعه صعودا بصورة دراماتيكية تنذر بالأسوأ إقتصاديا واجتماعيا.لكن حساب "الحمرا" حيث المقر الرئيسي لمصرف لبنان، لم ينطبق على حساب بعلبك وشتورة وعكار وطرابلس وبيروت، حيث باتت دكاكين الصيرفة غير المرخصة تنبت كالفطر، والصرافون المتجولون والديليفري في الشارع وعلى عينك يا دولة، والجميع يشتري ويبيع دونما حسيب أو رقيب، لمصلحة كبار التجار والممولين، وشاحني العملة الى الخارج، لذا بات تدخل "المركزي" بعضلات صيرفة غير ذي فاعلية، طالما أن لا حدود للطلب على الدولار، و"الشفّاطون" الكبار يشترون بأي سعر، ومن أي كان، ويستبدلون مخزون الليرة لديهم بالعملة الخضراء. فإلى أين؟ وما مصير صيرفة بعد جنون الأمس؟لا أحد يدري ماذا يدور في رأس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فالرجل مر بتجارب عدة، وأمسك بأزمات خطيرة، إستطاع تجاوز انعكاساتها، وخفّف ثقل وطأتها على الليرة والإقتصاد. لكن الأمس غير اليوم، فالرجل "تلاتة بواحد"، ويعمل في الموضوع النقدي منفردا. فلا رئيس جمهورية يتحمل معه ثقل القرارات، ولا حكومة كاملة المواصفات تغطيه، ولا مجلس نيابي يدعم خطواته، بسبب فقدانه الدستوري لِلحق بالتشريع في حقبة الانتخابات الرئاسية، اضافة إلى فقدان الإجماع السياسي حول دوره، وتعرّضه اليومي لشتى الإتهامات من معارضي سياساته النقدية والمالية.تتجه الأنظار حاليا الى الحاكم، محاولة سبر أغوار قراراته المستقبلية: هل يخفض ويحدد السقوف؟ هل يضخ دولارات أكثر في السوق؟ وإلى متى يستطيع الصمود أمام آلة الشفط التي لا ترحم سيولته؟ وهل يتجه الى ايقاف صيرفة، خصوصا بعد قراره المفاجىء امس تخصيص الافراد فقط بمبلغ 100...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم