التقرير الأسبوعي لبنك عوده: تدحرج حاد لأسعار سندات اليوروبوندز إلى أدنى مستوى تاريخي لها وسط مراوحة في الوضع السياسي العام

وسط جمودٍ في مسار التأليف الحكومي وفي ظل استمرار الترقب للتحديات التشريعية التي يواجهها البرلمان الحالي بواقعه المشرذم والتي تعدّ مطلباً أساسياً لإبرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي وتأمين الدعم الدولي المرجوّ، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع صعوداً في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بينما عاودت سوق الأسهم مسلكها التراجعي، وواصلت سوق سندات اليوروبوندز هبوطها الحرّ إلى مستويات دنيا تاريخية، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.

 

في التفاصيل، ارتفع سعر صرف الدولار في السوق الموازية إلى حدود 29600 ل.ل.-29700 ل.ل. يوم الجمعة بعد أن كان قد أقفل على 28450 ل.ل.-28500 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق، في ظل تنامي المخاوف من الوقوع في فراغ حكومي إلى حين بلوغ الاستحقاق الرئاسي في تشرين الأول المقبل وفي ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يرزح تحتها لبنان، ومع استمرار تآكل احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي إلى ما دون 10 مليار دولار، علماً أن استمرار توفر الدولار النقدي عبر منصة "صيرفة" والضخ المتواصل للدولار الإغترابي خلال الموسم السياحي ساهم نسبياً في كبح جماح سعر الصرف.

 

وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، واصلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية هبوطها المدوي إلى مستويات دنيا غير مسبوقة حيث تراوحت بين 5.88 و6.25 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 6.0-6.50 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق وسط مخاوف من اصطدام التشكيل الحكومي في حائط مسدود وعدم توصل المجلس النيابي إلى توافق حول التشريعات الاقتصادية والاصلاحية الملحة. وفي ما يخص سوق الأسهم، سجلت بورصة بيروت تراجعات في الأسعار نسبتها 1.4%، وتقلصت أحجام التداول بنسبة 61% أسبوعياً.

 

 

في سوق النقد: ظلت كلفة الكاش بالليرة في حدود 20% في سوق النقد هذا الأسبوع. توازياً، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 23 حزيران 2022 تقلصاً في الودائع المصرفية المقيمة بقيمة 965 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 830 مليار ليرة وسط انخفاض في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 801 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 29 مليار ليرة، كما انخفضت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 135 مليار ليرة (أي ما يعادل 90 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.).

 

في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً أسبوعياً قيمته 773 مليار ليرة، وسط ارتفاع في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 201 مليار ليرة وتراجع طفيف في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 8 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 7 تموز 2022 اكتتابات في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%).

 

من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 30 حزيران 2022 اكتتابات بقيمة 24 مليار ليرة، كانت من حصة مصرف لبنان بالكامل وانحصرت في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%).

 

في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 38 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 14 مليار ليرة. وعلى المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات خلال النصف الأول من العام 2022 زهاء 6530 مليار ليرة، اكتتب بها مصرف لبنان بالكامل، بحيث استحوذت فئة الستة أشهر على 24.5% منه، تلتها فئة الثلاث سنوات بنسبة 20.1%، ففئة السنة بنسبة 17.6%، وفئة السنتين بنسبة 14.0%، وفئة العشر سنوات بنسبة 12.9%، وفئة الخمس سنوات بنسبة 6.4%، وأخيراً فئة الثلاثة أشهر بنسبة 4.5%.

 

في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 6451 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 79 مليار ليرة خلال النصف الأول من العام 2022.

 

في سوق القطع: وسط مراوحة حكومية ومع استمرار الترقب للخطوات التي ستضع لبنان على سكة التشريع تلبية لمتطلبات صندوق النقد الدولي، شهدت السوق السوداء لتداول العملات صعوداً في سعر صرف الدولار حيث بلغ 29600 ل.ل.-29700 ل.ل. يوم الجمعة بعد أن كان قد أقفل على 28450 ل.ل.-28500 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق، وذلك على الرغم من استمرار العمل بمنصة "صيرفة" والضخ المتواصل لأموال المغتربين خلال الموسم السياحي. توازياً، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصة Sayrafa تراوح بين 25300 ل.ل. و25400 ل.ل. بين 4 و8 تموز 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.

 

في سوق الأسهم: عادت بورصة بيروت لتسلك مسلكاً تنازلياً هذا الأسبوع، كما يستدل من خلال تراجع مؤشر الأسعار بنسبة 1.4%. فمن أصل 7 أسهم تم تداولها، انخفضت أسعار 3 أسهم، بينما ارتفعت أسعار سهمين وظلت لأسعار سهمين مستقرة.

 

في التفاصيل، تراجعت أسعار أسهم سوليدير "أ" بنسبة 1.1% إلى 62.05 دولار، بينما زادت أسعار أسهم سوليدير "ب" بنسبة 1.0% إلى 62.60 دولار. وعلى صعيد الأسهم المصرفية، انخفضت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 19.6% إلى 1.60 دولار. وتراجعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 1.3% إلى 1.48 دولار.

 

في المقابل، زادت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 0.8% إلى 2.50 دولار. وظلت أسعار أسهم "بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2008 و2009 مستقرة عند 24.99 دولار و37.98 دولار على التوالي.

 

وفي ما يخص أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية في بورصة بيروت بنسبة 61.2% أسبوعياً لتبلغ زهاء 10.6 مليون دولار، علماً أنها تركزت على نحو شبه كامل في أسهم "سوليدير".

 

سوق سندات اليوروبوندز: في ظل استمرار تلبّد آفاق التشكيل الحكومي، وبينما يواجه البرلمان اللبناني بتكوينه المفكك صعوبة في تأمين التوافق حول إقرار التشريعات الاصلاحية المطلوبة تمهيداً لإنجاز اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي والبدء بمحادثات بناءة مع حاملي سندات الدين الحكومية، شهدت سوق سندات اليوروبوندز اللبناني تدحرجاً متواصلاً في الأسعار حيث بلغت 5.88-6.25 سنتاً للدولار الواحد بالمقارنة مع 6.0-6.50 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق.

 

وعلى المستوى التراكمي، تكون السندات السيادية قد سجلت تقلصات في الأسعار مقدارها 3.75 إلى 4.38 دولار منذ بداية العام 2022.