هل دخلَ لبنان مرحلة التضخم المفرط؟
06-07-2021 | 17:47
المصدر: "النهار"
أكثر ما يثير خوف اللبناني الآن، هو المستويات التي تتجه إليها أسعار السلع والخدمات في الفترات المقبلة، فمؤشر الأسعار يسلك مساراً تصاعدياً منذ بدء الأزمة الاقتصادية، بحيث ارتفع التضخم بنسبة 119.84 في المئة في أيار 2021 مقارنة بالفترة عينها من العام السابق. وأمام التدهور الحادّ لليرة اللبنانية في السوق السوداء وتدنيها إلى أسفل قاع تبلغه في تاريخها بعد أن وصل الدولار إلى 17600 ليرة، وبدأ التخوف الجدّي من دخول لبنان في مرحلة التضخم الجامح الذي يعني ارتفاعاً هستيرياً في مستويات الأسعار بشكل متواصل، وذلك أكثر من الذي نشهده اليوم. فهل دخل لبنان في مرحلة التضخم المفرط؟ وما اتجاهات الأسعار في الفترة الآتية؟تقلّص النمو الاقتصادي في لبنان بنسبة تجاوزت الـ20 في المئة خلال العام 2020، ما يعني أنّ ارتفاع معدّلات التضخم لم يكن حصيلة سياسات اقتصادية ضخّت أموالاً لإطلاق عجلة الاقتصاد، إنما دخلنا في دوّامة تضخم سلبي. تواصل أسعار السلع والخدمات ارتفاعها، أكان في السوبرماركت أو نقاط البيع العادية، أو في السوق السوداء، فندرة السلع الناتجة عن ندرة الدولار الضروري للاستيراد خلقت أسواقاً سوداء عدّة، ومنها السوق الموازي للبنزين الذي سجّل فيه سعر الـ10 ليترات نحو 180 ألف ليرة لبنانية.توقف دعم السلع الغذائية بشكل عام، فبحسب القيّمين على هذا القطاع لم يدعم المركزي استيراد أي مادة غذائية منذ مدّة، وتوقف إثر ذلك العديد من المستوردين عن تقديم طلبات دعم. في حين يستمر الدعم على ربطة الخبز التي فقدت من وزنها ووصلت إلى 4 آلاف ليرة لبنانية، مرتفعة الأسبوع الماضي مرتين متتاليتين. وإذا كانت معدّلات الفقر قد تجاوزت الـ50 في المئة من الشعب اللبناني، الذي فقد منه ما يقارب الـ19 في المئة من اللبنانيين مصادر دخلهم، لا يمكن وصف حال المواطنين في المرحلة الآتية والقريبة سوى بالكارثية، لأنّ جميع المؤشرات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول