الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مآسي اللبنانيين مع العتمة... أصحاب المولدات يتوقعون الأسوأ بسبب نقص المازوت

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
مآسي اللبنانيين مع العتمة (تصوير حسام شبارو).
مآسي اللبنانيين مع العتمة (تصوير حسام شبارو).
A+ A-
يعيش اللبنانيون في "جهنم"، فلا كهرباء في عزّ الطقس الحارّ، مع ما يترتّب على ذلك من مآسٍ كلٌّ يشعر بها من زاويته، فانقطاع التيار يعني انقطاع المياه وتعطّل المصعد وتوقّف آلة الأكسيجين والمكيّف والبّراد وغيرها الكثير... والآتي أسوأ كما حذّر رئيس تجمّع أصحاب المولدات الخاصة في لبنان، عبدو سعادة في حديث لـ"النهار".
 

صحة الناس في خطر
كأنه لا يكفي اللبناني انقطاع التيار الكهربائي من قبل شركة كهرباء لبنان، حتى أضيفت أزمة المولدات الخاصة بسبب شحّ المحروقات، التقنين ارتفع في المناطق إلى حدّ لا يحتمل، وباتت الكهرباء أشبه بالألماس الذي يصعب الحصول عليه.
 
في المنصورية، تعيش نتالي التي تخشى وقوع أيّ طارئ على والدتها التي تعاني وضعاً صحياً غير مستقرّ في ظلّ انقطاع التيار، وقالت لـ"النهار": "كيف لي أن أسارع بها إلى المستشفى من دون مصعد، أو أن أتّصل بالصليب الأحمر لإنزالها من الطبقة التاسعة؟". مضيفة: "إن احتاجت لآلة الأكسيجين ستختنق وتفارق الحياة كما حصل قبل أيام مع بسام هدبا".

ولفتت نتالي إلى أنّ "صاحب المولد لا يشغلّه أكثر من 3 ساعات في اليوم، من دون أن يعلمنا عن موعد قطع الكهرباء، وإذا اتّصلنا به نفاجأ بأنّ هاتفه مغلق، نعيش في جحيم وحياتنا أصبحت مهدّدة بالخطر".
 

حرمان من النوم
من جانبها، قالت ابنة بيروت سعاد المصري أنّها حُرمت وعائلتها من النوم بسبب ارتفاع درجة الحرارة وعدم إمكانية تشغيل المكيف. وشرحت: "لم أنَم لثانية هذه الليلة، عند الساعة السادسة صباحاً خرجت من المنزل لأحتسي القهوة على البحر هرباً من الطقس الحار"، مضيفة: "حتّى الاحتفاظ بالطعام في البراد أصبح من الأمور الصعبة، فقد أصبحت أنتظر التيار الذي لا ننعم به لأكثر من ساعتين من أجل تجميد المياه لتصبح ثلجاً، ومن ثم أضعها في البراد كي لا يفسد الطعام، محاولة قدر الإمكان منع الأولاد من تكرار فتحه للحفاظ على درجة حرارته، من هنا لا يمكننا الاستفادة من أيّ عرض على المأكولات، فحتى اللحوم لم يعد بإمكاننا تفريزها، لذلك، أصبحت أطهوها لتستمرّ صالحة للأكل مدة أطول".
 

توقف العمل
بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء لا تعلم منال منيمنة ما إن كانت الأدوية التي تحتاج إلى برّاد فسدت من عدمه. وتشرح: "عملي توقّف، فلا إنترنت من دون كهرباء ولا لابتوب، ما يحصل معاناة ليس لها وصف، وبسبب ارتفاع الحرارة أعاني وجعاً في الرأس"، مشيرةً إلى أنه "فوق كل ذلك لا يمكننا التكهّن بثمن الاشتراك لهذا الشهر، فقد يطلعنا صاحب المولد أنه دفع ثمن صفيحة المازوت رقماً خيالياً للسوق السوداء، فكيف سأتمكن من دفعها رغم كل ساعات التقنين، مع العلم أنّ الشهر الماضي وصلت الفاتورة إلى 670 ألف ليرة".
 

عيد على العتمة
ما لا يعرفه اللبنانيون، أنهم سيستقبلون العيد على العتمة، "فأصحاب المولدات لم يتسلموا المازوت"، كما قال سعادة شارحاً: "أطلعنا أنّ الشركات استلمت في الأمس 6 ملايين ونصف ميون ليتر من المازوت، واليوم ستستلم 4 ملايين ليتر، أولاً هذه الكمية لا تكفي حاجة السوق لأكثر من يوم واحد، إذ إنّ حجم السوق بين 10 ملايين و15 مليوناً، ثانياً لم نعرف أياً من أصحاب المولدات تسلم المحروقات وفي أيّ مناطق".
 
وكرّر سعادة دعوته إلى عقد اجتماع بين "أصحاب المصافي والشركات وتجمّع أصحاب المولدات ووزارة الطاقة، لوضع خطة لتقسيم الأدوار والمسؤوليات"، مطالباً الشركات التي تستورد المازوت بأن "توزعه على أصحاب المولدات"، متسائلاً: "أين البضاعة؟ التهريب شغال وكذلك السوق السوداء، فالمشكلة ليست في التوزيع بل في التهريب"، من هنا، دعا إلى تسليم جهاز أمني مهمة التوزيع.

الواضح كما قال سعادة أنّ "لا حلول لهذه الأزمة، ولا يعقل أن نستمرّ في شحذ المازوت، تعبنا وقرفنا واستسلمنا، والناس تعبت كذلك".
 
وختم: "الوضع خطر، وفي منتصف الأسبوع سنصل إلى الأسوأ".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم