الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الجابر في افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة: الإمارات حريصة على اغتنام الفرص الاقتصادية للتحوّل في قطاع الطاقة

المصدر: النهار
الوزير الجابر متكلما خلال  افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة (وام).
الوزير الجابر متكلما خلال افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة (وام).
A+ A-
أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الاماراتي، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، "حرص دولة الإمارات على اغتنام الفرص الاقتصادية للتحول في قطاع الطاقة من خلال تشجيع الشراكات الاستراتيجية الشاملة". وقال إن "الإمارات تتبنى مساراً منخفض الكربون لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحرص على تسريع الخطى مع استعدادها لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28".

جاء كلام الجابر خلال افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة، واحتفال تكريم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة، الذي أقيم في إكسبو 2020 دبي، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على ما اوردت وكالة انباء الامارات (وام).

في أول حدث عالمي رئيسي للاستدامة بعد الدورة 26 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP26، شدد الجابر على "الحرص الدائم للقيادة الرشيدة على سلامة المواطنين والزوار والمقيمين في دولة الإمارات". وقال: "بفضل رؤية القيادة وجهودها، أصبحت الإمارات الدولة الأكثر حصولاً على التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 في العالم، كما عززنا مرونتنا، واستطعنا أن نمد يد العون لأكثر من 135 دولة حول العالم".

وتابع: "خلال الخمسين عاماً الماضية، شهد العالم تحولات نوعية نحو الأفضل في تقدم غير مسبوق، وهو ما يطرح تساؤلات مهمة تشمل، كيف يمكن الاستمرار في هذا التقدم مع خفض مستوى الانبعاثات؟ وكيف نعزز الازدهار العالمي، وكذلك مستويات الصحة والسلامة؟".
 
وأشار الى أن "إيجاد أجوبة لهذه التساؤلات هو الرسالة الأساسية التي انطلق من أجلها "أسبوع أبوظبي للاستدامة" و"جائزة زايد للاستدامة"، وهي رسالةٌ تستمد أسسها من المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة. فعندما بدأت الإمارات الاستثمار في الطاقة المتجددة قبل أكثر من 15 عاماً، تبنّت قيادتنا الرشيدة رؤيةً استشرافية أثبتت نجاحها مع مرور الزمن. واليوم، أصبحت دولة الإمارات موطناً لثلاث من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم".

وقال: "على مستوى العالم، نرى مستقبلاً مشرقاً لقطاع الطاقة المتجددة، حيث سيتم استثمار 3 تريليونات دولار على الأقل في مجال الطاقة المتجددة على مدى السنوات العشر المقبلة. وقد استثمرنا من خلال شركة "مصدر" في مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في 40 دولة حول العالم. والشهر الماضي، وبتوجيهٍ من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دخلت ثلاث من كبريات شركات الطاقة في دولة الإمارات في شراكة استراتيجية لترسيخ مكانة "مصدر" وتحويلها شركة رائدة عالمياً في مجال الطاقة النظيفة. وبفضل هذه الشراكة، ضاعفت "مصدر" إجمالي قدرتها الإنتاجية من الطاقة المتجددة، وطموحنا هو البناء على هذه الأسس الصلبة والوصول إلى 100 جيغاواط من القدرة الإنتاجية، ثم مضاعفتها إلى 200 جيغاواط. ونقدم دعوة مفتوحة للعالم لمشاركة الإمارات و"مصدر" لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، وهذا يتيح فرصاً كبيرة تعتزم دولة الإمارات الاستفادة منها بالتعاون مع شركائها. وسياسهم هذا النمو في خلق فرص عمل، وقطاعات ومهارات جديدة، وفتح بابٍ جديدٍ للأمل لأجيال الحاضر والمستقبل".

ولفت الى أن "الإمارات، باعتبارها أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق مبادرة استراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، تبنّت مساراً منخفض الكربون لتحقيق نمو اقتصادي مستدام. كما تحرص على تسريع الخطى لتحقيق التقدم المنشود في هذا المجال مع استعدادها لاستضافة لمؤتمر الأطراف COP28 عام 2023".

وتوجه الجابر بالشكر إلى مون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، الذي شهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، لدعم بلاده استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف.
 وأكد أن "دولة الإمارات تتطلع إلى القيام بدورها كمضيفٍ للمؤتمر، وهي تدرك حجم المسؤولية الكبيرة لهذا الدور، وستتعاون عن قرب مع رئاستي المؤتمر في المملكة المتحدة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة. وستبني على ما تحقق من تقدم، وستعتمد نهجاً عملياً يركز على ترجمة الالتزامات إلى خططٍ عملية، مع استهداف الحلول المناخية المجدية اقتصادياً. كما ستتيح لدولة الإمارات خلال هذه الاستضافة لدول العالم النامي فرصاً متكافئة للمشاركة بآرائها، وستعمل على إشراك ومواءمة الجهود بين القطاعين العام والخاص، والأكاديميين والمهندسين، والمجتمع المدني والقطاعات الصناعية".
 
وشدد على أن :هذه المشاركة ستكون شاملة وتحتوي جميع القطاعات، بما فيها قطاع الهيدروكربونات، لأن تاريخ التحولات السابقة في قطاع الطاقة، يؤكد أنه لا يكون فورياً، ولا يمكنه أن يحصل بلمسة زر، وأن التحول سيكون تدريجياً ولا بد من أن نتعامل معه بواقعية وبمنطق وبأسلوب عملي".

وقال: "إذا أردنا النجاح في التحوّل نحو منظومة الطاقة المستقبلية، فيجب أن ندرك أنه لا يمكننا التخلي بشكل فوري عن المنظومة الحالية، بل يجب أن نتحلى برؤية واقعية تواكب تطلعاتنا للمستقبل وأن نبحث عن الحلول عند أصحاب الخبرة العملية في مجالات الطاقة وأن ندرك دائماً أن هدفنا هو خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم".
 
واضاف: "مع استمرار حاجة العالم إلى النفط والغاز، فإننا في دولة الإمارات ملتزمون برفع كفاءة منظومة الطاقة الحالية وخفض انبعاثاتها. وتُعد شركة بترول أبوظبي الوطنية/أدنوك/ من منتجي النفط والغاز الأقل كثافة في انبعاثات الكربون في العالم. ومنذ 17 يوماً، أصبحت أدنوك تحصل على 100% من احتياجات شبكتها الكهربائية عن طريق الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة الخالية من الكربون، وهي خطوة غير مسبوقة في قطاع النفط والغاز تسهم في خفض الانبعاثات بطريقة فعالة، ورسم مستقبل الطاقة النظيفة في دولة الإمارات، وستكون لها نتائج ملموسة وفورية في جهود الدولة لتحقيق الحياد المناخي.
 
واعتبر ان "بناء مستقبل مستدام هو ما يجمعنا اليوم في هذا المكان وفي هذا التوقيت. ونحن ندرك حجم التحديات التي نواجهها، وندرك كذلك أن كل تحدٍّ يحمل معه فرصاً كبيرة، لذلك، علينا التركيز على الجوانب العملية لتحقيق تقدمٍ فعلي. وعلينا أن نعمل معاً بالإرادة القوية ذاتها التي جمعتنا هنا اليوم لإيجاد وتنفيذ الحلول المنشودة. وتجسيداً لشعار إكسبو، أدعوكم للاستفادة من فرصة وجودنا معاً لنتواصل بالعقول ونصنع مستقبلاً مستداماً لنا جميعاً".

يذكر أن أسبوع أبوظبي للاستدامة يُقام سنوياً منذ عام 2008، وهو منصة عالمية لتسريع التنمية المستدامة حول العالم، ويضم تجمعاً فريداً من قادة العالم، وواضعي السياسات، والمتخصصين في الصناعة، ورواد التكنولوجيا، والجيل المقبل من قادة الاستدامة. وتنعقد الدورة الحالية من 15 كانون الثاني الجاري إلى 19 منه. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم