الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

لماذا قد يدفع تغيّر المناخ إلى الكحول والمخدّرات الأخرى؟

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

سيؤثر تغيّر المناخ على كل جانب من جوانب صحّتنا ورفاهيتنا، لكن أضراره المحتمَلة تتجاوز قدرة الجسم على تحمّل الحرارة الشديدة، إذ أصبحت الأحداث المناخية مثل الفيضانات والجفاف والعواصف وحرائق الغابات، أكثر تواتراً وشدة، ما قد يؤثر على صحتنا العقلية بعدة طرق.

وقد يكون التعامل مع تغيّر المناخ أمراً مرهقاً، وفي بعض الأحيان، أفضل ما يمكن أن يفعله الشخص هو اللجوء إلى الكحول أو التبغ أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو غيرها من المواد ذات التأثير النفسي، وهو أمر خطير ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة.

وقد عرض موقع The conversation خمس طرق يمكن أن يؤدّي بها تغيّر المناخ إلى زيادة خطر تعاطي المواد الضارّة.

–        الإضرار بالصحة النفسية

لعلّ الطريقة الأكثر وضوحاً التي يمكن من خلالها ربط تغيّر المناخ باستخدام المواد الضارة، هي الإضرار بالصحة العقلية. وهذا يزيد من خطر تعاطي المخدرات. فالأشخاص الذين يعانون من اضطراب عقلي معرَّضون كثيراً لخطر الإصابة باضطراب تعاطي المخدرات. وهذا غالباً ما يسبق مشاكل صحتهم العقلية. على سبيل المثال، ترتبط الحرارة الشديدة بزيادة الضائقة بين جميع السكان. ففي درجات الحرارة الشديدة، يذهب عدد أكبر من الأشخاص إلى قسم الطوارئ بسبب مشاكل نفسية، بما في ذلك تعاطي الكحول والمخدرات عموماً. وهذا ينطبق حتى على يوم واحد حار جداً. ويُعدّ اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة العقلية الأخرى أمراً شائعاً في وقت الأحداث المناخية القاسية ويمكن أن يستمر لعدة أشهر، وحتى لسنوات بعد ذلك، خاصة إذا تعرّض الناس لأحداث متعددة. 

–        ازدياد القلق

مع تزايد الوعي العام حول تهديد تغيّر المناخ للرفاهية، يتزايد قلق الناس بشأن ما قد يحدث. والقلق ليس هو نفسه استيفاء معايير الاضطراب العقلي. لكن الدراسات الاستقصائية تظهر أنّ تغيّر المناخ يولّد استجابات عاطفية معقَّدة، وخاصة لدى الأطفال. فإلى جانب مشاعر القلق، هناك القلق والخوف والشعور بالذنب والغضب والحزن والعجز. وترتبط بعض الحالات العاطفية، مثل الحزن، باستخدام التبغ على المدى الطويل وتزيد أيضاً من احتمال تعاطي المخدرات.

–        الإصابات الجسدية تؤذينا بطرق عديدة

تزيد الإصابات الجسدية الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية مثل استنشاق الدخان والحروق والجروح والالتهابات المرتبطة بالفيضانات، من خطر تعاطي المواد الضارة. ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها تزيد من خطر التعرّض للاضطراب النفسي. فإذا تسببت الإصابات بمرض أو إعاقة طويلة الأمد، فإنّ مشاعر اليأس والاكتئاب الناتجة يمكن أن تدفع بعض الأشخاص إلى العلاج الذاتي بالكحول أو المخدرات الأخرى.

–        حياتنا اليومية تتغيّر

يمكن لحدث كارثي واحد، مثل عاصفة أو فيضان، أن يدمّر حياة الناس بين عشيّة وضحاها ويغيّر الطريقة التي نعيش بها. كذلك الأمر بالنسبة للتغيّرات الأكثر دقةً في المناخ والطقس اليومي. يمكن أن يؤدّي كلاهما إلى تعطيل السلوك والروتين بطرق قد تؤدّي إلى خطر تعاطي موادّ جديدة أو تفاقم، على سبيل المثال، استخدام المنشطات للتعامل مع التعب.

–        زعزعة استقرار المجتمعات

يعمل تغيّر المناخ على زعزعة استقرار الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية والجيوسياسية التي تعتمد عليها رفاهية الإنسان، بل وبقاؤه على قيد الحياة. وتُعدّ البنية التحتية المتضررة والخسائر الزراعية وإغلاق المدارس والتشرّد والنزوح مصادر كبيرة للضائقة النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى استجابات حادة (قصيرة الأجل) ومزمنة (طويلة الأجل). كما يمكن أن يؤدي الإجهاد بدوره إلى زيادة خطر تعاطي الموادّ الضارّة ويجعل الأشخاص أكثر عرضةً للانتكاس.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم