الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أدولف هتلر في مؤلف جديد: أناني وأسير رهاب الميكروبات وعاشق لفاغنر وغاربو

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
أدولف هتلر.
أدولف هتلر.
A+ A-
أدولف هتلر محكوم بعقد نفسيّة مترسّبة في أعماقه. في تعرية لنفسيّته، هو رجل أنانيّ، كسول، غاضب، ومدمن على المخدرات، وفق ما كشفه المؤرّخ كلود كيتيل في كتابه الصادر عن مؤلّفات بريان، حيث يرسم صورة حميميّة للديكتاتور.
 


رسم كيتيل عدداً من السير الذاتية، التي تكشف صوراً دقيقة للغاية للديكتاتور، واتّبع فيها نهجاً تركيبياً للغاية، من خلال تقويم الحقائق والأساطير عن هذه الشخصيّة، واضعاً الأمور في نصابها الصحيح، ومتحدّثاً في فصول عن حياته الخاصّة والمنعطفات المرافقة لها.

يكشف الإصدار عن أنّ أدولف هتلر رجلٌ غير مبالٍ وكسولٌ بامتياز؛ يميل إلى الاستفادة من وقت فراغه إلى العام 1942، لأنّ الحرب الشرسة أجبرته على الانزواء في مقرّه.

شخصيّة فذّة
بالنسبة إلى كيتيل، كان هتلر يُشبه المكاتب العملاقة، التي تحيط مساكنه بالمكتبات، التي لها رونقها التزينيّ أكثر ممّا هي مفيدة. ترجم فعلياً هذه القناعة شخصيّاً في عدم تردّده على مكتبه أو حتى الجلوس فيه لساعات عدّة، وفقاً لما نقل حارسه الشخصيّ "ميش"، مكتفياً بالقول إنّه لم يدوّن أيّ ملاحظات، أو يستعين بأيّ ورقة لكتابة أيّ ملاحظة، ممّا جعل العمل يفتقر إلى دعم ملحوظ من شخصيّة فذّة من مستوى هتلر، الذي كان ينقضّ كالنمر إذا تملكته حالةٌ من الغضب، محاولاً بشراسة أن يكسر أيّ ضغط أمامه.
 


في الانتقال إلى تواصله مع وزارئه، أكد كيتيل أن الديكتاتور النازي كان "رجل كلام"، أي يملك القدرة على إصدار أوامر صارمة لوزرائه مع تمسّكه بأهمّية تفهّمهم لنواياه أو تطبيقهم لأوامره بدقة. ما هو مهم وفقاً لكيتيل أن يحذر محيط هتلر الوقوع في أيّ تناقض، لأن هذا سيدفعه إلى الانفجار غضباً، وفقاً لما روى بعض الشهود.

توقّف كيتيل عند قول الجنرال أوتو فاغنر في مذكّراته في الكتاب أنه "في هذه الحالات، كان يبدو خارج نطاق السيطرة، فيتحوّل إلى نمر مفترس ينقضّ على فريسته محاولاً كسر القضبان."

لننتقل إلى برنامج مواعيده، الذي يخصّص فيه موعدين رئيسيّين يوميًا لمساعديه، يتّخذان شكل مؤتمر بعد استيقاظه في ساعة متأخّرة صباحاً، فيما الثاني يقام في المساء، ويلتقي في أثنائه بمساعديه، أو يتّصل بهم عبر الهاتف.

لفت إلى أنه اعتاد دائمًا على إعداد خطاباته في اللحظة الأخيرة، وذلك بعد رضوخه لضغط مساعديه، الذين يعيشون قلقاً غير مسبوق ممّا سيقوله، لأنّهم على يقين تّام بأن كلامه يفتقر إلى الثقافة، وهو مقرون دائماً بحماسه وتشنّج أعصابه؛ وهذا هو الوصف الدقيق الذي نقله عنه الوزير المتخصّص في السّلاح وإنتاجه في الرايخ الثالث المهندس المعماريّ ألبرت سبير.

نباتي
يكشف الملف أيضاً الجانب الصحيّ والغذائيّ لهتلر النباتيّ بامتياز، والذي ينبذ اللحوم على أنواعها، ويرفض البتة التدخين والمشروبات الروحية. هو لا يحبّ البطاطا مثلاً المغطاة بزيت بذر الكتان، بل يختار طوعاً تناول الشوربة "المطعّمة" بدقيق الشوفان وعصائر الخضراوات.

كان ينهر كلّ من يتناول اللحوم إلى جانبه، معتبراً أنّه يستحقّ درساً في الأخلاق. كان يصف تفاصيل العملية الدمويّة في المسالخ، وذبح الحيوانات، وتقطيع الأحياء منها، إلى درجة أنّ السّامعين قد يصابون بالغثيان من وصفه الدقيق لما يجري في أيّ مسلخ،" وهذا ما نقله كيتيل عن سكرتير هتلر.

في كواليس حياته، كان هتلر يميل إلى الإقامة في شاليه ضخم في جبال الألب البافارية، ممارساً رياضة المشي في الهواء الطلق. كان يهوى التسكّع في أرجاء المكان، حيث يأخذ قيلولة قبل تخصيص وقت لمتابعة أفلام سينمائيّة بعد وقت العشاء.

جذبت السينما هتلر كواحدة من محاور شغفه الكبير. كان لديه غرفة خاصّة مع شاشة مخبّأة خلف نسيج، حيث يتمّ عرض الأفلام ذاتها، لا سيّما تلك الخاصّة بغريتا كاربو، مع تفاديه الأفلام، التي تنتهي بشكل مأسويّ.

يُسجّل أيضاً أن هتلر صرف النظر عن الأفلام، وأصبح مستمعاً إلى الموسيقى، متذوّقاً فاغنر والكثير من الموسيقى الأوبرالية، والغاية منها تهدئة أعصابه وسط حرصه على أن يُحاط بجمهور خاضع ومتواضع فكريًا، فلا يسمح لنفسه بأيّ تناقض أمام زعيمه. الأهمّ، وفقاً للمؤلف أن يمتنع السّاهرون عن التثاؤب حتى السّاعة الثانية أو الثالثة صباحًا، وهو الوقت الذي يذهب فيه الفوهرر أخيرًا إلى غرفته .

" سيد الحقن"
لن تكتمل الصورة في المؤلّف المذكور إلا من خلال التطرّق إلى صحة الديكتاتور المحكوم بمزاج خاصّ به. هو كان ينزعج ممن يقترب منه وهو مصاب بنزلة صدريّة، ويعمد غالباً إلى الإيعاز لمساعديه بطرده من أيّ اجتماع يجمعه به.

الأهمّ أيضاً - وفقاً للكتاب المذكور - أنه سيطر على الفوهرر رهاب الميكروبات، الذي أجبره على السّفر مع حقيبة أدوية تحتوي على فيتامينات وهرمونات وكالسيوم، إضافة إلى عقاقير مختلفة، وضعها في عهدة خادمه وحارسه الشخصي؛ وبعضها يحتوي على قطرات مخدّرة لعينيه تقع تحت إشراف الطبيب ثيودور موريل، الذي يُسمّيه غورينغ "سيد الحقن".

يضاف إلى ذلك إصابة هتلر بمرض باركنسون، الذي تمّ الكشف عن أعراضه الأولى في العام 1942 من خلال الرّعشات التي ظهرت في كلّ من يده اليسرى وذراعه وساقه، مشيرا ًإلى "أنه بعد ثلاث سنوات، أي عشية انتحاره في مخبئه في برلين، لم يعد هتلر مجرّد ظلّ لنفسه، بل باتت منحنيًا، منتفخًا وممتلئًا بالمخدرات".

Twitter:@rosettefadel
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم