هل على العالم أن يخاف من الفراغ الأميركي؟

زعم الرئيس الأميركي جو بايدن أن العالم سيفقد قائده إذا انسحبت الولايات المتحدة من المسرح العالمي، معتبراً أن ما يصرّح به "ليس مزاحاً وليس تفاخراً". وقال بايدن خلال إحاطة صحافية في البيت الأبيض "الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر أهمية".قول بايدن هذا يأتي وسط أزمة حقيقية بدأت تشهدها الولايات المتحدة داخلياً، من خلال تزايد موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لغزة، وفي ظلّ الصراع الانتخابي القائم بين فريق بايدن، وفريق المرشح المنافس دونالد ترامب. إضافة إلى الداخل المأزوم، هناك التحديات الخارجية التي تشكل ضغوطاً وسط منافسة جديّة من قبل دول صاعدة على الساحة الدولية، إذ قال المحلّل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لاري جونسون، إن "الولايات المتحدة بدأت تفقد هيمنتها على العالم، ويتواصل المزيد من الدول مع روسيا والصين، اللتين يُنظر إليهما على أنهما بديل للولايات المتحدة".لا خلاف على مكانة الولايات المتحدة العالمية، ولا نقاش حول ريادية دورها في العقود السابقة، ولا سيما مع انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع تسعينيات القرن الماضي. لكن ما لا يمكن الموافقة عليه هو حصر القيادة بأميركا، وكأنه يعتبر أن العالم بعد انسحابها، سيمرّ بفراغ حتمي سيسبّب فوضى تدفع نحو نزاع عسكري على الساحة الدولية، ومن يدري قد يأتي تحت عنوان حرب نووية. "الطبيعة تكره الفراغ" قول مأثور للفيلسوف اليوناني أرسطو، قاله منذ أكثر من ألفي عام، لكنه يحمل في طياته...