الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

مع تزايد دعوات ضبط النفس... إسرائيل تتوعّد بالرد على هجوم إيران

المصدر: "رويترز"
قائد الجيش هرتسي هاليفي (في الوسط)، وهو يحضر تقييم الوضع مع أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة في قاعدة كيريا العسكرية، التي تضم وزارة الدفاع في تل أبيب، يوم (23 شرين الأول - أ ف ب)
قائد الجيش هرتسي هاليفي (في الوسط)، وهو يحضر تقييم الوضع مع أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة في قاعدة كيريا العسكرية، التي تضم وزارة الدفاع في تل أبيب، يوم (23 شرين الأول - أ ف ب)
A+ A-
يترقب الإسرائيليون أنباء حول كيفية رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل بينما تتزايد الضغوط الدولية لضبط النفس وسط مخاوف من تفاقم الصراع في الشرق الأوسط.

وذكر مصدر حكومي أن نتنياهو عقد اجتماعاً أمس الاثنين لمجلس وزراء الحرب للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة لبحث كيفية الرد على الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل بالطائرات المسيرة والصواريخ.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إنّ إسرائيل سترد، لكنه لم يقدم تفاصيل.

وأضاف متحدثاً من قاعدة نفاطيم الجوية في جنوب إسرائيل، التي لحقت بها بعض الأضرار في الهجوم الإيراني مساء السبت "إطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ، صواريخ كروز، والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية سيُقابل برد".

وأثار احتمال رد إسرائيل قلق الكثيرين من الإيرانيين الذين يواجهون بالفعل متاعب اقتصادية وقيودا اجتماعية وسياسية أكثر صرامة منذ الاحتجاجات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية في عامي 2022 و2023.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الثلثاء إنّ رد إيران سيكون قاسياً على أي تحرّك يستهدف مصالحها.

وشنّت طهران الهجوم ردّاً على غارة جوية قالت إنها إسرائيلية على مجمع سفارتها في دمشق في الأول من نيسان، وأشارت إلى أنها لا تسعى لمزيد من التصعيد.

ولم يسفر الهجوم عن سقوط قتلى وأحدث أضراراً محدودة، لكنه أدّى إلى تفاقم المخاوف من نشوب حرب مفتوحة بين الخصمين اللدودين واتساع نطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن نتنياهو في مطلع الأسبوع أنّ الولايات المتحدة، التي ساعدت إسرائيل في صد هجوم طهران، لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران.

ومنذ بدء الحرب في غزة في تشرين الأول، وقع تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وجماعات متحالفة مع إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق. وقالت إسرائيل إن أربعة من جنودها أصيبوا على بعد مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية الليلة الماضية.

ويبدو أنّ الواقعة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع حرب غزة، على الرغم من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة في لبنان مرات عديدة.

وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي لإذاعة أوندا ثيرو الإسبانية "نحن على حافة الهاوية وعلينا الابتعاد عنها... علينا أن نضغط على المكابح ونعكس الاتجاه".

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون نداءات مماثلة. كما دعت واشنطن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى ضبط النفس.

وامتنع جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض أمس الاثنين عن قول ما إذا كان بايدن حث نتنياهو خلال محادثات مساء السبت على ممارسة ضبط النفس في الرد على إيران.

وقال كيربي في مؤتمر صحافي "لا نريد أن نرى حرباً مع إيران. لا نريد أن نرى صراعاً إقليمياً"، مضيفاً أنّ الأمر متروك لإسرائيل لتقرر "ما إذا كانت سترد وكيف سترد".

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إنّ أفعال إيران تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط وقد تتسبب في تداعيات اقتصادية. وأضافت أنّ الولايات المتحدة ستستخدم العقوبات وتعمل مع الحلفاء لمواصلة عرقلة "أنشطة إيران الخبيثة والمزعزعة للاستقرار".

ومع ذلك قال بعض المحللين إنه ليس من المرجح أن تفرض إدارة بايدن عقوبات كبيرة على صادرات النفط الإيرانية نظراً للمخاوف إزاء ما يترتب على هذه العقوبات من ارتفاع أسعار الخام وإثارة غضب الصين أكبر مشتر للنفط.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي إن الصين تعتقد أن إيران ستكون قادرة على "التعامل مع الوضع بشكل جيد وتجنيب المنطقة المزيد من الاضطراب" مع الحفاظ على سيادتها وكرامتها.

وامتنعت روسيا عن انتقاد حليفتها إيران علانية لكنها دعت أيضاً إلى ضبط النفس.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "زيادة التصعيد ليست من مصلحة أحد".

* مجموعة السبع تدرس فرض عقوبات

لم يتسبب الهجوم الذي شنته إيران بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة سوى في أضرار بسيطة في إسرائيل مع إصابة طفلة عمرها سبعة أعوام. فقد تم إسقاط معظم الصواريخ والطائرات المسيرة بواسطة نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي وبمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن.

وفي قطاع غزة نفسه، حيث قُتل أكثر من 33 ألف فلسطيني في الحملة العسكرية الإسرائيلية وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع، لاقى الهجوم الإيراني استحساناً.

وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من تشرين الأول، الذي تقول إسرائيلإنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنّ مجموعة السبع تعمل على حزمة من الإجراءات المنسقة ضد إيران.

وأضاف سوناك في البرلمان "تحدثت مع زملائي من زعماء مجموعة السبع.. نحن متحدون في تنديدنا بهذا الهجوم".

وقالت إيطاليا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، إنها لا تمانع فرض عقوبات وأشارت إلى أن أي إجراءات جديدة ستستهدف أفراداً.

وفي مقابلة مع "رويترز"، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن العقوبات الجديدة ستحتاج إلى دعم جميع أعضاء مجموعة السبع.

وتسبب الهجوم الإيراني في اضطراب حركة السفر إذ أقدمت 12 شركة طيران على الأقل على إلغاء رحلاتها أو تغيير مساراتها، وأعادت الهيئة المنظمة للطيران في أوروبا التأكيد على نصح شركات الطيران بتوخي الحذر في المجالين الجويين الإسرائيلي والإيراني.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم