روسيا وحروبها الخفيّة

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجنون"، وذلك خلال حفل لجمع التبرعات الأربعاء 21 شباط الماضي، في ولاية كاليفورنيا. ويأتي استخدام بايدن لهذه النعوت القوية (وغير الديبلوماسية) بحق بوتين في أعقاب مناسبات مختلفة، حيث وصفه سابقًا بـ"السفاح" وبـ"مجرم حرب"، خصوصا بعد غزوة أوكرانيا.إنها ديبلوماسية "الكلمة" التي يتعمد المسؤولون استخدامها في أوقات الحروب، وأحيانًا تأتي من ضمن حملاتهم الانتخابية، كما هي حال بايدن. لكن ديبلوماسية "الكلمة" عند بوتين في أعقاب رده على تصريح بايدن، كانت غير منتظرة، لا بل تحمل في خفاياها أهدافا ذات بُعد انتخابي، تحديدًا في محاولة منه للتأثير على رأي الناخب الأميركي. لذا سخِر بوتين من وصف بايدن له، معتبرًا أنه ردّ مناسب بعدما اعتبره بوتين أفضل لروسيا من دونالد ترامب. ولكن هل فعلًا يريد بوتين وصول بايدن إلى البيت الأبيض لولاية ثانية؟قد لا يعني بوتين ما يقوله في ما خصّ تفضيله الرئاسي، إلا ان ما ذُكر يأتي في سياق حملات روسيا الإعلامية للتأثير غير المباشر على رأي الناخب الأميركي، حيث دخلت الولايات المتحدة مرحلة التراشق الإعلامي الإنتخابي بين المتنافسين للوصول إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني المقبل. يعلم الجميع أن روسيا تسعى الى التدخل لمصلحة المرشح دونالد ترامب الذي أعلن في أكثر من مناسبة عن نيّته وقف دعم كييف في حربها مع موسكو. لقد سخّر بوتين كل طاقاته في المناظرة...