الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بعد وثائق "فينانشال تايمز"... هل الصراع الروسيّ الصينيّ لا يزال قائماً؟

المصدر: "النهار"
نموذج للقنبلة الجويّة النوويّة الحراريّة السوفياتيّة AN-602 المعروفة أيضًا باسم قنبلة القيصر (أ ف ب)
نموذج للقنبلة الجويّة النوويّة الحراريّة السوفياتيّة AN-602 المعروفة أيضًا باسم قنبلة القيصر (أ ف ب)
A+ A-

في خطابه السنوي الى الأمة أمام البرلمان، أمس الخميس، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الدول الغربية تثير "خطراً فعلياً" لنزاع نووي في حال تصعيد الصراع في أوكرانيا.

بالتزامن وهذا الخطاب، كانت صحيفة "فينانشال تايمز" البريطانية، تنشر وثائق عسكرية سرية تُظهر خططاً روسية عدّة تتعلق باستخدام الأسلحة النووية، والسيناريوهات الممكنة التي من شأنها أن تطلق أجهزة الإنذار، وذلك ربطاً بالأنظمة الدفاعية الروسية، والعدد الذي يمكن أن تخسره قبل "إشعال حرب نووية".

ويعود تاريخ هذه الوثائق الى ما يقارب العشر سنوات، وتحديداً بين العامَين 2008 و2014، وتشمل الوثائق 29 ملفاً عسكرياً تكشف بحسب الصحيفة، أنّ "عتبة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية أقل مما اعترفت به روسيا".

والأسلحة النووية التكتيكية الروسية، هي تلك المصممة للاستخدام المحدود في ساحة المعركة في منطقة أوراسيا، أي أنها لا تهدف الى محو مدن بأكملها. وذلك على عكس الأسلحة "الاستراتيجية" التي تستهدف الولايات المتحدة الأميركية.

ومن ضمن السيناريوهات المفترضة التي وضعتها موسكو لتنفيذ هجمات نووية، حالة غزو من الصين، على الرغم من توقيع البلدين منذ عام 2001 اتفاقية يتعهدان من خلالها أنّ أيّ طرف لن يقوم باستهداف الآخر "بالضربة الأولى"، أي عدم استخدام الأسلحة النووية كوسيلة للحرب بين الجانبين.

 

لكن الأمور تغيّرت، وتعمّق الحلف الثنائي بعد الحرب في أوكرانيا، حيث ساعد الدعم المالي الصيني روسيا على الصمود في وجه العقوبات الغربية.  

وفي السنوات الأخيرة، بدا أن المؤسسة العسكرية الروسية خفّضت من حذرها تجاه الصين. وتضمنت مناورات واسعة النطاق التي أجرتها قوات موسكو في عامي 2018 و2022 في منطقة فوستوك، وكانت بكين حصلت على أسلحة روسية متقدمة مثل نظام الدفاع الجوي الصاروخي S-400. وأجرت الدولتان أكبر تدريبات بحرية وجوية مشتركة، على مقربة من السواحل اليابانية.

وتنقل "فينانشال تايمز" عن خبراء قولهم، إن التدريبات الروسية الحالية بأنظمة صواريخ ذات قدرة نووية بالقرب من الحدود الصينية، والتي أجريت في تشرين الثاني الماضي، تشير إلى أن الجيش الروسي لا يزال يتدرّب على صراع محتمل قد يشمل أسلحة نووية تكتيكية.

إضافة الى أن مجالات المنافسة بين روسيا والصين لا تزال قائمة، خصوصاً في آسيا الوسطى.

وبالعودة الى تاريخ العلاقات بين الدولتين، نجد أنه كان مليئاً بالصراعات والتنافس، حتى أنه بلغ حدّ نشوب حرب بينهما كان يمكن أن تتطور لتشمل استخدام السلاح النووي، وذلك في منتصف الستينات من القرن الماضي، عندما رصدت دوريات حرس الحدود السوفياتية تزايداً في الوجود العسكري الصيني، وبعدها بدأ الجيشان تعزيز صفوفهما وعتادهما على الحدود، وأخذت الأمور منحاً تصاعدياً مع بدء الاشتباكات المسلحة التي استمرت أشهراً عدّة ولم تتوقف إلّا عام 1969 بعد أن وصل الأمر حدّ استخدام أسلحة نووية.

والجدير بالذكر هنا، أن هذا الصراع العسكري جعل الأميركيين يفتحون خطوط تواصل مع بكين وكان عرّابه مستشار الأمن القومي الأميركي في ذلك الوقت هنري كيسنجر، وتوجت بزيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى بكين في شباط 1972، واستمرت الزيارة مدة أسبوع كامل عُرف فيما بعد بـ"الأسبوع الذي غيّر العالم"، نظراً الى التداعيات التي خلقتها الزيارة في الميزان الجيوسياسي مع الاتحاد السوفياتي.

وبعيد الحرب على أوكرانيا والعقوبات الغربية التي فرضت على موسكو، وصف الموقف الصيني بـ"الحياد السلبي" لعدم اتخاذ بكين موقفاً واضحاً الى جانب روسيا. وفي الوقت عينه أبقت على علاقتها الاقتصادية مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

إنّما في الوقت عينه، العلاقة مع الولايات المتحدة هي مصدر قلق كذلك، في ظل الصراع على النفوذ العالمي، وبنتيجته كانت القمم التي عقدت بين الزعيمين الروسي والصيني واتفاقهما على خطط طويلة الأمد تبدأ من المحيط المتجمد الشمالي ولا تنتهي في أوراسيا.

وعلى الرغم من ذلك، ترى "فينانشال تايمز" أن روسيا لاتزال ترى في الصين تهديداً لها، ونقلت عن مدير مركز كارنيغي روسيا أوراسيا في برلين ألكسندر غابويف، إن روسيا مارست المناورات الحربية بانتظام خلال الفترة 2008-2014 ضد الصين التي "كان يُنظر إليها بوضوح على أنها تهديد". وأضاف أنه "تم نشر العديد من الأسلحة الجديدة في الشرق الأقصى أولاً، على الرغم من أن روسيا تقول إن الناتو هو التهديد الرئيسي وأن الصين شريك".

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم