قوّة إسرائيل في قدرتها التدميريّة... وفي مستوطناتها

"إلى قادة الدول العربية، القادة الذين يشعرون بالقلق بشأن مستقبل بلدانهم في الشرق الأوسط، أقول شيئاً واحداً، يجب أن تكونوا ضد حماس، أنا مقتنع بأن العديد من القادة العرب يفهمون ذلك".بهذه العبارات أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية الحرب على غزة موقفاً كان فيه الكثير من التهديدات المبطّنة لقادة الدول العربية. يجيد نتنياهو الخطاب السياسي الذي يستند إلى المراوغة والكذب، لكنّه يبدو واثقاً ممّا يقوله، فهل هناك من قوة نفوذ يملكها داخل الدول العربية والغربية، ليجعل رؤساء دول كثيرة يجلدون في الضحيّة ويبكون مع الجلاد؟شرعت إسرائيل منذ تكريس وجودها في أرض فلسطين في ممارسة دور المستوطن للأرض فتفرض احتلالها عليها. لهذا بنى اليهود المستوطنات في سبيل تشكيل تكتلات ديموغرافية، تُوزَّع على مختلف المناطق الفلسطينية، لتغليب العددية السكانية من أصول يهودية على السكان الأصليين. ليس هذا وحسب، بل أيضاً عملت الحركة الصهيونية على تشكيل "مستوطنات سياسية" لها في دول مراكز القرار العربية والدولية، بهدف تشكيل "لوبي" قادر على استمالة الرأي العام العالمي لمصلحتها، لعلّها بذلك تستطيع أن تشكل "قوة ضغط" تغطي من خلالها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني كي تحقّق مبتغاها ببناء الدولة اليهودية القومية في أرض فلسطين.تُعدّ مستوطنات تل أبيب من...