الأحد - 19 أيار 2024

إعلان

"واشنطن بوست": إسرائيل تفوز بالحرب العسكرية لكنها تخسر معركة الرأي العام

المصدر: النهار
صحافيون في إسرائيل.
صحافيون في إسرائيل.
A+ A-

 مرّ أكثر من ستة أسابيع على هجوم "حركة حماس"، وأكثر من ثلاثة أسابيع منذ أن بدأت قوات الدفاع الإسرائيلية عملياتها البرية في قطاع غزة. كيف تسير هذه الحرب؟

 

وترى "واشنطن بوست" أنّ إسرائيل تكسب الحرب البرية بينما تخسر معركة الرأي العام الدولي - وتفشل في صياغة خطة لما يأتي بعد صمت المدافع.

 

لقد حاصر الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة ويقوم الآن بعمليات في قلب "حماس" - بما في ذلك الاستيلاء على مستشفى الشفاء، الذي تدّعي إسرائيل أنه قاعدة لعمليات حماس. وخسرت إسرائيل أكثر من 50 جندياً خلال الهجوم لكنها لم تواجه بعد مقاومة جدية من "كتائب القسام"، وفق "واشنطن بوست".

 

وقال اللواء المتقاعد عاموس يادلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لـ"واشنطن بوست"، إن العملية البرية كانت ناجحة مع خسائر أقل من كل التوقعات، خصوصاً بوجود تعاون ممتاز بين القوات البرية والقوات الجوية والمخابرات. وهم يسيطرون بشكل أساسي على شمال غزة، محذراً من أن "العديد من مقاتلي حماس الذين لم يُقتلوا يختبئون في حصنهم تحت الأرض".

 

واعتبرت "واشنطن بوست" أن القوات الإسرائيلية بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل مع شبكة أنفاق حماس، (وفي حال كان تحتجز الرهائن) ومن ثم الانتقال إلى أجزاء كبيرة من مدينة غزة التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بعد، ويمكن أن ترتفع الخسائر الإسرائيلية مع انتقال الجنود من العمليات الهجومية إلى محاولة السيطرة على الأراضي التي استولوا عليها.

 

ولا شك أن "حماس" تلقت ضربة قوية، ولكن لم يُقبض على أي من قياداتها العليا. وتشتبه إسرائيل في أن يحيى السنوار، زعيم المنظمة في غزة، يختبئ في مسقط رأسه في خان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة.

 

ولم تدخل القوات الإسرائيلية جنوب غزة بعد، لكن حين تصل إلى تلك المرحلة من العملية، كما أطلق الإسرائيليون على حملتهم - فسيتعيّن عليهم التعامل مع سكان يبلغ عددهم حوالي مليوني شخص، بما في ذلك مئات الآلاف من الأشخاص الذين انتقلوا من شمال غزة هرباً من القتال هناك. إن احتمال وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين مرتفع.

 

وخلال هذه الحرب، اكتسب الجيش الإسرائيلي خبرة ومعلومات استخباراتية قيمة من هجومه حتى الآن، ولكن عملية تدمير سيطرة حماس على غزة سوف تكون طويلة الأمد.

 

وفي هذا السياق، أشار المسؤول السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية  زوهار بالتي إلى أن "الحرب في بدايتها فقط، وتفكيك حماس سيستغرق ستة أشهر إضافية".

 

والسؤال العسكري الكبير هو ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيحصل على الوقت الذي يريده.

 

في البداية كان العالم مصدوماً من أعمال "حركة حماس" في 7 تشرين الأول، ولكن الآن انقلبت المعايير وأصبح العالم مرعوباً من وحشية الرد الإسرائيلي.

 

وقد بدأت إسرائيل في تخفيف بعض الضرر الذي لحق بسمعتها من خلال السماح أخيراً، تحت ضغط الولايات المتحدة، بدخول إمدادات الإغاثة الإنسانية والوقود إلى غزة.

 

 وأظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز إبسوس" الأسبوع الماضي أن عدد المشاركين الذين يقولون إن على الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل انخفض من 41 في المئة إلى 32 في المئة منذ بداية الصراع، في حين وافق 68 في المئة على أنه "يجب على إسرائيل الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحاولة التفاوض".

 

وكان نتنياهو، الرجل الذي يفتقر إلى بوصلة أخلاقية، يتأرجح يائساً بين مطالب المجتمع الدولي بعدم إعادة احتلال غزة ومطالب ائتلافه اليميني بعدم تمكين السلطة الفلسطينية. وقال إن إسرائيل لن تحتل غزة لكنها تخطط لتحمل "المسؤولية الأمنية الشاملة" عن المنطقة.

 

ولفت الى أنه لن يسلمها إلى السلطة الفلسطينية. وهذا مزيج غير مفهوم من زعيم فقد أي شرعية للقيادة.

 

ولفتت "واشنطن بوست" الى أن "حكومة نتنياهو تضيّع فرصة لتهدئة الغضب الفلسطيني والتواصل مع الأنظمة العربية المعتدلة. وينبغي عليها أن تكرر التزامها بالدولة الفلسطينية وأن تعرض بدء محادثات مع السلطة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، يتعيّن على إسرائيل أن تعمل مع شركائها الدوليين لتدريب وتوسيع قوات الأمن الفلسطينية ــ التي تتعاون حالياً مع القوات الإسرائيلية لحفظ الأمن في الضفة الغربية ــ حتى تتمكن في نهاية المطاف من السيطرة على غزة. ويتعيّن أيضاً على إسرائيل أن تتخذ إجراءات صارمة ضد التوسع غير القانوني في المستوطنات وعنف المستوطنين في الضفة الغربية، وهو ما يزيد من خطر اضطرار إسرائيل إلى شن حرب على جبهتين".

 

لذا، فإن الحرب مستمرة، دون نهاية في الأفق أو يقين يتجاوز المزيد من المعاناة وإراقة الدماء. إن إسرائيل تنتصر في الصراع، لكن النتيجة النهائية تظل غامضة كما كانت قبل ستة أسابيع.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم