الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ألمانيا تواجه "أخطر تحدياتها" منذ نهاية الحرب الثانية

المصدر: "النهار"
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ ف ب).
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ ف ب).
A+ A-

وسط العواصف المحدقة بأوروبا، يبدو أن ألمانيا تواجه أخطر تحدياتها منذ تأسيس الجمهورية الاتحادية عقب الحرب العالمية الثانية بحسب تحليل الكاتب في صحيفة "وول ستريت جورنال" والتر راسل ميد.

حتى 2020، وافق معظم العالم تقريباً على التقييم الذاتي "المتعجرف" لألمانيا بانها تمتعت بأنجح نموذج اقتصادي وأنها كانت تخوض أكثر المبادرات المناخية الناجحة طموحاً وقد أتقنت سياسة خارجية مبنية على القيم بما ضمن أمن ألمانيا وشعبيتها الدولية بكلفة منخفضة للغاية.

يرى الكاتب أن جميع هذه النقاط لم تكن صحيحة. بني النموذج الاقتصادي الألماني على افتراضات غير واقعية بشأن السياسات العالمية ومن غير المرجح أن ينجو من الفوضى الحالية. سياسة ألمانيا الطاقوية هي مثال ساطع لسائر العالم حول ما يجب ألا يفعله.

سمعة برلين عن سياستها الخارجية المبنية على القيم تأثرت سلباً بسبب تردد برلين في مساعدة أوكرانيا. وخبراء الأمن في المانيا يتصالحون مع حقيقة غير مرحب بها إلى حد بعيد: هي تعتمد في أمنها بشكل كامل على الولايات المتحدة. إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 2025، فسيعتمد الأمن الألماني على حسن نيته.

رد المستشار الألماني أولاف شولتس وائتلافه الحكومي على غزو أوكرانيا بسلسلة من التغييرات الثورية، بالمعايير الألمانية. تبدأ ألمانيا بإعادة التسلح وبإرسال أسلحة إلى أوكرانيا بعد تعثرات أولية. واتخذت الخطوات الأولى لإنهاء الاعتماد الطاقوي على روسيا حتى على حساب أجندتها المناخية الأكثر طموحاً. ستعود منشآت الفحم إلى الحياة وسيتم بناء مصانع جديدة لمعالجة الغاز. لكن لا يزال هنالك عمل حقيقي لإنجازه.

في السنوات الأخيرة، اعتمدت أعجوبة الاقتصاد الألماني على مزيج من براعة صناعية وطاقة رخيصة من روسيا وإمكانية وصول إلى الأسواق العالمية وخصوصاً الصين. اليوم، كل واحدة من هذه الركائز مهددة.

يواجه إتقان ألمانيا لتكنولوجيا السيارات والذي امتد على مدى قرن من الهندسة تحدياً من خلال التحول إلى السيارات الكهربائية. وتواجه صناعة الكيميائيات تحديات بيئية مع اشتداد المنافسة العالمية وفقاً للكاتب.

تفاقم خسارة الغاز الطبيعي الروسي الرخيض والمضمون هذه التحديات. لن تتمكن الطاقة الخضراء، بالرغم من الاستثمارات الهائلة، من إمداد الصناعة الألمانية بالطاقة الرخيصة والموثوقة لفترة طويلة. في هذه الأثناء، تابع ميد، إن بدائل خط أنابيب الغاز الروسية مكلفة ومثيرة للجدل. "الخضر" مشمئزون من الطاقة النووية ولا قدرة على تحمل الفحم كما يتطلب الغاز المسال الطبيعي التزامات طويلة المدى وإنفاقاً هائلاً.

علاوة على ذلك، تتغير العلاقة الاقتصادية بين ألمانيا والصين نحو الأسوأ. النمو الصيني يتباطأ كما أن اقتصادها الصناعي الذي ينضج يهدف إلى التنافس مع المنتجين الألمان الرفيعي المستوى.

قد يوافق شولتس بالأفكار المجردة مع الرئيس جو بايدن حول أهمية القيم الليبيرالية وخطورة التغير المناخي لكن حساباته يجب أن تعكس الوقائع الاقتصادية للحياة الألمانية.

يرى ميد أنه بالنظر إلى وقائع السياسات الأميركية، ليس بإمكان ألمانيا الاعتماد على دعم أميركي متواصل إلا إذا فعلت المزيد لدعم الولايات في عالم يشهد أخطاراً متزايدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم