الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

هل من مكسب لروسيا لو سيطرت على سيفيرودونيتسك؟

المصدر: "النهار"
الدمار في المدن الروسية (أ ف ب).
الدمار في المدن الروسية (أ ف ب).
A+ A-

قلّل "معهد دراسة الحرب" من الأهمية الاستراتيجية لسيطرة روسيا على مدينة سيفيرودونيتسك لو حصلت في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة. ورأى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلب تضحيات مريعة من شعبه في جهد للسيطرة على مدينة لا تستحق بذل هكذا كلفة حتى بالنسبة إليه.

لقد أصبح الغزو الروسي لأوكرانيا هجوماً دموياً ويائساً للسيطرة على مدينة واحدة في الشرق بالتوازي مع الدفاع عن مكاسب مهمة لكن محدودة في الجنوب والشرق. وأضاف المعهد أن أوكرانيا أجبرت بوتين مرتين على تصغير أهدافه العسكرية.

هزمت أوكرانيا بوتين في معركة كييف مما دفعه إلى التركيز على اجتياح منطقتي دونيتسك ولوغانسك في الشرق. ومنعته أوكرانيا أيضاً من تحقيق هذا الهدف فأجبرته على التركيز على استكمال اجتياح منطقة لوغانسك وحدها.

بوتين يدفع بالرجال والذخيرة إلى آخر مركز سكاني كبير في المنطقة، سيفيرودونيتسك، كما لو أن السيطرة عليها ستؤدي إلى كسب الكرملين الحرب. هو مخطئ.

بصرف النظر عمن سيفوز بمعركة سيفيرودونيتسك، من المرجح أن يكون الهجوم الروسي قد بلغ ذروته على المستويين العملاني والاستراتيجي مما يعطي أوكرانيا فرصة إعادة إطلاق هجماتها المضادة لدحر الروس. وتهاجم القوات الروسية سيفيرودونيتسك بالرغم من أنها لم تطوقها. هي تحقق مكاسب ميدانية وقد تنجح في السيطرة على المدينة ومناطق أخرى إلى الغرب منها.

تابع المعهد أن الجيش الأوكراني يواجه أخطر تحد منذ محاصرة مصنع أزوفستال وقد يعاني من هزيمة تكتيكية بارزة إذا سقطت المدينة بالرغم من أن هذه النتيجة غير أكيدة على الإطلاق، وقد يتعرقل الهجوم الروسي مجدداً.

يدفع الروس ثمناً مقابل نجاحاتهم التكتيكية الحالية أكبر بكثير من أي فائدة عملانية أو استراتيجية يأملون الحصول عليها. سيفيرودونيتسك مهمة في هذه المرحلة من الحرب لأنها بشكل أساسي آخر مركز سكاني مهم لا يسيطر عليه الروس في لوغانسك. السيطرة عليها ستمكن روسيا من إعلان أنها ضمنت منطقة لوغانسك بالكامل من دون أي منفعة أخرى عسكرية أو اقتصادية.

ويواصل الروس تحقيق تقدم محدود للغاية في دونيتسك. السيطرة على سيفيرودونيتسك قد تساعد الروس في اجتياح سائر المناطق في دونيتسك إذا أعطت الروس زخماً تبني عليه عمليات ناجحة، لكن من المرجح أن تمنع معركة سفيرودونيتسك استمرار الهجمات الروسية الواسعة النطاق.

التقدم حول سيفيرودونيتسك ناجم بشكل كبير عن تركيز موسكو قواتها وتجهيزاتها التي سحبتها من جميع المحاور الأخرى على هذا الهدف الوحيد. لم تتمكن روسيا من تحقيق تقدم على أي من المحاور الأخرى طوال أسابيع حتى أنها لم تحاول فعل ذلك إلى حد بعيد. ولن تكون موسكو قادرة على إعادة حشد كميات كبيرة من القوة القتالية حتى ولو سيطرت على المدينة لأنها تستهلك تلك القوة بشكل "تافه" في الاستيلاء على المدينة.

وتعاني القوات الأوكرانية أيضاً من خسائر كبيرة في معركة سيفيرودونيتسك كما هي الحال مع المدنيين الأوكرانيين وبنيتهم التحتية. ركز الروس نسبة أكبر من قواتهم القتالية الهجومية المتاحة للسيطرة على سيفيرودونيتسك بالمقارنة مع الأوكرانيين، لكن ذلك يجعل عامل الاستنزاف يصب في مصلحة كييف.

بالمقابل، وبحسب المعهد نفسه، يواصل الروس إظهار إشارات واضحة إلى أنهم يستنزفون احتياطاتهم المتوفرة من المقاتلين والعتاد من دون سبب لتوقع إغاثة في الأشهر المقبلة.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم